كيف يكتب خبر صحفي صالح للنشر مع مثال على خبر صحفي

كيف يكتب خبر صحفي صالح للنشر

كيف يكتب خبر صحفي صالح للنشر ؟ بما أن الأخبار تمثل جانبا مهمًا من الجانب الإعلامي في عالمنا المعاصر، كما أنها السبيل الفاعل لمتابعة تطورات الأحداث، في ظل وجود الكم الهائل من الأخبار الذي تتجاذبه وسائل التواصل المختلفة. حيث يمثل الخبر الصحفي العنصر الأساسي من عناصر العملية الإعلامية المتعددة، سواء كان ذلك في مجال الصحافة أو الإذاعة او قنوات التلفاز أو شبكات البث الفضائية.

مفهوم الخبر الصحفي

الخبر الصحفي في المفهوم المعاصر ليس مجرد وصف اعتيادي لحدث يحظى باهتمام أفراد المجتمع، بل أصبح الخبر صناعة لها سماتها الخاصة، وقد دخلت وتفاعلت معها عوامل عدة أسهمت في تطور أساليبها ووسائل إيصالها إلى الجمهور. ويعد جمع الأخبار وإعدادها مرحلة مهمة في التطور الذي رافق ثورة الاتصالات، فنجد العملية الإخبارية تعقدت تبعا لعالم يمتلئ بالصراعات الإيديولوجية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وقد تركت هذه أثرًا في العملية الإخبارية. [1]

وقد شهد القرن الماضي ظهور أنماط لتحرير وكتابة الأخبار، كما تغيرت النظرة للخبر وأصبحت عملية إعداده عبارة عن صناعة متقنة تجاوزت الوصف الاعتيادي للأحداث، حتى أصبحت عملية دقيقة لها فلسفتها الخاصة. ومن خلال الاستنباط من التعاريف المتعددة للخبر وبالاستناد إلى الخبرة العملية يمكننا تعريفه بأنه؛ كتابة تقرير عن حدث لم يكن معروفًا لدى الناس بشكل دقيق من مصادر موثوقة، على أن يقوم بكتابة الخبر محررون متخصصون بالعمل الصحفي. ويمكن تعريفه أيضًا بأنه؛ تقرير عن حادث محدّد ترى الصحيفة المعنية في نشره وسيلة لجني الربح المادي.[1]

كيف يكتب خبر صحفي صالح للنشر

حتى تتعلّم طريقة كتابة الخبر الصحفي عليك أن تعلم أن الخبر يجب أن يتكون من عدد من العناصر الضرورية حتى يتكون خبر صحفي بنيته سليمة، نسردها لكم فيما يأتي مع توضيحها: [1] [2]

عنوان الخبر الصحفي

لا بد أن يكون العنوان الذي اخترته للخبر الصحفي ملفتًا ومميزًا، ويتم كتابة العنوان بعد أن تختار الزاوية التي سوف تبحث بها، وفق مهاراتك الشخصية، مع ما يتناسب مع الموضوعات المطروحة في الآونة الأخيرة.

مقدمة الخبر الصحفي 

المقدمة هي الفقرة الأولى والأهم في الخبر الصحفي، وكون تحريرها من خلال اختيار أهم تفاصيل الخبر الممثل لمركز الثقل وصياغته ضمن فقرة صغيرة نسبيًا، وتكون هذه الفقرة متضمنة لملخص عن الموضوع مع الكشف عن هوية الأشخاص والأماكن من ذوي العلاقة، وإبراز الشكل المميز للخبر، وإعطاء نبذة عن الحدث لإثارة اهتمام القارىء حتى يتابع قراءة الخبر.

جسم الخبر الصحفي

وهذا الجزء من الخبر الصحفي هو الذي يتناول تفاصيل الموضوع وأحداثه وما يحتويه من اقتباسات من المصادر المختلفة، ويمكن تلخيص أهم ما يحتويه كما يأتي:

  • تفاصيل أحداث الخبر الصحفي: يتكون جسم الخبرمن أجزاء، تشكل كل منها شريحة من الخبر تتناول جزء من الأحداث ضمن وحدة متكاملة ترتب في تسلسل وفق أهمية لكل منها، اي تبدأ الكتابة فيها من الأهم إلى الأقل أهمية وهكذا.
  • خلفيات الخبر الصحفي: وهذه هي الأصول الأساسية التي تسببت بوقوع الحدث، حيث يمكن تجزئه الحدث إلى فقرات، في كل منها جزء من الأوليات ضمن وحدة متكاملة ترتبها حسب الأهمية التنازلية لكل منها. ومن خلال الخبرة العملية والنظرية في تحرير الخبر، يمكنك معرفة أن الخبر التام يعطي إجابات وافية على الأسئلة الآتية: ( من، متى، أين، ماذا، كيف، لماذا).

شروط الخبر الصحفي

في الكثير من الكتب التي تدرس في معاهد العالم تباينت شروط الخبر، وقد لخص الألماني ستيلر عام 1695 عناصر الخبر بالنقاط الآتية:[1]

  • الجد والطرافة
  • قرب المكان
  • التأثير
  • الأهمية
  • السلبية

مصادر الخبر الصحفي

يعد الخبر الصحفي الذي يكون بلا مصدر خبرًا لا مصداقية له، ويُصنَّف من ضمن الإشاعات، ووفق هذه القاعدة، ويُعدُّ المصدر واحد من أهم العناصر التي تكون الخبر الصحفي. فالخبر الصحفي هو وسيلة من وسائل الإعلام المستخدمة للحصول على تفاصيل الخبر الذي نريد أن ننقله إلى الجمهور. ويكمن سرّ نجاح أي وسيلة إعلامية في تغطية الحدث، من خلال الاختبار المعني ببناء الثقة مع الشخص المتلقي عن طريق عدة عوامل من أبرزها الدقة والمصداقية في نقل الخبر. وهذه الثقة يَبْنيها نجاح المؤسسة في الاستعانة بالمصادر الحقيقية للأخبار. [3]

المندوب الصحفي

عندما تتميز وكالة عن أخرى يكون ذلك بالاعتماد جهود وذكاء مندوبيها، وأيضًا بالنسبة لأية جريدة فإنها تتميز عن جريدة أخرى تحتوي على نفس المادة ونفس المعلومات بطريقة عمل مندوبيها وصياغتهم للخبر، وقوة النفوذ يعود إلى نشاط المندوب ومهارته في اكتساب ود الناس، فالعمل الصحفي يتوقف حصول المندوب على الأخبار من الأطراف المعنية، وعلى ما لديه من حاسة صحفية ورؤية للأحداث المهمة.[1]

وكالات الأنباء

تعمل وكالات الأنباء من خلال شبكة من المندوبين المنتشرين في أنحاء العالم، وهي توفر للصحف الأخبار العالمية التي لا تستطيع أي صحيفة الحصول عليها؛ حيث لا توجد صحيفة في العالم مهما بلغت إمكانياتها باستطاعتها تغطية كل العالم بالمراسلين. ومن اشهر وكالات الأنباء اليونايتد برس، واسيوشيتد برس الأمريكتين، ووكالة الصحافة الفرنسية ورويترز.[1]

الإذاعات المحلية والأجنبية

وتعد مصدرًا هامًا من مصادر الأخبار، وخاصة في المناطق التي تخضع فيها الإذاعة لإشراف الحكومة حيث تعبر الإذاعة عن الاتجاهات الرسمية . ولأهمية الإذاعات الأجنبية قامت الوكالات الكبرى بإنشاء قسم يضم أجهزة استقبال إذاعية وأخرى للتسجيل دقيقة جدًا،يتم من خلالها استقبال وتسجيل ما تذيعه محطات الإذاعة.[1]

الصحف المحلية والأجنبية

في الكثير من الأحيان تنفرد بعض الصحف المحلية أو الأجنبية بنشر خبر مهم قد تنقله الصحف الأخرى أو تتوسع فيه، أو تنفرد بإجراء  الأحاديث الصحفية مع الزعماء المحليين أو الأجانب، كما قد يحوي الحديث على تصريحات مهمة تنقلها عنهم بعض الصحف الأخرى.[1]

النشرات

للكثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية والهيئات الدولية والسفارات والمكاتب الصحفية نشرات خاصة تصدر بشكل دوري أو غير منتظم، هذه النشرات قد تكون في بعض الأحيان مصدرًا للكثير من الاخبار الصحفية الهامة.[1]

المؤتمر الصحفي

يعد المؤتمر الصحفي مصدرًا مهمًا للأخبار التي تدلي بها واحدة من الشخصيات بحضور أكثر من صحفي من أجل شرح سياسة جديدة أو مناقشة قضية تهم الرأي العام. والمؤتمرات الصحفية يعقدها عادةً المسؤولين أو الوزراء أو الزعماء عندما تكون هناك حاجة لشرح سياسة معينة أمام عدد من الصحفيين حتى تصل حقائق الموضوع إلى الرأي العام.[1]

الوزارات والهيئات الرسمية والشعبية

هناك الكثير من الأخبار التي تحصل عليها الصحف من الوزارات والهيئات الرسمية وغير الرسمية، أو من الشركات والمؤسسات العامة أو الخاصة، ومن أقسام الشرطة والمحاكم والنقابات والمستشفيات والإذاعة والتلفزيون والسينما والفنادق والملاهي ووسائل النقل، ونحو ذلك.[1]

مصادر أخرى

هناك مصادر أخرى للأخبار تختلف حسب طبيعة كل صحيفة ولونها السياسي وسياستها ومن هذه المصادر: [1]

  • الأصدقاء ومعاونو الشخصيات البارزة في المجتمع.
  • الحفلات والمهرجانات.
  • اللجان الرسمية والشعبية.
  • المجلات المتخصصة.
  • الإعلانات.
  • رسائل القراء.
  • الصدفة.

تحديات كتابة الخبر الصحفي

إن الأجيال الصحفية الحديثة تنغمس بشكل كامل ضمن صحافة الوسائط المتعددة، التي رفعت وترة استخدامها وسائل التواصل الاجتماعي، فأصبحوا مشاركين نشطين يقدمون أعمالهم عبر الإنترنت وأحيانًا بدون كتابة نص مكتمل أو تغريدة مبدعة، وهذا يمكن أن يعتبر خيبة أمل كبرى تقتل الصحفي. حيث تبدأ المشكلة عندما يتم تدريب الصحفي لكي يكون من منتجي “الملتميديا” لا ليُصبح “كاتبًا”.[2]

هذا يعني فقدان القاعدة الأساسية، وانهيارًا لسنوات من التعليم في الجامعات التي لا توفر غالبًا التدريب على هذه التقنيات، بل إنها تعطي دروسًا نظرية في فن الكتابة والتحرير. ولذلك تغيرت المنظومة الطبيعية التي يبدأ فيها الكاتب بتعلم كيفية كتابة الخبر، وأصبح مبتغاه هو الظهور كمذيع أو مراسل، وبذلك تبدأ الهشاشة في التعبير وأخطاء اللغة بالظهور خلال المداخلات والتغطيات الميدانية، فضلً عن الافتقار إلى حصيلة لغوية قوية.[2]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال، وقد وضحنا فيه كيف يكتب خبر صحفي صالح للنشر بالتفصيل، كما بينّا مفهوم الخبر الصحفي وشروطه ومصادره، فضلًا عن بيان أهم التحديات التي يواجهها الخبر الصحفي في الآونة الأخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *