ما هو حكم الحداد على الميت

ما هو حكم الحداد على الميت؟ هو أحد الأحكام الشرعية التي لا بدّ للمسلم أن يتعّرفها، والحداد على الميت هو أن يظهر أهله وأقاربه الحزن عليه، وهو من الأمور الواردة في الشرع الإسلاميّ، وسيبيّن لكم موقع محتويات في هذا المقال حكم الحداد في الإسلام، كما سنتعرّف بعض المعلومات والأحكام الشرعية التي تتعلق بالحداد.

ما هو حكم الحداد على الميت

الحداد على الميت مشروع في الإسلام وذلك بإجماع العلماء، ولكنّه يكون للنساء فقط وليس للرجال، وتعريف الحداد المشروع في الإسلام هو: “الإِْحْدَادِ فِي عِدَّةِ الْوَفَاةِ مِنْ نِكَاحٍ صَحِيحٍ وَلَوْ مِنْ غَيْرِ دُخُولٍ بِالزَّوْجَةِ”، وذلك بحسب أقوال الفقهاء، واستدلّوا  على صحّة قولهم بحديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم: “لا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللهِ والْيَومِ الآخِرِ، أنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلاثٍ، إلَّا علَى زَوْجٍ، فإنَّها تُحِدُّ عليه أرْبَعَةَ أشْهُرٍ وعَشْرًا”[1]، والله تعالى أعلم.[2]

شاهد أيضًا: كم عدة الارملة

مدة الحداد في الإسلام

الحداد مشروع في الإسلام كما أسلفنا الذكر، وله مدة محدده، وسنذكر فيما يأتي أبرز حالات حداد المرأة ومدته:

• حداد المرأة على زوجها: حداد المرأة على زوجها يكون أربعة أشهر وعشر أيام، بدليل قوله تعالى: “وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ۖ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ”.[3]
• حداد المرأة الحامل على زوجها: مدة حداد المرأة الحامل على زوجها تنتهي بمجرد وضعها لحملها، ولو كانت مدّة ذلك قصيرة جدًا بعد وفاة الزوج، وقد قال الله تعالى في ذلك: “وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا”.[4]
• مدة حداد المرأة على أبيها: أمّا عن حداد المرأة على أبيها، أو أيّ شخص من أقاربها فهو لثلاثة أيام فقط، ولا يجوز الحداد أكثر من ذلك، وقد ورد في حديث للرسول صلّى الله عليه وسلّم: “لا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللهِ والْيَومِ الآخِرِ، أنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلاثٍ، إلَّا علَى زَوْجٍ، فإنَّها تُحِدُّ عليه أرْبَعَةَ أشْهُرٍ وعَشْرًا”.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز زيارة القبور للنساء

ما حكم الحزن على الميت أكثر من ثلاثة أيام

لا يحلّ الحزن أو الحداد على الميت أكثر من ثلاثة ايام للمسلمين بشكل عام، إلّا الزوجة فإنّ مدة حدادها وحزنها على زوجها هي أربعة أشهر وعشرة أيام، وهو ما يسمّى بفترة العدّة في الإسلام، وأمّا إعلان الحداد على الميت عامًا كاملًا، فهو من العادات الجاهلية التي ليست من الإسلام، فالإسلام حدد مدّة الحزن على الأموات بثلاثة أيام، والله تعالى أجل وأعلم.[5]

ما حكم الحداد على الميت للرجال

لربّما تساءل المسلمون عن جواز حداد الرجل على الميت الرجل، كأن يحدّ الرجل لموت أحد من أقربائه، هذا غير مشروع للرجال بحسب ما قال به العلماء، فالحداد مشروع للنساء فقط دون الرجال، ولم يرد أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد أذن لأحد من المسلمين الرجال بالحداد، وقد مات في عهده الكثير من الصحابة الكرام-رضي الله عنهم- في الحروب والغزوات وفي السلم، كما مات أبناء الرسول الكريم في حياته ولم يحدّ عليهم، فالحداد غير مشروع للرجل، والله تعالى أجلّ وأعلم.[6]

شاهد أيضًا: هل الميت يرى أهله في الدنيا ومتى يراهم ومتى يحجب عنهم

هل الحداد على الميت يعذبه في القبر

الحداد على الميت لا يعذبه في قبره لوحده، ولم يرد قول للعلماء في هذا الشأن، ولكن ما جاء ذكره أنّ بكاء أهل الميت عليه يعذّبه في قبره، وهو البكاء الذي يكون في صراخ وعويل ونواح، وقد أوصى العلماء بأنّ لا يُناح على الميت فذلك يسبب له العذاب في قبره، كما قال العلماء بأنّ يوبخون الميت إذا أكثر أهله عليه البكاء والنواح، ومما قاله بعض السلف وأخذ بهم بعض الخلَف أنّ المقصود بالعذاب هو “تَأَلُّم الْمَيِّت بِمَا يَقَع مِنْ أَهْله مِنْ النِّيَاحَة وَغَيْرهَا”، والله أعلم.[7]

وبهذا نكون قد تعرّفنا ما هو حكم الحداد على الميت، كما بيّنا عددًا من الاحكام الشرعية التي تتعلق بالحداد كمدة حداد المرأة على زوجها وأبيها، ومدّة حداد المرأة الحامل، وبينّا حكم حداد الرجال، وأخيرًا تعرفنا هل الحداد على الميت يعذبه في القبر.