معنى الغلو لغةٍ واصطلاحًا

معنى الغلو لغةٍ واصطلاحًا

معنى الغلو لغةٍ واصطلاحًا حيث يوجد في الشريعة الإسلامية عدد كبير جدًا من الألفاظ الشرعية التي من الصعب التوصل إلى معناها ومدلولها الحقيقي لكن العلماء والائمة قاموا ببذل الكثير من الجهد لتفسير وتوضيح معاني تلك المصطلحات حتى لا يبقى هناك شيء غير مفهوم بالنسبة للأمة الإسلامية فيما يخص دينهم.

معنى الغلو لغةٍ واصطلاحًا

الغلو في الاصطلاح اللغوي مأخوذ غلاء السعر وارتفاعه وغلا الولد أي تجاوز الحد وغلا بفرسه أو ذهب به بعد غايته، والغلو في الاصطلاح الشرعي هو مجاوزة الحد الشيء سواء في ذم ذلك الشيء أو مدحه وذلك تعريف الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب مثل غلو اليهود والنصارى في جعل أنبيائهم أبناء الله تعالى “حاشا لله” غلوًا في الدين مما أوقعهم في الشرك بالله تعالى حيث قال الله عز وجل: “وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ”.

أنواع الغلو في الدين

ينقسم الغلو في الدين إلى غلو اعتقادي أو كلي وغلو جزئي كالآتي:

  • أولًا: الغلو الكلي مثل الغلو في الأنبياء وأولياء الله الصالحين فيذهب العبد للاستغاثة والدعاء والتضرع لنبيه أو لأولياء الله الصالحين دون الله فيقع في الشرك حيث ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ”.
  • ثانيًا: الغلو الجزئي أو ما يسمى بالغلو العملي وهو الغلو المتعلق بشيء من أشياء الدين والشريعة كالزيادة في العبادات وحدث ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أنس رضي الله عنه جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي يسألون عن عبادة النبي فلما أُخْبِروا كأنّهم تقالّوها فقالوا: “وأين نحن من النبي قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً”.

شاهد أيضًا: ما معنى اللهم ارزقني من حيث لا احتسب

ما هو حكم الغلو في الدين؟

الغلو في الدين شرك بالله عز وجل ولا يعتبر صفة من ضمن صفات المسلم التي أمر الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم التحلي بها والسعي لابتغائها وذلك لأن الغلو في الدين يتشبب في عدم سيطرة الشخص على نفسه وتقديسه لغير الله تعالى وانسياقه وراء الشبهات مما قد يزيد التطرف المؤثر بالسلب على الأمة والمجتمع.

حيث قال الله عز وجل: “قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ”.

آيات من القرآن الكريم عن الغلو في الصالحين

ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي توضح عواقب الغلو في الصالحين مثل:

تقديس اليهود والنصارى لأنبيائهم مما أوقعهم في الشرك بالله تعالى حيث قال الله تعالى: “وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ”.

كما قال الله تعالى عن النصارى أيضًا: “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا”.

وفي النهاية نكون قد عرفنا معنى الغلو لغةٍ واصطلاحًا الغلو في الدين هو مجاوزة الحد فيما يخص كل الأمور الدينية وغلو قد يذهب بالمرء للتطرف وقد يودي به للوقوع في الشرك وتقديس غير الله كاليهود والنصارى، لذلك الغلو منهي عنه كليًة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *