هل الميت يحس بزوجته

هل الميت يحس بزوجته

هل الميت يحس بزوجته هو سؤال وضَّحت الشريعة الإسلامية إجابته وسنقوم بذكر ذلك من خلال سطور هذا المقال، فإنَّ الموت هو عالم غيبي مجهول تكثر الأسئلة التي ليس لها إجابة حوله، ولا نعلم عن الحياة بعد الموت سوى ما ورد في النصوص الشرعية، ومن خلال هذا المقال سنقوم بتسليط الضوء على إجابة بعض الأسئلة المتعلقة بالميت كما وردت في الشريعة الإسلامية.

هل الميت يحس بزوجته

يُحس الميت بمن يزوره ويستأنس بزيارة أهله له في قبره بما في ذلك زوجته، فقد ورد عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن المؤمن يسمع خفق نعال الرجال إذا ذهبوا بعد الدفن، وقد ورد ذلك في حديثه الشريف: “العَبْدُ إذَا وُضِعَ في قَبْرِهِ، وتُوُلِّيَ وذَهَبَ أصْحَابُهُ حتَّى إنَّه لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أتَاهُ مَلَكَانِ، فأقْعَدَاهُ”[1]، وهو دليل عى شعور الميت بمن حوله، كما إنَّ الميت يرد سلام من يمر به ويُلقي عليه التحية، وقد ورد ذلك في الحديث الشريف: “ما مِن أحدٍ يَمُرُّ على قبرِ أخيه المؤمنِ فيُسَلِّمُ عليه إلا عَرَفَه، وردَّ عليه”[2]، والله أعلم.[3]

هل يلتقي الزوجان في حياة البرزخ

إنَّ التقاء الأرواح في البرزخ هو أمرٌ وارد، فإنَّ أرواح المؤمنين تلتق وتجتمع في حياة البرزخ، وكذلك الزوجين، فإذا مات الزوجين وهما على عقد الزواج، وتوفيا على الإسلام والعمل الصالح، كما كانا من المؤمنين الصالحين فإنَّ أرواحهما تلتقي في حياة البرزخ كما يُمكن أن يحصل حديث وتعارف بينهما، فإذا حصل البعث والجزاء، فإنّ الزوجين الصالحين يدخلان الجنة معًا يإذن الله تعالى، والله أعلم.[4]

هل الميت يشعر بمن يبكي عليه

لم يرد في النصوص الشرعية ما يوضّح لنا مدى شعور الميت ببكاء أهله به، أو شعوره بالحزن والآلام والمعاناة التي يمرّون بها، إلا ما ورد في الحديث الشريف: “إن الميتَ لَيعذَّبُ ببكاءِ أهلِه عليه فذكر ذلك لعائشةَ فقالت وهل إنما مرَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على قبرٍ فقال إن صاحبَ هذا القبرِ لَيعذَّبُ وإن أهلَه يبكونَ عليه ثم قرأت وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى”[5]، وقد بيَّن أهل العلم أن المقصود بعذاب الميت ببكاء أهله هو أنَّه يُعذّب إذا وصّى أهله بالبكاء والنياحة عليه، أمَّا ما دون ذلك فإنَّ الله تعالى لا يُعذب الإنسان بذنب غيره، والله أعلم.[6]

هل الميت يشعر بمن يدعو له

لا سكَّ في أنَّ الميت ينتفع بالأعمال الصالحة التي يقوم بها ذويه من أجله كإخراج الصدقات أو الدعاء أو الاستغفار له، وإنَّ الإنسان بعد الموت نقطع عمله إلا من ثلاث إمَّا صدقة جارية أو دعاء الولد الصالح له أو تركه علمٌ ينتفع به، أمَّا شعور الميت بهذا الدعاء أو الاستغفار فهو أمر لا يعلمه إلا الله تعالى، والغالب في الأمر أنَّه يعلم ذلك، وذلك لقول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديثه الشريف: “إنَّ الرجُلَ لَتُرْفَعُ درجتُهُ في الجنةِ فيقولُ: أنَّى لِي هذا؟ فيُقالُ: بِاستغفارِ ولَدِكَ لَكَ[7]، والله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: البكاء على الميت بدون رفع الصوت جائز

هل الميت يدعو لأبنائه

إنَّ قدرة الميت على الدعاء لأهله أو أبنائه هو أمرٌ غيبي لا يعمه إلا الله تعالى، ولم يرد في الآثار سوى بعض الأقوال حول قدرة الصالحين والأنبياء على الدعاء في قبورهم، كما إنَّ استجابة الله تعالى لدعاء الأموات هو أمرٌ لا يعلمه إلا الله تعالى، ولا يجوز للمُسلم أن يطلب من الأموات أو الأرواح أو الملائكة الدعاء له، كما لا يجوز له التوسل عندهم وقصدهم، لأنَّ في ذلك شرك بالله تعالى، وإنّ الدعاء والتوسل والقصد يكون لوجهه عزَّ وجل لا شريك له، والله أعلم.[9]

هل يشعر الميت بالأحياء

إنَّ الميت يشعر بمن يزوره من الأحياء ويرد السلام على من يُسلم عليه من أخوته المُسلمين، كما إنَّه يشعر بنقر نعال الأشخاص إذا ذهبوا من دفنه، أمَّا شعور الميت بحال أهله ورؤيته لهم أو معرفته لأحوالهم وأخبارهم، فهو أمر غيبي لم يرد فيه أي نص شرعي، فإنَّ الإنسان إذا مات انتقلت روحه إلى عالم البرزخ، وهو عالمٌ غيبي لا يعلم أمره إلا الله تعالى، ولا نعرف عنه سوى ما أخبرنا به الوحي.

هل يشعر الميت بالوقت

إذا مات الإنسان انتقل إلى حياة البرزخ إلى تختلف بشكل كامل عن الحياة الدنيا، ولا يُمكن قياس أمورها على أمور الدنيا، وإنَّ الميت إذا مات فإنَّه لا يشعر بالوقت إلا بشيء يسير، بل قيل أنَّه يشعر بالوقت كما يشعر النائم فإنَّ السنوات والأيام تمر عليه كأنها لحظات، وإنَّ عدم شعور الميت بالوقت لا ينف وجود نعيم أو عذاب القبر، وقد قال في ذلك الشيخ ابن عثيمين: “اعلم أن الزمن بالنسبة للميت يذهب سريعا، كأنه ليس بشيء”، والله أعلم.[10]

هل يشعر الميت بالدود

إنَّ جسد الإنسان بعد الموت قابل للتحلل والتآكل في التربة سواء أكان هذا الإنسان من الصالحين أو من الطالحين، ولا فرق بينهما، ويُستثنى من ذلك الأنبياء فقط، لأنَّ الله تعالى حرَّم على الأرض أن تأكل أجسادهم، وإنّ شعور الإنسان بهذا التحلل يختلف بكون صالحًا أم لا، فإذا كان المرء صالحًا فإنَّه لا يشعر بتحلل جسده لأنَّ في ذلك عذاب يُخالف رحمة الله تعالى للمؤمنين، أمَّا إذا كان كافرًا أو عاصيًا فقد يشعر بهذا التحلل ويكون هذا العذاب نوع من أنواع العذاب التي أعدّها الله تعالى لهم في القبر، والله أعلم.[11]

شاهد أيضًا: هل الميت يرى أهله في الدنيا ومتى يراهم ومتى يحجب عنهم

بعد بيان حال شعور الإنسان بتحلله بعد الموت نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن إجابة السؤال هل الميت يحس بزوجته، والذي عرَّف بإجابة بعض الأسئلة التي تتعلق بالميت بعد الموت وفي حياته في البرزخ، ومن ذلك شعوره بالوقت، أو شعوره بمن يدعو له أو يزوره.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري , أنس بن مالك، البخاري، 1338، صحيح.
  2. ^ نيل الأوطار , عبد الله بن عباس، الشوكاني، 3/305، صحيح.
  3. ^ islamweb.net , الميت يعرف من يزوره ويسلم عليه , 22/02/2022
  4. ^ islamweb.net , التقاء أرواح الأزواج بعد الموت ممكن , 22/02/2022
  5. ^ حاشية السندي على النسائي , عبد الله بن عمر، محمد بن عبد الهادي السندي، 4/316، صحيح.
  6. ^ islamqa.info , معنى تعذيب الميت ببكاء أهله عليه , 22/02/2022
  7. ^ صحيح الجامع , أبو هريرة، الألباني، 1617، صحيح.
  8. ^ islamweb.net , هل يعرف الميت من الذي أهدى له العمل الصالح ومن هو الولد الصالح , 22/02/2022
  9. ^ islamweb.net , هل يستجيب الله لدعاء الأموات للأحياء , 22/02/2022
  10. ^ islamqa.info , عدم شعور الميت بمرور الزمن لا يعني انتفاء عذاب القبر ونعيمه , 22/02/2022
  11. ^ islamweb.net , مدى إحساس الميت بتحلل جسده , 22/02/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *