هل هناك اخلاقيات واداب واضحة للحوار البناء في الاسلام ؟

هل هناك اخلاقيات واداب واضحة للحوار البناء في الاسلام

هل هناك اخلاقيات واداب واضحة للحوار البناء في الاسلام ؟ الحوار من الأساليب المستعملة في القرآن الكريم، وقد استعمَل القرآن الكريم الحوار من أجل إظهار الحق على العباد، ويعد الحوار من أحكم الأساليب التي يتم بها إقناع العقول، بعد إقامة الحُجة عليها، فيؤدي ذلك إلى أن ترضَخ القلوب. والحوار في اصطلاح العلماء يعرف على أنه نوع من أنواع الحديث الذي يكون بين شخصين، يتمُّ خلاله تداول الكلام بين طرفي التحاور بطريقة معينة، دون أن يتأثَّر أحدهما به دون الآخر، ويغلب على الحوار الهدوء والبُعد عن العصبية للرأي الشخصي. [1]

هل هناك اخلاقيات واداب واضحة للحوار البناء في الاسلام

يحتاج الحوار الى آداب يجب على المتحاورين الالتزام بها، ومن خلال الأخذ بهذه الآداب هذه الآداب يصبح الحوار مثمرًا بإذن الله سبحانه وتعالى، وهذه الآداب عبارة عن مجموعة من الأخلاق التي ينبغي أن تتوافر في كل مسلم، وتتمثل الآداب العامة للحوار بما يأتي:[2]

  • إخلاص النية لله سبحانه وتعالى، وابتغاء وجه الله الكريم قبل البدء في الحوار، وحرص أطراف الحوار على تحقيق الفائدة الكبرى منه.
  • كون المحاور لديه العلم بالموضوع الذي يحاور، خاصة خلال الحوار التعليمي.
  • صدق المحاور، وذلك له قيمة كبيرة في نجاح المحاور، فوجود عكس هذه الصفة وهي الكذب يفقد المحاورين أمانتهم ويؤدي إلى الريب في صدقهم.
  • الصبر والحلم لدى المتحاور وألا يضيق صدره بسرعة وإن كان المحاور الآخر يخالفه في الرأي.
  • الرحمة للمتحاور، وهذه من الصفات المهمة التي يتصف بها المحاور المسلم، وهي تتفق مع رقة القلب وعطفه، وتبدو أهمية الرحمة بأن المحاور حين يتصف بها يكون فيه إشفاقا على من يتحاور معه، ورغبة بإقناعه بالحسنى دون أن يعد أخطاء خصمه للتشفي منه.
  • احترام المتحاور الآخر، حيث إن إختلاف وجهات النظر مهما كانت لا يجب أن تمنعهم من الاحترام والتقدير، فالاحترام المتبادل يجعل الأطراف تتقبل الحق وتؤيده.
  • تواضع المتحاور، من خلال العدل والإنصاف الذان لهما معنى واحد هنا، وأكثر المحاورات تفقد قيمتها عند انعدام وجود هذه الآداب.

الفرق بين الحوار والجدال

من الواضح أنه يوجد فرْقٌ بين الحوار والجدال؛ فكلَّ واحدٍ منهما له دلالته وأهدافه، والفرق بينهما يكنم في كون الجدال في اللغة يعني: اللَّدَد في الخصومة، والقدرة عليها، وأيضًا إقامة الحُجة بحجة أخرى. وفي الاصطلاح، فالجدال يعني: المقاومة على سبيل المنازعة، وقيل: إن الأصل في الجدال، هو عمل الصراع وإسقاط الإنسان صاحبَه على الجَدَالة، والجدالة هي الأرض الصُّلبة. والحوار أحيانًا ينقل المحاور إلى نوع الجَدَل المذموم إن تخلَّلتْه العصبيَّة والتمسُّك بالرأي بتزمت، ومن ذلك نستنتج أن الجدال هو  حوار بين طرفين لكنه يجرى على سبيل المنازعة والتعصُّب للرأي الشخصي للمتحاور.[1]

قواعد الحوار وآدابه

حتى يكون الحوار ناجحًا، ومثمرًا لنتائج مرضية لجميع الأطراف، بعيدًا عن المنازعة والصراع لا بد على المتحاورين أن يتبعوا القواعد الآتية:[1]

  • الحرص على اختيار مكان وزمان مناسبين.
  • الاحترام المتبادل بين المتحاورين.
  • الابتعاد عن الاستعجال في الردِّ على المحاور الآحر.
  • الحرص على الهدوء في الحوار.
  • مناقشة أصول الفكرة قبل مناقَشة فروعها.
  • التركيز على الفكرة المطروحة والموضوعية خلال الحوار.
  • كون هدف الحوار هو الوصول إلى الحقِّ.
  • الاتفاق على أصل محدد يمكن الرجوع إليه، مثل القرآن والسُّنة فيما يخص المسائل الشرعيَّة، وأقوال العلماء ممن يُحتج بهم، ونحو ذلك.
  • تحديد موضوع للحوار وتحديد الهدف منه.

فيما سبق أجبنا عن السؤال: ” هل هناك اخلاقيات واداب واضحة للحوار البناء في الاسلام ؟” من خلال وضع عدد من النقاط المهمة التي تمثل أهم آداب الحوار الناجح في الإسلام، كما بينّا الفرق بينه وبين الجدال المذموم.

المراجع

  1. ^ alukah.net , أسلوب الحوار وآدابه وقواعده وآفاته , 23/11/2020
  2. ^ ar.islamway.net , آداب الحوار , 23/11/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *