من هو اول داعية في الاسلام

من هو اول داعية في الاسلام ؟ كما نعلم مجال الدعوة إلى الله مجال عظيم وشرف كبير لكل من يمتهنه، لذلك من المهم معرفة بداية الأمر فقد كانت الدعوة للإسلام في عصر نبينا الكريم هامة جدًا لكي ينتشر الدين الجديد، لذاك كانت الدعوة تنتشر في الأسواق ومواسم الحج وجلسات العرب، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يترك اجتماعًا ولا موسمًا للحج ولا سوق في قريش إلا ويعرض نفسه عليهم فينادي فيهم بصوت جهور (يا أيها الناس إني رسول الله إليكم وإني أدعوكم لعبادة الله الواحد الأحد وألا تشركوا به شيئا وأن تقلعوا عن عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، وبعد فترة رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مجال الدعوة يجب أن ينتشر في خارج قريش ومن هنا كان أول داعية في الإسلام.

من هو اول داعية في الاسلام

يعتبر مصعب بن عمير أول داعية إسلامي حيث استجاب بعض الرجال من قبائل الأوس والخزرج لدعوة رسولنا الكريم في إحدى مواسم الحج وما كان منهم بعد أن دخلوا الإسلام إلا أن انطلقوا ليخبروا قومهم على هذا الدين الجديد الذي يدعو إلى مكارم الأخلاق ولكن بالطبع لم يكونوا ملمين بشتى أمور الإسلام نظرًا لأنهم كانوا حديثي عهد به، لذلك رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرسل معهم مصعب بن عمير ليعلمهم أمور دينهم وكان هو أول من يسافر ليدعوا إلى الإسلام خارج مكة.

واستضاف أسعد بن زرارة رضي الله عنه مصعب بن عمير فور نزوله للمدينة، وكان رفيقًا له يساعده على نشر الإسلام وتعليم الناس أمور الدين ومكارم الأخلاق، وكان قد دخل جميع من في المدينة في الإسلام وكانوا يلتفون حول مصعب بن عمير رجال وشبان وأطفال يسألونه عن الإسلام ويقرأ عليهم ما يعرفه من القرآن مما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حينها.[1]

من هي أول داعية في الإسلام من النساء

غزية بنت جابر بن حكيم هي أول داعية في الإسلام وأول امرأة تنال شرف هذا اللقب، فعندما دخل الإسلام قلب غزية وأسلمت وأعلنت إسلامها وتعلمت الكثير عن أمور دينها بدأت تنشر الإسلام وانطلقت لتمارس دورها النبيل كداعية إسلامية تعلم الناس ما تعرفه عن الإسلام وكانت مدركة تمامًا ما تعرض له نفسها من أذى بسيرها في مجال الدعوة ولكنها لم تكن تأبه لذلك وكانت تذهب كل يوم بدون كلل للمجتمعات نساء قريش السرية وتدعوهم فيها للدخول في الإسلام وتعريفهم على ما يدعو إليه هذا الدين العظيم من قيم نبيلة كان يفتقدها المجتمع الجاهلي وتحفزهم على الدخول في الإسلام وترغيبهم فيه عن طريق إخبارهم كيف أن الإسلام يرفع من شأن المرأة ويحفظ لها حقوقها ويخرجها من كونها مجرد أمة.[2]

شاهد أيضًا: من هو اول سفير بالاسلام

إسلام مصعب بن عمير

كان مصعب بن عمير من أوائل من دخلوا في الإسلام فور علمهم به، وكان يقال على مصعب لؤلؤة مكة وكان فتى مدلل بين قومه، فكان شابًا جميلًا وعطرًا، وكان يرتدي أجمل الثياب وأغلاها، وفور علمه بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتردد في الذهاب إلى دار الأرقم لينطق الشهادتين ويدخل في الإسلام ويتلقى الدروس على يد أعظم معلم جاء للبشرية أجمع سيدنا ورسولنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم، وكانت أم مصعب بن عمير امرأة قوية الشخصية وذو مكانة في قريش لذلك أخفي مصعب بن عمير في بداية الأمر إسلامه عنها، وكان يذهب لدار الأرقم سرا ويصلي سرا وذات يوم وهو يصلي في السر خلف الجبل رآه عثمان بن طلحة وذهب على الفور ليخبر أمه، فحبسته أمه وظل محبوسًا لوقت طويل حتى أذن رسول الله للمسلمين في الهجرة إلى الحبشة.[1]

بداية الدعوة إلى الله

في بداية الأمر نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يؤمر بالتبليغ، ثم بعد ذلك أمره الله عز وجل أن يبدا بالدعوة إلى الإسلام وينذر عشيرته الأقربين، فقال تعالى (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ*قُمْ فَأَنذِرْ*وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ*وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ*وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ*وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ*وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ)، فاستجاب رسولنا الكريم على الفور وبدأ في دعوة أهل بيته فكان أول من آمن به زوجته خديجة رضي الله عنها ثم بعد ذلك ابن عمه على بن أبى طالب ثم صديقه أبو بكر الصديق الذي انطلق على الفور يدعوا كل من يرى فيهم الخير ويظن فيهم القبول وكان الدعوة حينها في السر خوفًا من بطش كفار قريش وكان يجتمع الرسول صلى الله عليه وسلم بالمسلمين في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وظلوا على ذلك الحال لمدة ثلاث سنوات حتى دخل عمر بن الخطاب وحمزة إلى الإسلام فكان إسلامهم رفعه للدين وخرجوا مع المسلمين في صفين وصلوا في المسجد أمام أعين الناس جميعًا.

أهمية الدعوة إلى الله

قال الله تعالى (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وهذه الآية الكريمة توضح كم أن الدعوة إلى الله تعالى هامة جدا على مر العصور وتتضمن أهميتها الآتي:

• انتشار الدين الإسلامي في كافة أرجاء الأرض.
• عبادة الله تعالى والتوحيد به سبحانه وتعالى عما يشركون.
• تعليم الناس أمور دينهم خاصة ما يجهلونه منه لعلهم يهتدون.
• أن تستقيم حياة البشر وتعاملاتهم مع بعضهم البعض.
• أن يقل الهرج بين الناس وتسمو أخلاقهم.
• حفظ الحقوق.[3]

مراتب الدعوة إلى الله

قال الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {النحل:125}، تتضمن هذه الآية الكريمة مراتب الدعوة إلى الله وقد أوضحت الآية أن الدعوة إلى الله تعالى لها مرتبتان:

• المرتبة الأولى: هي الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، والحكمة والموعظة الحسنة مخصصة لمن لديهم قبول لأمر الدين وتكون عن طريق تعريفهم عن مكارم الدين وأخلاقه وترغيبهم فيه.
• والمرتبة الثانية: وهي جادلهم بالتي هي أحسن، أما المجادلة فلا تكون للدعوة بل ليدحض بها الشخص حجج الكافرين وأقاويلهم المستمرة ضد الدين.

وفي النهاية نكون قد عرفنا من هو اول داعية في الاسلام حيث يجب على الداعي أن يكون مخلصا في دعوته لله تعالى لا يريد بها أمر آخر وأن يكون قدوة يحتذى بها وأن يكون شديدًا في الحق لا يتهاون مع المخطئين ولا يتبع أهواء الناس ولا يفتري على الله بالكذب ويزيف الأحكام من أجل إرضاء الأخرين.