كم كان عمر الرسول عندما تزوج عائشة

كم كان عمر الرسول عندما تزوج عائشة
كم كان عمر الرسول عندما تزوج عائشة

كم كان عمر الرسول عندما تزوج عائشة وما هي الصّفات التي أحبها عليه الصّلاة والسّلام في زوجته عائشة، وكم كان عمرها عندما توفيت رضي الله عنها، العديد من الأسئلة تُطرح حول السّيدة عائشة وحول حياتها، ومن أجل ذلك أفردنا هذا المقال للحديث عنها وللإجابة على تلك الأسئلة.

معلومات عن السيدة عائشة رضي الله عنها

يرجع نسب السيدة عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- إلى قبيلة بني تيم ابن مرة ابن كعب، وأبوها هو الصّحابي الجليل أبو بكر الصّديق -رضي الله عنه- ووالدة السيدة عائشة -رضي الله عنها- هي أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية، ولقدكنّاها عليه الصّلاة والسّلام بأم عبد الله نسبة لا بن أختها، ولقد كانت السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- مرجع للعديد من الأحاديث النّبوية الشّريفة، وقد شاركت في الكثير من الغزوات مع النّبي -عليه الصّلاة والسّلام-  وهذا يعدُّ من مواقفها الشجاعة والجريئة، وقد اشتُهرت بالعديد من السّجايا،[1] سنذكر منها ما يأتي:

السّخاء والزُّهد

لقد كانت أمّ المؤمنين في غاية الزهد والورع في أمور الدنيا ومتاعها، وقد كانت كثيرة الصّدقة وتكثر من العطاء للفقراء والمساكين، حتّى أنّه لا يبقي هناك شيٌْ لبيت النبوة، ومن القصص التي تروى عن زهدها وكرمها أن ابن الزبير أرسل لها في أحد الأيام مئةَ ألف درهم، فوزّعتها كلّها على الفقراء، حتّى جاء المساء وطلبت من جاريتها أن تحضر لها فطورها، فقالت لها: أما استطعتِ أن تشتري لنا لحماً بدرهم؟ فقالت رضي الله عنها: لا تًعَنِّفيني، لو أذْكَرْتِني لفعلتُ.[1]

فقه السيدة عائشة وعلمها الغزير

من الصِّفات التي تميّزت بها السّيدة عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- بأنّها كانت ذكيةً فطنةً بالإضافة لعقلها الرّاجح وفصاحتها، وكانت من أفقهَ النساء على الإطلاق، وقد قال فيها أبو موسى الأشعري: ” ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديث قَطُّ، فسألنا عنه عائشة -رضي الله عنها- إلا وجدنا عندها منه علمًا”، وكان كبار الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يرجعون إليها في المسائل الفقهية يستفتونها ويجدون عندها العلم بها، بالإضافة إلى علمها بالفقه فقد كانت عالمةً بالطِّب والشِّعر، وفيها قال عروة بن الزبير بن العوام: “ما رأيت أحدًا أعلم بالحلال والحرام، والعلم، والشعر، والطب من عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها”، وقد روت عن زوجها النبي صلى الله عليه وسلم الكثير الطيّب وروى عنها الحديث عدد من الصحابة والتابعين.[1]

مكانتها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم

لقد كان لها مكانةً خاصّة في قلب الرّسول عليه السّلام، فقد قال فيها أنّها من أحب النّاس إلى قلبه وأبيها أحبهم من الرِّجال، ولم يتزوّج النبي -صلى الله عليه وسلم- بِكراً غيرها‘ إذ كانت أحبّ أزواجه إليه عليه الصلاة والسلام، ولقد برأها الله -سبحانه وتعالى- من حادثة الإفك من فوق سبع سمواتٍ بوحيٍ وقرآنٍ يُتلى، ولقد قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كَمَلَ مِنَ الرِّجالِ كَثِيرٌ، ولَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّساءِ إلَّا مَرْيَمُ بنْتُ عِمْرانَ، وآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وفَضْلُ عائِشَةَ علَى النِّساءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ علَى سائِرِ الطَّعامِ”،[2] وكان ينزل الوحي على رسول الله وهي معه ويقرؤها جبريل -عليه السّلام- عن طريق رسول الله السّلام.[1]

وفاة السيدة عائشة

لقد قال ابن سعد عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت حين حضرتها الوفاة: يا ليتني لم أخلق، يا ليتني كنت شجرة أسبِّح، وأقضي ما عليَّ، وقيل أنّها رضي الله عنها توفيت وأسلمت روحها لباريها سنة ثمانٍ وخمسين للهجرة، وذلك في ليلة يوم الثلاثاء بعد مضي سبعة عشر يومًا من شهر رمضان، وقد أمرت رضي الله عنها أن تُدفن ليلًا، فعمل الصّحابة -رضوان الله عليهم- بوصيتها ودفنت بعد صلاة الوتر في مكان يُدعى البقيع، وصلى عليها الصّحابي أبو هريرة رضي الله عنه، كما أنّه نزل في قبرها خمسة من الصّحابة وأولاد الصّحابة هم عبد الله وعروة ابنا الزبير وعبد الله بن محمد بن أبي بكر والقاسم بن محمد وأخيرًا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين.[1]

شاهد أيضًا: متى تزوج النبي عائشة وكم كان عمر الرسول

كم كان عمر الرسول عندما تزوج عائشة

كان عمر الرسول عندما تزوج عائشة 50 سنة،[3] لقد وُلدت السّيدة عائشة في بيت الصدق والإيمان  وفي أحضان والدَيْنِ كريمين من خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد رباها والداها على فضائل الأخلاق وخصال هذا الدين الإسلامي العظيم وتعاليمه السمحة، وقد تمت خطوبتها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي تبلغ من العمر سبع سنوات وتزوج بها وهي تبلغ من العمر تسع سنوات، ومن القصص التي تروى عن طفولتها أثناء خطبتها لرسول الله أنّه عليه الصّلاة والسلام  قد دخل عليها وهي تلعب بالدمى فسألها عن أحد الخيول التي تلعب بها قائلًا ما هذا يا عائشة؟ فقالت بأنّه خيل سليمان -عليه السّلام- فضحك عليه الصّلاة والسّلام من هذا القول.[1]

وقد أحبها صلى الله عليه وسلم كثيرًا، فكان يوصي بها أمها أم رومان ويقول لها بأن تحفظها له، وكان يسرُّ كثيرًا عندما يذهب لزيارتها كلما اشتدت به الحوادث والنّوازل، فينسى همّه بدعابتها ورحابة صدرها ومرحها، وبعد الهجرة إلى المدينة المنورة، لحقته السّيدة عائشة المهاجرة -رضي الله عنها- إلى المدينة المنورة، وعمَّت البهجةفي كل أنحاء المدينة المنورة بزواج النّبي عليه الصّلاة والسّلام، وذلك بعد أن كان المسلمون سعداء لانتصارهم في غزوة بدر الكبرى، فاكتملت فرحتهم بزواجه صلى الله عليه وسلم بعائشة، وقد تمَّ هذا الزواج المبارك في شهر شوال من السنة الثانية للهجرة.[1]

شاهد أيضًا: كم عدد الاحاديث التي روتها عائشة رضي الله عنها

أمهات المؤمنين هن

لقد تعدد زواج الرّسول عليه الصّلاة والسلام لحكمةٍ ربانيّة، ومن الأمور الثّابتة عن النّبي -عليه السّلام- أنّه تزوج خمس عشرة امرأة وقد دخل بثلاث عشرة امرأة منهن وعدد الزوجات اللاتي اجتمعن عنده في وقت واحدٍ هي إحدى عشرة زوجة وعندما انتقل إلى الرّفيق الأعلى كان عنده تسعُ زوجاتٍ، ولقد كان النّسوة اللاتي تزوج بهنّ خمس منهن من قريش هنّ السّيدة عائشة والسّيدة حفصة  والسيدة أم سلمة والسّيدة سودة والسيدة أم حبيبة، وممن كنّ من زوجاته وأمّهات المؤمنين من غير قريش هنّ السّيدة ميمونة الهلالية والسّيدة جويرية الخزاعية والسّيدة زينب بنت جحش الأسدية والسّيدة صفية الخيبرية.[3]

ولقد تزوّج السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- في مكة المكرمة أمّا باقي نسائه فقد تزوجهنّ بهنّ في المدينة المنورة، وكان عُمر الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- وقتئذ خمسة وعشرون عامًا وكان هذا الزّزواج الميمون ما قبل البعثة، في حين باقي نسائه فقد تزوج بهنّ بعد سنّ الخمسين، ولم يتزوج أيًّا من نسائه إلّا بعد وفاة خديجة رضي الله عنها.[3]

شاهد أيضًا: معلومات عن عائشة رضي الله عنها

سبب زواج الرسول من عائشة وهي صغيرة

لقد تطاول الكثيرون على السيرة النبوية لسيدنا محمد -عليه الصّلاة والسّلام- بسبب زواجها من السّيدة عائشة وهب بهذا السن، وهم يرون  ويعتقدون أنه ما كان ينبغي للنبي -عليه السّلام- أن يتزوّج بها في هذا السنّ، ولكنّهم أنّ كل بيئة ومؤثراتها على جسم الإنسان تختلف عن غيرها من البيئات، والتي تؤثر في سن البلوغ، وإنّ الحكمة الرّبانيّة في زواجه من السّيدة عائشة وهي صغير لهي حكمةٌ عظيمةٌ، سنذكر منها سببين اثنين:[4]

  • فقد رأى عليه الصّلاة والسّلام منها النجابة والحنكة والذّكاء، فأحبّ الزواج بها وفي تلك السن المبكرة بالذات لكونها أقدر من غيرها من النساء على نقل أحوال بيته ودعوته، ومن الأمور المعلومة أنّ العلم في الصِّغر أرسخ وأثبت منه عندما يكبر الإنسان، وفعلاً هذا ما حدث فقد أصبحت رضي الله عنها مرجعًا للكثير من الصحابة في الفقه وغيره من العلوم
  • إنّ النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- أراد أن يقوي العلاقة والصلة ما بينه وبين صاحبه الصّديق أبي بكر  -رضي الله عنه- فكان زواجه من عائشة -رضي الله عنها- من أقوى تلك الرّوابط.

وفي نهاية مقال كم كان عمر الرسول عندما تزوج عائشة، عُلم أنّ عمرة كان خمسين سنة، وكان لزواجهحكمةً ربانيّةً ذكرناها فيما سبق، كما أننا ألقينا الضّوء على بعض النّواحي من سيرة السّيدة عائشة رضي الله عنها.

المراجع