معنى الخناس الذي أمر الله بالإستعاذه منه في سورة الناس

معنى الخناس الذي أمر الله بالإستعاذه منه في سورة الناس، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ سورةُ النَّاس هي إحدى سور القرآنِ الكريمِ، فما هي آياتها؟ وما مَعنى كلمة الخنَّاسِ الواردةِ فيها؟ وما هي أهمِّ المعلوماتِ عنها؟ وما تفسير هذه السورة؟ وما هو فضلها؟ كلُّ هذه الأسئلة سيتمُّ الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه موقع محتويات.

سورة الناس

تقعُ سورة النص في الجزء الأخيرِ بحسبِ ترتيبِ المصحفِ العثماني، بل هي آخر سورة من سور القرآنِ الكريم، وهي السورة صاحبة الرقم مئة وأربعة عشر، ويبلغ عدد آياتها ستُّ آياتِ، أمَّا آياتها في في قول الله تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَهِ النَّاسِ* مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ).[1][2]

شاهد أيضًا: الصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه في سورة الناس

معنى الخناس الذي أمر الله بالإستعاذه منه في سورة الناس

إنَّ الخنَّاس الذي أمرَ الله -عزَّ وجلَّ- بالاستعاذةِ منهُ في سورةِ النَّاسِ هو الشيطانُ الذي يتأخر وينقبض عند سماعه لذكر االلهِ -عزَّ وجلَّ-[3] ولا بأس في هذا المقام من بيانِ تفسيرِ سورةِ النَّاس بشيءٍ من التفصيلِ، وفيما يأتي ذلك:[4]

• الآية الأولى في قول الله تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)، يأمر الله -عزَّ وجلَّ- نبيه الكريم مخاطبًا له: قل يا محمد أعوذُ وأعتصمُ بربِّ النَّاس القادرُ على ردِّ شرِّ الوسواس.

• الآية الثانية أمَّا قول الله تعالى: (مَلِكِ النَّاسِ)، فالله -عزَّ وجلَّ- يُخبر نبيَّه الكريم بأنَّه هو ملكُ النَّاس المتصرفُ في كلِّ شؤونهم، والغني عنهم الذي لا يحتاجهم.

• الآية الثالثة ثمَّ يخبر الله -عزَّ وجلَّ- في قوله تعالى: (إِلَهِ النَّاسِ)، بأنَّه المعبودُ الحقُّ وبأنَّ لا معبودَ بحقٍ سواه.

• الآية الرابعة أمَّا في قوله تعالى: (مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ)، أي تعوَّذ يا محمد من شرِّ وأذى الشيطانِ الذي يوسوس عند الغفلةِ، والذي يخنس عند ذكر الله عزَّ وجلَّ.

• الآية الخامسة وفي قوله الله تعالى: (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ)، بيانٌ أنَّ هذا الشيطان يبثُّ الشرَّ والشكوك في صدورِ النَّاس.

• الآية السادسة وفي قوله الله تعالى: (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)، أي من شياطينِ الجنِّ والناس.

شاهد أيضًا: تفسير سورة الناس وما سبب نزولها

فضل سورة الناس

لقد وردت عدةُ أحاديثٍ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تبيِّن فضلَ سورةِ الناس، وفي هذا المقال الذي يحمل عنوان معنى الخناس الذي أمر الله بالاستعاذة منه في سورة الناس، سيتمُّ ذكر هذه الأحاديث، وفيما يأتي ذلك:

• قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعقبة بن عامر: (أَلَا أُعلِّمُكَ سُورتَيْنِ مِن خيرِ سُورتَيْنِ قرَأَ بهما الناسُ؟ فأقرَأَني: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}).[5]
• قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعقبة بن عامر: (أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ؟! {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}).[6]
• قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن خبيب: (قل هو الله أحد والمُعَوِّذَتين حينَ تُمسي وحينَ تُصبحُ ثلاثَ مراتٍ تُكفيك مِن كلِّ شيءٍ).[7]
• قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ يَنْفِثُ علَى نَفْسِهِ في مَرَضِهِ الذي قُبِضَ فيه بالمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أنَا أنْفِثُ عليه بهِنَّ، فأمْسَحُ بيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا).[8]
• قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ إذا أوَى إلى فِراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَع كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِما، فَقَرَأَ فِيهِما: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما ما اسْتَطاعَ مِن جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بهِما علَى رَأْسِهِ ووَجْهِهِ وما أقْبَلَ مِن جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذلكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ).[9]
• قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعقبة بن عامر: (أَلَا أُخْبِرُكَ بأفضلِ ما تَعَوَّذَ بِهِ الْمُتَعَوِّذونَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ).[10]
• قال أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ يتعوَّذُ من عينِ الجانِّ، وعينِ الإنسِ، فلما نزلتِ المُعوِّذتانِ، أخذ بهما، وترك ما سوى ذلك).[11]

شاهد أيضًا: تشرع قراءة سورتي الفلق والناس ثلاث مرات دبر كل صلاة

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان معنى الخناس الذي أمر الله بالإستعاذه منه في سورة الناس، حيث تمَّ فيه بيان أنَّ الخنَّاس هو الشيطانُ الذي ينقبض عند ذكر الله -عزَّ وجلَّ- كما تمَّ ذكر نبذةٍ مختصرةٍ عن سورةِ النَّاس، مع تفسيرٍ إجماليٍ لآياتها، وفي ختام هذا المقال تمَّ ذكر بعض الأحاديث الواردة في فضل سورةِ الناسِ.