هل المريض النفسي يحاسب عند الله

هل المريض النفسي يحاسب عند الله

هل المريض النفسي يحاسب عند الله؟ سؤال يطرحه بعض الأشخاص ممن يعانون من أمراض نفسيّة أو يطرح هذا السؤال من قبل أهاليهم لمعرفة ما لهم وما عليهم، وفي مقالنا الالتالي سوف نتعرف فيما إذا كان الشخص المريض نفسيًا يحاسب على أفعاله وتصرفاته عند الله تعالى أم لا؟

هل المريض النفسي يحاسب عند الله

المريض النفسي الذي سُلب عقله وإرادته لا يؤاخذ على تصرفاته: أيّ أنه لا يؤثَم إذا ارتكب فعلاً محرمًا أو ترك واجبًا، وأما المريض النفسي الذي يتصرف وهو مدركًا لتصرفاته غير مسلوب الإرادة فهو مسؤول عن تصرفاته ويحاسب عند الله تعالى، والمريض النفسي له حالتان حددهما الشرع وبيّن ما هما بالتفصيل والحالتان هما:[1]

الحالة الأولى للمرض النفسي

المريض النفسي الذي ذهب عقله كالمجنون، والمصروع ونحوهما من كل مزيل للعقل، في هذه الحالة تسقط التكاليف الشرعيّة عن صاحبها، ويُرفع عنه القلم، لأن العقل مناط بالتكليف، فمتى ما ذهب العقل سقط التكليف عن الشخص، فقد ورد في الأدلة الصحيحة أن ذهاب العقل يُسقط لتكاليف فلا يحاسب العبد على أفعاله وتصرفاته لذهاب عقله، فقد جاء في الحديث النبوي الشريف عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (رُفِع القلمُ عن ثلاثةٍعن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ وعن الغلامِ حتَّى يحتلِمَ وعن المجنونِ حتَّى يُفيقَ)[2].

الحالة الثانية للمرض النفسي

وهي حالة العجز عن القيام بكل التكاليف الشرعية أو بعضها مع وجود العقل، فيسقط عن صاحبها ما عجز عن أدائه من هذه التكاليف، لأن الله تعالى لا يكلف كل نفس إلا وسعها.

ومن هذا نستخلّص أن ما يُسمّى مرضًا في علم النفس مما لا يدخل تحت إحدى الحالتين التي ذكرناهما لا يُسمى مرضًا شرعًا ما دام الشخص يتمتّع بعقله وقدرته ووعيه.

شاهد أيضًا: كيف اعرف اني مريض نفسي .. الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي

حكم المريض النفسي الذي مات منتحرًا؟

الانتحار كبيرة من كبائر الذنوب، وقد توعّد الله تعالى من يقوم به بالعذاب الشديد، ومن قتل نفسه  بشيء في الدنيا عذّبه الله تعالى في الآخرة، وما يصيب المسلم من أمراض عضوية كالسرطان والاكتئاب، ولا يستطيع الصبر عليها لا يُبيح له قتل نفسه، وقد يُصاب المسلم بأمراض نفسيّة أو عضوية، فتؤثر في عقله تأثيرًا بالغًا بحيث لا يعرف ما يقول ولا ما يفعل، فإذا حصل منه قتل لنفسه، فلا يكون مع المذنبين الواقعين في كبيرة الانتحار، بل يكون معذورًا، وذلك لوجود مانع من موانع التكليف وهو: فَقد العقل.

لذا متى ما أصيب المسلم باضطراب نفسي يؤثر على عقله، فلم يعد يدري ماذا يقول، فيكون حكمه حكم المجنون، ويكون معذور غير آثم في قتل نفسه، لرفع القلم عنه في تلك الحالة، وقد عرّف العلماء الجنون: بأنه اختلال القوة المميزة بين الأشياء الحسنة والقبيحة المدرك للعواقب بأن لا تظهر آثارها، وأن تتعطّل أفعالها، وعُرف الجنون: أنه اختلال القوة التي بها إدراك الكليّات، وأما إن كان فقط ضغط نفسي على الشخص، ولم يؤثر هذا على عقله، ويدري معه ما يقول وما يفعل، ويميّز بين خطأ والصواب، فلا يكون معذور بقتل نفسه، بل يؤاخذ على فعله الذي ارتكبه وهو الانتحار.[2]

شاهد أيضًا: حكم الانتحار شرعا والصلاة على المنتحر

في نهاية مقالنا تعرفنا على هل المريض النفسي يحاسب عند الله لقد قسّم العلماء المريض النفسي إلى حالتين، ففي بعض الحالات إذا كان المريض فاقد لعقله ولا يدري ماذا يقول ولا كيف يتصرّف فهو غير محاسب عند ربه، وأما إذا كان يدري ما يقول ويعرف ما يدور حوله فهو مؤاخذ على أفعاله.

المراجع

  1. ^ صحيح ابن حبان , عائشة أم المؤمنين،  ابن حبان ، صحيح ابن حبان ،142 ، أخرجه في صحيحه 
  2. ^ islamweb.net , مدى أثر المرض النفسي على التكاليف الشرعية , 28/05/2022
  3. ^ islamqa.info , أصيبت بمرض نفسي ثم قتلت نفسها فهل تعد منتحرة ؟ , 28/05/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *