هل يجوز الاحتفال بالمولد النبوي .. حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

هل يجوز الاحتفال بالمولد النبوي .. حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
هل يجوز الاحتفال بالمولد النبوي

هل يجوز الاحتفال بالمولد النبوي ؟ سؤال يتكرر ذكره في كل عام، فدائما في هذه الفترة من كل عام يستعد بعض المسلمين في أنحاء العالم للاحتفال بذكرى مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا اليوم يوافق الثاني عشر من شهر ربيع الأول وفق التاريخ الهجري، وهو يوم الاثنين حسب ما عليه جمهور العلماء، وعبر موقع محتويات سيتم التعرف على ذلك بالتفصيل.[1]

هل يجوز الاحتفال بالمولد النبوي

أولا لا بد لي من أن اذكر أن مسألة الاحتفال بالمولد النبوي من المسائل الخلافية بين أهل الفقه، فبعضهم من يفتي بجوازه ويتمسك بذلك مستندًا إلى بعض الأدلة، وذلك على أن يكون الاحتفال به ضمن المباحات، وأنه من البدع المستحسنة، وبعضهم الآخر يتمسك بأنه غير جائز وأن البدع جميعها الضالة ولا يجوز فعلها، وينكرون على من يفعلها.

اقوال من أفتى بجواز الاحتفال بالمولد النبوي

فيما يأتي سأذكر بعض من أهل الفقه الذين أفتو بجواز الاحتفال بالمولد النبوي على هيئته المباحة:[2]

  • ورد في فتاوى الحافظ السيوطي أنه سئل عن حكم عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول من حيث الشرع، فقال: الجواب عندي أن أصل عمل المولد الذي يتمثل باجتماع الناس، وقراءة القرآن، ورواية الأخبار الواردة عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يمد لهم زليمة يأكلونها وينصرفون من دون زيادة على ذلك فهو يعد من البدع الحسنة لما فيها من تعظيم لقدر النبي صلى الله عليه وسلم، وإظهار الفرح بمولده الشريف.
  • قال الحلبي: حكى البعض أن الإمام السبكي كان قد اجتمع عنده الكثير من العلماء فأنشد منشده في مدح الرسول صلى، فحصل أنس كبير في ذلك المجلس وعمل المولد.
  • ذكر الإمام أبو شامة شيخ النووي: إن من أحسن ما ابتدع في هذا الزمان ما يفعل كل عام في مولده – صلى الله عليه وسلم – من الصدقات، وإظهار السرور، فإن ذلك يشعر بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وتعظيمه في القلوب، وشكر الله على إرسال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رحمة بالعالمين.
  • استنبط الحافظ ابن حجر تخريج حكم عمل المولد بناءً على أصل ثابت في السنة؛ وهو ما ورد في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم – جاء إلى المدينة، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، ولمّا سألهم عنه، أجاوبه أنه يوم أغرق الله فيه فرعون، ونجى موسى، وهم يصومونه شكرًا، فقال النبي -صلى الله عليه- وسلم نحن أولى بموسى منكم. كما جوزي أبو لهب بتخفيف العذاب يوم الإثنين لأنه أعتق ثويبة عندما بشرته بولادت الرسول صلى الله عليه وسلم.

أقوال من أفتى بعدم جواز المولد النبوي

هناك من قال بعدم جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وقد بنوا ذلك على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يحتفل به في حياته، كما أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يفعلو شيء من ذلك بعد موته، بالاضافة إلى أن يوم مولد النبي صلى الله عليه محل خلاف، فهو غير ثابت بشكل مؤكد، لكن ما عليه جمهور العلماء أنه في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وممن قال بعدم جواز الاحتفال فيه:

  • قيل أنّ الشّيخ تاج الدِّين عمر بن عليّ اللّخميّ السّكندريّ المشهور بالفاكهانيّ من متأخّري المالكِيةِ ادعى أنّ عمل المولدِ من البدع المذمومة وكان قد ألّف في هذا كتابًا أسماه “المورد في الكلام على عمل المولد”، وقام بسرده برمته ونقدهُ أبلغ  نقد وردّه أحسن.[3]
  • حكم ببدعية المولد النبوي الشيخ محمد بخيت المطيعي، وهو مفتي الديار المصرية سابقًا، وقال إنه مما أحدثه الفاطميين.[4]

الصورة المباحة للاحتفال بالمولد النبوي

أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يمكن أن يكون بتلاوة القرآن الكريم، بالاضافة إلى ذكر السيرة النبوية العطرة، والأخلاق الكريمة، والشمائل المحمدية، والحث على التمسك بدين الإسلام، وإلقاء المدائح النبوية، ثم ختم المولد بالدعاء. ويكون الاحتفال بالمولد يشكل موسمًا سنويا يدعو إلى المزيد من الدعوة، والاقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، للسير على خطاه ومنهجه الكريم.[5]

حكم الانشاد في المسجد

كما يجوز الإنشاد في المسجد إذا كان من الانشاد المباح، ويستحب إن كان في مديح رسول الله صلى الله عليه وسلم[5]، فقد روى البخاري ومسلم” مَرَّ عُمَرُ في المَسْجِدِ وحَسَّانُ يُنْشِدُ فَقالَ: كُنْتُ أُنْشِدُ فِيهِ، وفيهِ مَن هو خَيْرٌ مِنْكَ، ثُمَّ التَفَتَ إلى أبِي هُرَيْرَةَ، فَقالَ: أنْشُدُكَ باللَّهِ، أسَمِعْتَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: أجِبْ عَنِّي، اللَّهُمَّ أيِّدْهُ برُوحِ القُدُسِ؟ قالَ: نَعَمْ”.[6] وقد قال النووي: “فيه جواز إنشاد الشعر في المسجد إذا كان مباحاً واستحبابه إذا كان في ممادح الإسلام وأهله”. [7]

حكم تقديم الطعام والحلوى في المولد النبوي

إن تقديم الحلوى والأمور الأخرى في المولد النبوي فهي من الكمالات، فإن فعلت لتبيان الفرح والسرور بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا مانع منها، لكنها ليست شرطًا من شروط الاحتفال أو لوازمه، وفي جميع الأحوال فإن إطعام الطعام  من الأمور المستحبة شرعاً[5]؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: “أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَن عَرَفْتَ ومَن لَمْ تَعْرِفْ”. والله أعلم. [8]

حكم تسمية المولد النبوي بعيد المولد النبوي

وأما حكم تسميته بعيد المولد أو بذكرى المولد النبوي فلا مانع منها؛ لأنه لا مشاحة فيما اصطلح عليه، فالناس يقولون: عيد العمال، وعيد الأم، وعيد الشجرة. والقصد هنا معنى العيد لغة؛ أي الذي يذهب ويعود، وليس المقصود المعنى الشرعي؛ الذي يعني يوم مخصوص فيه شعائر مخصوصة ولا يجوز الصيام فيه، فتسمية المولد بالعيد تعد تسمية عرفية لا تسمية شرعية، ولا مانع منها. والله أعلم.[5]

هذا وكل ما قد ذكرته من الاجابة عن السؤال: “هل يجوز الاحتفال بالمولد النبوي ؟”، كان مما قرأت من أقوال الفقهاء الكرام وأهل العلم، والله أعلم بما يصح من ذلك. كما أن الاحتفال بذكرى مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يجوز أن يخالطه شيء من الغناء والأهازيج والبدع المنكرة.