من هو مخترع المصعد

من هو مخترع المصعد ؟ فعلى مدار تاريخ البشريّة، ابتكر العديد من المخترعين حلولهم الخاصّة لنقل الركّاب والبضائع من مكانٍ إلى آخر. ففي العصور القديمة، كانت هناك بعض حالات استخدام المصاعد، التي تعمل بالطاقة، وذلك باستخدام القِوَى البشريّة أو الحيوانات أو المياه. ولعلّ أبرزها التي تشير إليها بعض المصادر. حيث استخدمت تلك المصاعد البسيطة في بناء الاهرامات بالجيزة في مصر.

من هو مخترع المصعد

مخترع المصعد هو إليشا أوتيس والذي يلقّب أبو المصاعد. لكن في الواقع إنّ المصاعد بدأت في فترات سابقة من اختراع إليشا أوتيس، حيث سنأتي على ذكر مراحل تطوّر المصاعد في الفقرة التالية.

مراحل اختراع وتطور المصاعد

في السياق ذاته من هو مخترع المصعد، حيث تعتبر المصاعد من السمات الشائعة في المباني حول العالم، لكن معظم الناس لا يعرفون الكثير عن كيفيّة عملها أو كيف أصبحت موجودة في كلّ مكان، ولا حتى من هو أول مخترع للمصعد. وفيما يلي نورد بعض المعلومات عن مخترعي المصعد ومطوّريه:

• تمّ اختراع المصاعد البدائيّة التي تعمل بواسطة العجلات المائيّة أو الحيوانات أو البشر منذ حوالي 300 عام قبل الميلاد. حيث تمّ استخدام هذا النوع من المصاعد لما يقرب من ألفي عام.
• كان أوّل مخترع للمصعد هو اليوناني عالم الرياضيّات أرخميدس، حيث ابتكر مصعداً يعتمد على البكرات والرافعات. في الواقع كانت تصميماته قيد الاستخدام منذ القرن الأوّل قبل الميلاد، وحتّى القرن الثّامن عشر.
• تمّ إنشاء المصعد الأوّل المخصّص لاستخدام الركّاب فقط من قِبَل العالم الروسي إيفان كوبلين، وذلك في أواخر القرن الثّامن عشر. حيث كانت آليته القائمة على العتاد القويّة بما يكفي لرفع الأوزان الصغيرة ولمسافاتٍ قصيرة، ولم يتمّ تثبيت سوى ثلاثة من تصميماته، إثنان في روسيا وواحد في لندن.
• استخدم الملك الفرنسيّ لويس الخامس عشر أيضاً مصعداً صغيراً، وذلك للارتفاع من طابق قصره إلى الشرفة، حيث تمّ ربط شقّته في قصر فرساي بشقّة عشيقته مدام دي شاتورو التي كانت تعيش في الطابق الأعلى. في الواقع تمّ تشغيل هذا الجهاز من خلال سلسلة من الأثقال الموازنة التي من شأنها تحريك العربة والراكب إلى مسافةٍ قصيرةٍ جداً، وذلك في عام 1743 م.
• بدأت تكنولوجيا المصاعد في التقدّم بشكلٍ ملحوظ في القرن التاسع عشر. حيث تمّ تشغيل العديد من المصاعد بالبخار. وبالتالي أصبحت مهمة في الثورة الصناعيّة للسماح للناس بنقل المواد الثقيلة في المستودعات والمناجم والمصانع.
• في عام 1823 م، قام اثنان من المهندسين المعماريّين، وهما بيرتون وهورمر، ببناء (غرفة صاعدة) لمنح السائحين إطلالة بانوراميّة على لندن. كما في عام 1835 م، قام فروس وستوت اللذان كانا أيضاً معماريين ببناء “Teagle” ، وهو مصعد يعمل بالبخار والحزام ومقاوم الأوزان، في إنجلترا.
• في عام 1846 م، اخترع السير ويليام أرمسترونج الرافعة الهيدروليكيّة. كان النظام مدعوماً بمكبس ثقيل يتحرّك في أسطوانة، وكان يعمل بالزيت أو ضغط الماء داخل المضخّة. بدأت هذه المصاعد في استبدال المصاعد التي تعمل بالبخار بحلول سبعينيات القرن التاسع عشر.
• حدثت ثورة في تكنولوجيا المصاعد في عام 1854 م، وذلك عندما بدأ المخترع الأمريكي إليشا أوتيس في إنتاج المصعد الخاصّ به، بجهاز يمنع سقوطه وانهياره في حالة فشل الحبل الرئيسي. سرعان ما صمّمت شركة المصاعد الخاصّة به جميع الميزات الحديثة المستخدمة اليوم، مثل الرافعات ذات الحبال المتعدّدة، والأبواب الآمنة… حصل على براءة اختراع المصعد البخاري عام 1861م، وقد أتاح اختراعه للتمهيد لبناء ناطحات السحاب. والجدير بالذكر أنّ أوّل مصعد يعمل بالبخار تم تركيبه في متجر في مدينة مانهاتن.
• في الواقع يجب ذكر اسمين آخرين فيما يتعلّق باختراعات المصاعد. في عام 1846 م، أنشأ الإنكليزي السير ويليام أرمسترونج أوّل رافعة هيدروليكيّة كما ذكرنا سابقاً. وبناءً على فكرة ويليام قام المهندس والمخترع الألماني فيرنر فون سيمنز ببناء أوّل مصعد كهربائي، وذلك عام 1880م. كما حصل ألكسندر مايلز على براءة اختراع لمصعده الكهربائي في عام 1887م.

اقرأ أيضاً: من مخترع الغواصة وما استخدامات الغواصة

قصة مخترع المصعد إليشا أوتيس

في موضوعنا من هو مخترع المصعد كما نوّهنا سابقاً والذي يلقّب أبو المصعد نورد قصّة مخترع المصعد إليشا أوتيس والذي أحدث ثورة في مفهوم المصعد:

• في ذلك الوقت، كانت المصاعد التي تعمل بنظام الكابلات تُعتبر غير موثوقة وخطيرة، لأنّه إذا انقطعت الحبال، فإنّ المصعد ينخفض إلى أسفل. يمكن أن تتضرر الحمولات، ولكن الأهم من ذلك، قتل الركاب في كثير من الأحيان بسبب السقوط.
• في الواقع أنّه أثناء العمل في مصنع في عام 1852 م، ابتكر إليشا أوتيس وأبناؤه تصميم مصعد يستخدم جهاز أمان، أطلق عليها أوتيس اسم “رافعة الأمان” وعرض هذا التصميم في معرض نيويورك العالمي عام 1854. حيث ركب المنصة عالياً في الهواء ثم قطع الحبل، لكن بفضل الفرامل، سقط بضع بوصات فقط قبل أن يتوقّف.
• أسس أوتيس شركة المصاعد، أوتيس براذرز، التي قامت بتركيب أوّل مصعد عام في متجر متعدّد الأقسام بنيويورك من خمسة طوابق في عام 1874. ظهرت المصاعد الكهربائية في ثمانينيات القرن التاسع عشر. هذا يعني أن إليشا أوتيس هو مخترع مصعد الركاب الحديث.
• حتى قيام المعرض العالمي، لم يكن لدى أوتيس الكثير من الحظ في بيع المصاعد، وكانت براءة اختراعه الأوليّة للمصعد في عام 1861 لمصعد شحن – نوع المنصة المفتوحة – وليس مصعداً مغلقاً للركاب.
• لهذا السبب، يعتقد البعض أنّ أوتيس تافتس هو المخترع الفعلي لمصعد الركاب الحديث. حيث حصل تافتس قبل عامين من أوتيس على براءة اختراع لتصميم مصعد يحتوي على مقاعد داخل سيارة مغلقة، مع أبواب تُفتح وتُغلق تلقائيّاً.
• هناك سبب رئيسي وراء حصول إليشا أوتيس على الفضل وليس تافتس. حيث ألغى تصميم تافتس نظام الحبال والبكرة النموذجيّ بسبب مخاوف تتعلّق بالسلامة. وبدلاً من ذلك، استخدم مفهوم للربط الزوجي من الأعلى والأسفل. كانت عربة المصعد عبارة عن لولب فولاذي عملاق يمتد بطول العمود بالكامل. في حين أنّها كانت آمنة للغاية، إلاّ أنّها كانت باهظة الثمن وغير عمليّة، خاصة بالنسبة للمباني الشاهقة.
• قام تافتس ببيع عددٍ قليل من مصاعده، لكن تصميمه لم يتم اعتماده على نطاق واسع. في حين واصلت شركة إخوة أوتيس (المعروفة اليوم باسم شركة أوتيس للمصاعد) بإجراء تحسينات على سلامة المصاعد وكفاءته.
• واليوم تعد أكبر شركة مصاعد وسلالم متحركة في العالم. بينما اشتهر تافتس باختراعاته في المطبعة التي تعمل بالبخار وغيرها من الآلات.

اقرأ أيضاً: من هو مخترع الدينامو

وختاماً، نكون قد تعرفنا على من هو مخترع المصعد . فليس من المستغرب أن يكون اختراع هذا النوع من المصاعد نتاجاً للثورة الصناعيّة. بل إنّه مهّد لبناء ناطحات السحاب والأبراج التي تعتمد بالدرجة الأولى على المصاعد الكهربائيّة للوصول إلى أقسامها العليا.