من هو مخترع الصفر

الصفر (بالإنجليزية: Zero) هو أحد الأرقام الهامة في الرياضيات، هذا الرقم المحايد الذي يدخل في العديد من العمليات الحسابية، لم يتم وضعه ضمن قائمة الأعداد من قبيل الصدفة، لذا اليوم سوف نتعرف سويًا على هذا الرقم الذي حيّر العلماء، كما سنتعرف بصورة أكبر على من هو مخترع الصفر ، الذي ساهم بشكل مؤثر في عالم الرياضيات والعمليات الحسابية، وكذلك بعلم الفلك والجغرافيا.

الرقم صفر

في قائمة الأعداد يأتي الصفر في المقدمة، فعلى الرغم من تجاهل الكثيرين لهذا الرقم، إلا أنه أحد أهم الأرقام في قائمة الأعداد على مستوى العالم، تكمن أهمية هذا الرقم في كونه أحد الأرقام المحايدة بعمليات الجمع، فعلى سبيل المثال إذا  جمعت الصفر بأحد الأعداد الصحيحة، ستكون النتيجة هي ظهور العدد ذاته من جديد من دون أية إضافات .

يتشابه دور الصفر في عمليات الجمع والطرح، بينما في عملية الضرب يكون الأمر مختلف، فعندما يتم ضرب الصفر في عدد أيًا ما كانت قيمته تكون النتيجة صفر أيضاً، لذا تم إطلاق لقب ” العلامة الماصة” على الرقم صفر، باعتباره يقوم بامتصاص أي عدد يُضرب به، حتى إن كانت قيمة هذا العدد ضخمة، الجدير بالذكر أن الصفر قد تعدّى كونه أحد الأرقام في عالم الرياضيات، بل أصبح رمزاً من رموز التقليل من الأشياء في مختلف اللغات.

على نفس السياق نجد أن  في اللغة الإنجليزية كلمات متعددة مثل: Zero أو nought أو Nil، جميعها تعبر عن رمز واحد وهو الصفر، الآن نتحدث عن مخترع الصفر ومن ثم نتطرق إلى التعرف على المزيد فيما يخص هذا العدد المحايد. [1]

من هو مخترع الصفر

على الرغم من اكتشاف الأعداد منذ قرون ، إلا أن الصفر لم يكن ضمن قائمة الأعداد المتعارف عليها، لكن في الهند تحديدًا منذ عام 458 م، ظهر مفهوم الصفر لأول مرة، أما في عام 628 م فقد حدثت الطفرة الرياضية التي لازلنا نستفيد منها حتى اليوم، فقد قام عالم الفلك والرياضيات الهندي ” براهماجوبتا ” بتحديد رمز الصفر بشكل أكبر، كما قام بتطويره أيضاً .

لكن على الرغم من محاولات علماء الهند في ابتكار رمزاً عددياً يسهّل العمليات الرياضية؛ إلا أن تلك الجهود لم تكن سوى بذرة للفكرة فقط، بينما بعد مرور قرون انتقلت الفكرة إلى الشرق الأوسط، ليقوم العالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي برسم الصفر على شكله الحالي، وأطلق عليه اسم ” سيفر ” الكلمة التي تعني فارغ. [2]

الآن بعد أن تعرفنا على من هو مخترع الصفر ، سنتعرف على بعض الجهود الأخرى لمخترع الصفر محمد بن موسى الخوارزمي في الرياضيات:

• قام مخترع الصفر بترجمة العديد من المؤلفات اليونانية والهندية الرئيسية في الرياضيات إلى اللغة العربية
• قام بدعم النظام العددي الهندي ونقله إلى العالم الإسلامي، ليطلق عليه فيما بعد نظام ” الأرقام الهندية العربية “
• لم يكن الخوارزمي مخترع الصفر فحسب؛ بل أسس علم الجبر، ليصبح من أهم العلوم العربية حتى اليوم
• قام بتأليف مجموعة من الكتب الهامة، مثل حساب الجبر والمقابلة
• قام الخوارزمي بتطوير طريقة الضرب القديمة
• قدم الخوارزمي الكثير من الجهود في علم الفلك، مثل تأسيسه مجموعة من الجداول الفلكية، تلك التي أصبحت محل دراسة فيما بعد لدى علماء الغرب.
• قدم الخوارزمي مجموعة من الجهود في مجال الجغرافيا، حيث قام بعمل تعديلات على ما توصل إليه بطليموس، وكذلك أشرف على تحرير الخريط الأولى في العالم [3]

أصل كلمة صفر

كلمة صفر من الكلمات التي أصبحت مستخدمة للتقليل من الأمور لم تكن ذات أصل عربي، فقد أتت هذه الكلمة مترجمة من اللغة السنسكريتية، حيث أطلق اسم (śūnya) لأول مرة تعبيراً عن رمز الصفر، لكنها في الأصل تعني ” الفراغ “، من ثم انتقلت هذه الكلمة إلى العرب، الذين قاموا بترجمتها إلى صفر.

من الجدير بالذكر أن كلمة الصفر لدى الجاهلية كانت تدل على النحس، لكنها مع ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية أصبحت تحمل معنى الفراغ، وهذا ما جعلها تشير إلى رمز الصفر العددي.

أما الصفر (باللغة الإنجليزية: Zero) فقد تم استخدامه للمرة الأولى عام 1598، كانت هذه الكلمة مأخوذة من الفرنسية، وقد أخذتها فرنسا عن البندقية، التي كانت مأخوذة  من اللغة الإيطالية، وبالأساس كانت اللغة الإيطالية قد أخذتها عن العربية . [4]

تاريخ الصفر

ظهر الصفر في الإمبراطورية البابلية بشكل غير كامل، فيما بعد قامت الهند بتطوير الصفر ليظهر  مفهومه لأول مرة بالقرن الخامس الميلادي، لكن بعد مرور قرنين من الزمان استطاعت الهند تعريف الصفر، وقد أطلق عليه لقب ” سونيا “، الكلمة التي تعني الفراغ باللغة السنسكريتية.

مع التبادل التجاري انتقل المفهوم إلى الشرق الأوسط، حيث استطاع العالم الجليل محمد بن موسى الخوارزمي الإعلان عن هذا الرمز الرياضي بالشكل الذي نجده عليه الآن، ومن ثم تم نُقل الصفر إلى الغرب، من خلال التبادل التجاري وجهود المترجمين، وبهذا يكون العرب قد سبقوا الغرب في الجهود الرياضية. [5]

خصائص الصفر الرياضية

الصفر يمتلك مجموعة من الخصائص الرياضية، لنتعرف على أهم خصائص الصفر في عالم الرياضيات:

• الصفر في عملية الجمع لا يغير من قيمة العدد الذي يضاف إليه
• الصفر في عملية الطرح لا يغير من قيمة العدد الذي يطرح منه
• الصفر في عمليات الضرب يمتص العدد الذي يُضرب به، فعندما يُضرب أي عدد بالصفر تكون النتيجة في النهاية صفر، حتى إن كان العدد الذي يُضرب به ضخم
• القسمة على صفر غير محددة وليس لها إجابة واضحة
• الصفر ليس موجباً أو سالباً فهو الرمز المحايد دائماً
• الرقم صفر يسمى الهوية المضافة [6]

مؤلفات مخترع الصفر الخوارزمي

قام محمد بن موسى الخوارزمي بكتابة مجموعة من المؤلفات، بعضها مؤلفات رياضية، وبعضها الآخر ليس له علاقة بعالم الرياضيات، لنتعرف على أهم مؤلفات الخوارزمي:

• كتاب المختصر بحساب الجبر والمقابلة، الذي وضع به أهم أسس علم الجبر
• كتاب الزيج في علم المثلثات
• كتاب استخراج العصر اليهودي
• كتاب السند هند في علم الفلك
• كتاب صورة الأرض في الجغرافيا
• كما ترك بعض المؤلفات المختصة بالأدوات الفلكية التي تم استخدامها في عصره، حيث كتب مؤلفات تخص ” الاسطرلاب”، بالإضافة إلى المزولة الشمسية، تلك الأداة التي تم استخدامها بحساب التوقيت في النهار.

بالإضافة إلى هذه المؤلفات فقد قام الخوارزمي بترجمة العديد من المؤلفات، لينقل المزيد فيما يخص العلوم الهندية واليونانية على وجه خاص. [7]

أشهر أقوال الخوارزمي

تمتع علماء المسلمين بفصاحة اللسان، وهذا ما جعل أقوالهم متداولة حتى اليوم، لنتعرف على أهم مقولات محمد بن موسى الخوارزمي ” مخترع الصفر ” .

• الاعتذار في غير موضعه ذنب والتكلف مع وقوع الثقة عيب، والدواء لغير حاجة داء، كما أنه عند الحاجة إليه شفاء .

• الاستقالة تأتى على العثرات، كما أن الحسنات يذهبن السيئات .

• العشرة مجاملة لا معاملة، والمجاملة لا تسع الاستقصاء والكشف ، والعشرة لا تحتمل الحساب والصرف . [8]

وفاة مخترع الصفر الخوارزمي

توفي محمد بن موسى الخوارزمي أو كما يطلق عليه مخترع الصفر بعام 847 م، وذلك عن عمر يناهز 66 عام، بعدما قام بالكثير من  الجهود في الرياضيات والفلك والجغرافيا، ولازالت أعماله تترك أثراً حتى اليوم في الشرق والغرب. [7]