كيفية صلاة قيام الليل في العشر الاواخر من رمضان

كيفية صلاة قيام الليل في العشر الاواخر من رمضان من الأسئلة الشّرعية الّتي يبحث عن إجابتها الكثير من المسلمين، فالمسلم يبحث ويسأل عن كلّ ما ليس له به علمٌ من أمور دينه الحنيف، ولا يجوز به التكاسل والتّقاعس عن تعلّم أمور دينه إطلاقًا، وصلاة قيام الليل من السنن النّبويّة العظيمة الّتي جعل الله -تبارك وتعالى- فيها الخير الكثير والفضل الكبير، لذا فإنّ موقع محتويات سيطلعنا على كيفية أداء صلاة قيام الليل في العشر الأخير من شهر رمضان المبارك.

كيفية صلاة قيام الليل في العشر الاواخر من رمضان

قد بيّنت السّنّة النّبويّة المباركة صفة صلاة قيام الليل الصّحيحة، وهي الصلاة مثنى مثنى أيّ كلّ ركعتين منها على حدة، فلا يوجد اختلافٌ بين صلاة قيام اللّيل في العشر الأخير من رمضان المبارك وبين صلاة القيام في ليالي الشّهور الأخرى، ولقد ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال عندما سئل عن طريقة صلاة القيام: “صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ صَلَّى”.[1] وقيام الليل من النوافل والأعمال الصّالحة الّتي يتطوّع بها المسلم ابتغاءً لوجه الله تعالى، ولقد حث ّرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على المحافظة على هذا العمل الصّالح لما فيه من الفضائل والخيرات ينالها المسلم في الدّنيا والآخرة، وقد اتّفق أهل العلم على أنّ صلاة الليل تكون بأداء كل ركعتين على حدة، والجدير بالمسلم اتّباع هدي النّبيّ في ذلك والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: متى صلاة القيام في رمضان بالتاريخ

كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر

لم يجد أهل العلم في الشّريعة الإسلاميّة عددًا معينًا ومحدّدًا لركعات صلاة قيام الليل في العشر الأواخر أو غيرها من الأيام، وأفاد أهل العلم بأنّه يجوز للمسلم أن يصلّي قيام الليل أقلّه ركعتان، ويزيد عليهما ما شاء من الرّكعات وما يسّر عليه الله تعالى، فيصلّي ما يقدر عليه، ولا حدّ لذلك، لكن قد ورد في السّنّة النّبويّة المباركة أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يصلّي إحدى عشرة ركعة، فعن السّيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً؛ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا”.[3] وقيل في بعض الأحاديث أنّه كان يصلّي ثلاثة عشرة ركعة، والأفضل للمسلم اتّباع السّنة النّبوية فذلك يزيد الأجر بإذن الله تعالى.[4]

شاهد أيضًا: كم تسليمه في صلاة التراويح

وقت صلاة القيام في العشر الأواخر من رمضان

إنّ الوقت المخصّص لصلاة قيام الليل في العشر الأواخر وغيرها من الأيّام، يبدأ من بعد صلاة العشاء وينتهي عند صلاة الفجر، ويمكن للمسلم أن يؤدّي الرّكعات في أوّل الليل أو في اوسطه أو في آخره، وقد بيّنت الشّريعة الإسلاميّة أن أفضل أوقات قيام الليل هو الثّلث الأخير من الليل، لأنّ في هذا الوقت استجابةٌ للدّعوات وقبولٌ للأعمال، ويُستحب للمسلم أن يؤدّيها منفردًا في بيته في الثّلث الأخير من الليل، لينال من الفضل والأجر أحسنه، لكن إن كان المسلم من أهل الإمامة يصلّي بالنّاس في المسجد، فالأولى له أداؤها في أوّل الليل، لئلّا يشقّ على النّاس وألّا يفوّتها من ينام من المسلمين بعد العشاء، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: دعاء الرسول في ليلة القدر

ماذا يقرأ المسلم في صلاة قيام الليل

يقول أهل العلم أنّه لم يرد في السّنة النّبويّة المباركة ما يدلّ على أنّ من واجب المسلم قراءة سورٍ أو آياتٍ معيّنة في صلاة قيام الليل في رمضان وغيره، بل يجوز للمسلم أن يقرأ ما ييّسر له الله تعالى ممّا حفظ غيبًا، أو أن يقرأ من المصحف ما شاء من السّور والآيات، فيجهر في قراءته تارةً ويسرّها تارة أخرى، وكان رسول الله يقرأ السّور الطّوال في صلاة قيام الليل أحيانًا، ويقرأ السّور القصير في أحيانٍ أخرى، فالمسلم يقرأ ما يشاء في صلاته ولا تعيين في ذلك.[6]

شاهد أيضًا: حديث اذا دخلت العشر الأواخر من رمضان

دعاء صلاة القيام في العشر الاواخر من رمضان

لم يرد في القرآن الكريم أو السّنّة النّبويّة المباركة دعاءٌ مخصوصٌ ليدعو به المسلم الله تعالى في صلاة قيام الليل، سواءً كانت في شهر رمضان المبارك أو غيره من الشّهور، لذا فإن للمسلم أن يدعو الله تعالى بما يريد وأن يسأله ما يشاء من فضله وكرمه ورحمته سبحانه، وندرج لكم فيما يأتي المأثور من أدعية رسول الله صلى الله عليه وسلم:[7]

• “اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد، أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، والساعة حق، ومحمد حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لى ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهى لا إله إلا أنت”.
• “اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرما قضيت، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت”.
• “اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب”.
• “اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك، ورحمتك، وفضلك، ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة، والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك، ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهم قاتل كفرة الذين أوتوا الكتاب، إله الحق”.

شاهد أيضًا: موعد صلاة التهجد في الحرم النبوي

فضل قيام الليل في رمضان

إنّ لقيام الليل والصّلاة فيه في شهر رمضان المبارك وغيره من الشّهور ثمراتٌ وخيراتٌ عظيمة، تتجلّى للمسلم في الدّنيا والآخرة، ومن هذه الفضائل والخيرات والثّمرات نذكر:[8]

• قيام الليل يرفع من درجات المسلم في الدّنيا والآخرة.
• قيام الليل يقرّ المسلم من الله تبارك وتعالى.
• قيام الليل سببٌ في نوال المسلم لرضا الله تعالى.
• قيام الليل سببٌ في دخول الجنّة والنّجاة من العذاب يوم القيامة.
• قيام الليل عبادةٌ يشكر المسلم فيها ربّه على ما منّ عليه من النّعم.
• قيام الليل يكفّر سيئات المسلم وخطاياه.
• قيام الليل سببٌ في استجابة الدّعوات.
• قيام الليل سببٌ في كسب الأجور العظيمة والجزيلة من الله تعالى.

شاهد أيضًا: في اي يوم تبدأ صلاة التهجد

اغتنام العشر الأواخر من رمضان

إنّ العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك هنّ أيّامٌ ذوات بركةٍ وخيرٍ وفضلٍ من الله سبحانه وتعالى، وهنّ أيّامٌ فضيلةٌ يجب على المسلم أن يغتنمهنّ بأفضل شكل، وما على المسلم إلّا اتّباع هدي الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وهدي صحابته الكرام في اغتنام هذه الأيام والذي يتمثّل بـ:[9]

• الاعتكاف في المسجد للتّعبد.
• الاجتهاد في فعل الخيرات والطّاعات والأعمال الصّالحة.
• اغتنام الأوقات بذكر الله تعالى والدّعاء والاستغفار.
• قيام الليل والاجتهاد بالعمل الصّالح ليلًا.
• الإكثار من الدّعاء.
• تلاوة القرآن الكريم.
• تحري ليلة القدر بالدّعاء والصلاة والقيام.

بهذا نختتم مقالنا كيفية صلاة قيام الليل في العشر الاواخر من رمضان، حيث تعرّفنا على صفة قيام الليل ووقته وفضله ودعائه وماذا يُقرأ فيه، كذلك تعرّفنا على كيفية اغتنام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.