هل يجوز بيع القطط … ما حكم بيع القطط في الاسلام

هل يجوز بيع القطط

هل يجوز بيع القطط وما حكم بيع القطط في الاسلام؟ أسئلةٌ قد تجول في خاطر الكثير من النّاس، وذلك لانتشار تربية القطط في البيوت والمتاجرة بها، ولكن قبل الإجابة على ذلك وجب التنويه على أنّ القطط من المخلوقات الحيوانيّة الطاهرة، وهي من الحيوانات التي أحبّها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد رُويَ في الحديث الصحيح: “أنَّ أبا قَتادةَ كان يُصغي الإناءَ للهِرِّ فيَشرَبُ، وقال: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَدَّثَنا: إنَّها ليستْ بنَجَسٍ؛ إنَّها مِن الطَّوَّافينَ والطَّوَّافاتِ عليكم”،[1] وحتّى  ثبت أنّه -عليه الصلاة والسّلام- كان يتوضأ من الماء الذي شربت منه القطط.[2]

الحيوانات في الإسلام

إنّ الدّين الإسلاميّ فرض على المسلمين الرفق بالحيوان، وقد أشارت الشريعة الإسلاميّة أنّ الحيوانات قد وُجِدت لخدمة بني آدم، ولكن على شرط الإحسان والرحمة والرفق بالحيوان الذي يتعامل معه المرء، كما أنّ الدّين الإسلاميّ قد أباح في بعض الحيوانات أكلها، وحرّم بعضها، ولكن كلّ ذلك يكون ضمن ضوابط وشروط شرعيّة كأحكام الذبح قبل الأكل وغيرها، وقد ذكر القرآن الكريم الحيوانات بين جنبات آياتها في أكثر من مئتي آية، وسُميّت ستّ سورٍ بأسماء الحيوانات، كسورة البقرة والأنعام والنّحل والنمل والعنكبوت والفيل.

وقد رُويَ في الحديث المطوّل الصحيح عن وجوب الرفق بالحيوان عن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب: “قالَ: فدخلَ حائطًا لرَجُلٍ مِن الأنصارِ فإذا جَملٌ، فلَمَّا رأى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ حنَّ وذرِفَت عيناهُ، فأتاهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فمَسحَ ذِفراهُ فسَكَتَ، فقالَ: مَن ربُّ هذا الجَمَلِ، لمن هذا الجمَلُ؟ فَجاءَ فتًى منَ الأنصارِ فَقالَ: لي يا رسولَ اللَّهِ فَقالَ: أفلا تتَّقي اللَّهَ في هذِهِ البَهيمةِ الَّتي ملَّكَكَ اللَّهُ إيَّاها؟ فإنَّهُ شَكا إليَّ أنَّكَ تُجيعُهُ وتُدئبُهُ”،[3] ومن الحيوانات التي تستوجب الرفق بها كغيرها القطط، وقد يتساءل البعض هل يجوز بيع القطط أو ما حكم شراء القطط وبيع القطط، كل ذلك سيتمّ الإجابة عليه فيما سيأتي من المقال.[4]

شاهد أيضًا: هل تقبل شهادة مربي الحمام

هل يجوز بيع القطط

إنّ الإجابة على سؤال هل يجوز بيع القطط هي أنّ حكم التجارة في بيع القطط مختلفٌ فيه، فقد انقسم أهل العلم في إجابة هل يجوز بيع القطط إلى قسمين مختلفين، القسم الأوّل يرى جواز بيعها وشرائها وممّن رأى ذلك أهل العلم من المذاهب الأربعة، والقسم الآخر ذهب إلى تحريم بيعها وشرائها ومنهم الظاهريّة، وأمّا عن تحريمها فقد استند الظاهريّة إلى ما ثبت من الحديث الصّحيح، عن محمد بن مسلم المكي أبو الزبير قال: “سَأَلْتُ جَابِرًا، عن ثَمَنِ الكَلْبِ وَالسِّنَّوْرِ؟ قالَ: زَجَرَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن ذلكَ”،[5] وقد روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- في حديثٍ حسن الإسناد، قال: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ نَهى عن أَكلِ الهرَّةِ وأَكلِ ثمنِها“،[6]

وقد جزم الإمام ابن القيّم والإمام ابن المنذر والإمام النووي وغيرهم من الأئمّة في حرمة بيعه، وبالتالي فإنّ حكم التجارة في بيع القطط هو حرامٌ عند بعض أهل العلم ومكروهٌ عند البعض مع الإجازة، ولكنّ المؤمن كيّسٌ فطنٌ يبتعد عن الشبهات فيما اختلف به أهل العلم، فيترك التجارة بالقطط في سبيل الابتعاد عن الوقوع بالحرام، والله ورسوله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: حكم بيع القطط في المذاهب الأربعة

هل يجوز تربية القطط

بعض الخوض في إجابة سؤال هل يجوز بيع القطط كان لا بدّ من بيان حكم اقتناء القطط، فقد حرص الدّين الإسلاميّ على إباحة امتلاك الأشياء التي لم تكن ملكًا لأحد، ومن هذه المباحات اقتناء القطط التي لم يسبق المرء أحدٌ إليها، وعليه إنّ حكم اقتناء القطط مُباحٌ شرعًا ولكن ضمن ضوابط وشروط الرفق بالحيوان، والحرص على تأمين احتياجات القطط الأساسيّة كالطّعام والشراب، والابتعاد عن أذيّتها أو الإساءة إليها، وأمّا إذا كانت القطط مريضةٌ يُخشى أن تنقل مرضًا ما.

فلا ينبغي على المرء اقتناء القطط حينها، وقد نهى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن حبسها، أو التقصير في حقوقها، كعدم إطعامها وحبسها في الأقفاص، وقد رُوي في الصحيح من الحديث، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ سَجَنَتْها حتَّى ماتَتْ، فَدَخَلَتْ فيها النَّارَ، لا هي أطْعَمَتْها ولا سَقَتْها، إذْ حَبَسَتْها، ولا هي تَرَكَتْها تَأْكُلُ مِن خَشاشِ الأرْضِ”،[8] وقد شبهت القطط بالطوافين، أي كالخدم في البيوت.[9]

شاهد أيضًا: هل يجوز اكل الضبع

هل يجوز بيع القطط وما حكم بيع القطط في الاسلام وما هو حكم شراء القطط وبيع القطط وحكم اقتناء القطط، كلّ هذه الأسئلة التي قد تجول في خاطر أيّ امرئٍ تمّت الإجابة عليها فيما سلف من المقال، وذلك بعد أن تمّ بيان وجهة نظر الشريعة الإسلاميّة والإسلام في الحيوانات.

المراجع

  1. ^ تخريج المسند , شعيب الأرناؤوط/أبو قتادة الحارث بن ربعي/22528/صحيح
  2. ^ www.wikiwand.com , القطط في الإسلام , 12/08/2020
  3. ^ صحيح أبي داود , الألباني/عبدالله بن جعفر بن أبي طالب/2549/صحيح
  4. ^ www.marefa.org , الحيوانات في الإسلام , 12/08/2020
  5. ^ صحيح مسلم , مسلم/محمد بن مسلم المكي أبو الزبير/1569/صحيح
  6. ^ تخريج مشكاة المصابيح , ابن حجر العسقلاني/جابر بن عبدالله/4/129/حسن كما قال في المقدمة
  7. ^ www.islamweb.net , القول الراجح في حكم بيع القطط , 12/08/2020
  8. ^ صحيح البخاري , البخاري/عبدالله بن عمر/3482/صحيح
  9. ^ islamqa.info , حكم تربية القطط , 12/08/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *