هل يجوز شرب حليب الزوجة

هل يجوز شرب حليب الزوجة

هل يجوز شرب حليب الزوجة ؟ من الأسئلة المهمة التي يبحث عنها  الكثير من النّاس، فمن الجدير بالذّكر أنّ الشّريعة الإسلاميّة لم تترك أمرًا إلّا ووضعت له حكمًا وتحدّثت عن تفصيلاته، حيث يُعرّف الحكم الشرعي بأنّه الخطاب الصادر من الله -سبحانه وتعالى-، المتعلّق بأفعال العباد ويكون الحكم قي ذلك وجوباً، أو استحباباً، أو تحريماً لتركه، أو كراهةً، أو تخييرًا بين الفعل والترك وهذا هو المباح على الإطلاق، وقد يكون هذا الخطاب لبيان سلوكيات الإنسان، إن كان سببًا، أو شرطاً لأمر ما، أو مانعًا منه، ويكون هذا الخطاب ضمن آيات القرآن الكريم، وما يتبعه من السنة النبوية الشريفة، وإجماع أهل العلم بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وغيرها من الأدلة الشرعية المعتبرة، لذلك سيتم في هذا المقال التعرف على حكم شرب الزوج من حليب زوجته.

هل يجوز شرب حليب الزوجة

وقبل الإجابة على سؤال: هل يجوز شرب حليب الزوجة ؟ لا بُدّ من بيان أنّ حليب المرأة طاهر باتفاق الفقهاء، وعلى ذلك فلا بأس أن يشرب الرجل من ثدي امرأته تمتعًا وإن دخل شيء من اللبن إلى جوفه، كما يجوز له شربه من غير تمتّع؛ كأن يكون في كأس ونحوه، أي أن لا يكون أثناء التمتّع، ممّا يعني تعمّد الزوج شرب حليب زوجته سواء كان ذلك للضّرورة  أو غيرها؛ ومثال ذللك التّداوي، فقد نقل عن الإمام ابن تيمية –رحمه الله- أنّه قال: “أما غسل عينيه بلبن امرأته يجوز ولا تحرم بذلك عليه”، وأمّا إذا كان شربه لغير الضّرورة؛ فقد اختلف الفقهاء المتأخرون من الأحناف في ذلك كما جاء في كتبهم: “ولا بأس بأن يسعط الرجل بلبن المرأة ويشربه للدواء، وفي شرب لبن المرأة للبالغ من غير ضرورة اختلاف المتأخرين، كذا في القنية”، والرّاجح في هذه المسألة كراهة تعمد شرب الزوج من لبن زوجته؛ لأنّ ذلك يعدّ مخالفًا للفطرة السليمة، وخروجًا من خلاف من قال بهذا الحكم.[1]

هل شرب الزوج من لبن زوجته يحرمها عليه

إنّ شرب الزوج من حليب زوجته ليس له أثرًا في الرضاع ولا يثبت فيه حكم أو أثر ولا تحرم عليه بذلك، لأن من شروط ثبوت حكم الرضاع أن يكون المرتضع طفلًا أيْ في العاميْن الأولين، وأما رضاع الكبير فلا يثبت به حكم الرضاع وليس فيه حكم التحريم وهذا قول أكثر فقهاء أهل  العلم، حيث أخرج الشيخان من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها وعندها رجل فكأنه تغير وجهه كأنه لا يحبّ ذلك، فقالت: إنه أخي، فقال “انظرن من إخوانكن فإنما الرضاعة من المجاعة”،[2] ومن دلالة ذلك قول النبي -صلى الله عيه وسلم-: “لا رضاع إلا ما شد العظم وأنبت اللحم”،[3] والأدلة واضحة وجلية على هذا الحكم.[4]

حكم رضاعة الزوج من زوجته في رمضان

وبعد أن تمت الإجابة على سؤال: هل يجوز شرب حليب الزوجة ؟ لا بُدّ من بيان حكم رضاعة الزوج من زوجته في رمضان، إذا كان مص هذا الرجل لثدي زوجته أثناء المداعبة في نهار رمضان لحاجة معيّنة؛ فلا حرج فيه، ولكن بضوابط معيّنة، الأول: عدم حدوث شهوة لأحد الزوجيْن لأنّ هذه الشّهوة ربّما تكون نتيجتها الإنزال فيفسد الصيام في هذا النهار، والضابط الثاني هو: عدم إنزال المني من الزوج أو الزوجة، والضابط الثالث هو: عدم خروج شيء من الثدي كالحليب ووصوله إلى الجوف، وإن كان يحصل شيء من ذلك فيكون الحكم؛ الحرمة، ممّا يعني أنّ الصيام يفسد لمن أنزل منهما أو وصل جوفه شيء.[5]

إلى هنا نكون قد أجبنا على سؤال: هل يجوز شرب حليب الزوجة ؟ كما بيّنا إذا كان هذا الرّضاع يحرّم، بالإضافة إلى الرّضاع في نهار رمضان، وقد تبيّن في الحكم العام أنّ رضاع الزوج من زوجته أثناء مداعبتها بدون تعمّد لا بأس في ذلك، وأمّا إذا تعمّد الزوج شرب حليب زوجته، فقد اختلف الفقهاء في ذلك والرّاجح أنّه مكروه.

المراجع

  1. ^ www.islamweb.net , حكم تعمد شرب الزوج من لبن زوجته , 02-12-2020
  2. ^ الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 2647 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] , 02-12-2020
  3. ^ الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن عبدالبر | المصدر : التمهيد الصفحة أو الرقم: 8/261
  4. ^ www.saaid.net , http://www.saaid.net/Doat/binbulihed/f/137.htm , 02-12-2020
  5. ^ www.islamweb.net , مص الثدي للحاجة في نهار رمضان , 02-12-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *