حكم دعاء غير الله تعالى من الأولياء والصالحين

حكم دعاء غير الله تعالى من الأولياء والصالحين

حكم دعاء غير الله تعالى من الأولياء والصالحين هو أحد الأحكام الشرعية والفقهية التي لا بدَّ من تسليط الضوء عليها وبيانها، فإنَّ المُؤمن الحق يتوجَّه إلى الله تعالى في كل مفاصل حياته، ويدعو ويتضرّع له، ولا يطلب أمره إلَّا منه عزَّ وجل، ومن خلال سطور هذا المقال سنذكر حكم دعاء الإنسان لغير الله تعالى من الأولياء والصالحين، كما سنذكر حكم الصلاة خلق من يدعو غير الله تعالى، ونُعرّف بمفهوم الشرك بالله عزَّ وجل.

حكم دعاء غير الله تعالى من الأولياء والصالحين

حكم دعاء غير الله تعالى من الأولياء والصالحين هو شرك أكبر، فإنَّ من واجب المُسلم الحقيقي أن يتّجه إلى الله تعالى وحده ويقصد سبيله عزَّ وجل دون غيره، فهو الوحيد القادر على تفريج هم الإنسان وإزالة الكربة عنه، وقد قال تعالى في كتابه الكريم: “أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ[1]، وكذلك فقد ورد في القرآن الكريم النهي عن التوجه بالدعاء لغير الله عزَّ وجل وذلك في قوله تعالى: “وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ[2]، حيث أكَّدت الآية الكريمة على أنَّ هذا الأمر يجعل الإنسان ظالم لنفسه، وذلك لأنَّه أمرٌ يوقعها في الشرك الأكبر والابتعاد عن الإيمان الحق، والله أعلم.[3]

حكم الصلاة خلف من يدعو غير الله

إنَّ قصد بعض الأولياء أو الصالحين الذين لا يضرون ولا ينفعون بهدف الدعاء، هو أمر من الكفر والشرك الأكبر، وهو أمرٌ ينطبق عليه قوله تعالى: “وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ[4]، وإنَّ الصلاة خلف هؤلاء الناس غير جائزة، حيث أنَّهم مُشركون، ولا تصح الصلاة خلف المُشرك، فهم تنطبق عليهم صفات الشرك في الجاهلية، ومن الجدير بالذكر أنَّ أموات هؤلاء الناس لا يُصلّى على موتاهم أيضًا، والله أعلم.[5]

تعريف الشرك

الشرك هو إشراك الله تعالى في العبادة أو القصد مع أي شيء آخر، وهو أكبر الذنوب التي قد يرتكبها الإنسان، وهو الذنب الأعظم، وقد بيَّن ذلك قوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا”[6]، وإنَّ للشرك نوعان هما:[7]

  • الشرك الأكبر: وهو الشرك الذي يُخرج صاحبه من ملّة الإسلام، والذي يكون من خلال صرف أحد أنواع العبادات لغير الله تعالى، وإشراكه -عزَّ وجل- مع غيره بالألوهية والربوبية، وإنَّ جزاء هذا النوع من الشرك هو الخلود في نار جهنم.
  • الشرك الأصغر: وهو شركٌ لا يُخرج صاحبه من ملَّة الإسلام، إلَّا أنَّه يُعد من أعظم وأكبر الذنوب، ومن الأمثلة على الشرك الأصغر الرياء وأن يحلف الإنسان بغير الله تعالى، أ, أن يقول ما شاء الله وفلان، فإنَّ ذلك فيه مُساواة لمشيئة الخالق والعباد، والواجب قول ما شاء الله ثم شاء فلان.

شاهد أيضًا: صرف شيئ من أنواع العبادة لغير الله ينقض التوحيد

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي سلَّط الضوء على أحد الأحكام الشرعية المُهمة وهو حكم دعاء غير الله تعالى من الأولياء والصالحين وأكَّد على أنَّ ذلك يُعد من الشرك الأكبر، كما ذكر حكم الصلاة خلف من يدعو غير الله تعالى، بالإضافة إلى التطرّق إلى تعريف الشرك بالله تعالى وذكر أنواعه.

المراجع

  1. ^ سورة النمل , الآية 62.
  2. ^ سورة يونس , الآية 106.
  3. ^ binbaz.org.sa , حكم دعاء الأولياء والصالحين لتفريج الكروب , 18/11/2021
  4. ^ سورة يونس , الآية 18.
  5. ^ binbaz.org.sa , حكم الصلاة خلف من يعتقد أن الأولياء يضرون وينفعون , 18/11/2021
  6. ^ سورة النساء , الآية 48.
  7. ^ islamweb.net , الشرك ... تعريفه وأنواعه , 18/11/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *