هل يجوز للحائض ان تختم القران في رمضان

هل يجوز للحائض ان تختم القران في رمضان هو ما سيتحدّث عنه هذا المقال. فقد سنّ  رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- تلاوة القرآن وتدبّر آياته في شهر رمضان. وذلك لما فيها من فضلٍ عظيمٍ وخيرٍ كثير. وخاصّة في أوقاتٍ تُضاعف فيها الأجور والحسنات. كذلك يهتمّ موقع محتويات ببيان حكم قراءة الحائض للقرآن الكريم في رمضان. و كذلك بيان هل يجوز لها مسّه أو حمله. بالإضافة إلى بيان حكم قراءتها للقرآن الكريم من الهاتف في شهر رمضان.

حكم تلاوة القرآن للحائض في رمضان

إنّ شهر رمضان هو شهر القرآن وشهر العبادة. وهو شهر الصّيام والقيام. وإنّ من واجب المسلمة أن تغتنم هذا الشّهر الفضيل بالعبادة. لكن قد يمنعها الحيض من أداء بعض العبادات كالصّلاة والصّيام وغيرها.  ممّا يدفعها إلي البحث عن حكم قراءتها للقرآن في رمضان إن كانت حائضاً. وفي ذلك قد أفتى شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله تعالى، وباجتهاد العديد من الفقهاء كفقهاء وعلماء المذهب المالكيّ وابن باز، بجواز قراءة الحائض للقرآن في رمضان المبارك. و كذلك في غيره أيضاً من الأوقات.

مثلاً قبل نومها أو عند وقت كل ّصلاة ومتى شاءت ولا حرج عليها بذلك. لكن عليها أن تقرأ بأيّ طريقةٍ لا تمسّ بها المصحف ولا تضطّر لفعل ذلك. فقد قال الله تعالى في محكم تنزيله: {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}.[1] وإباحة ذلك لها في مصلحتها، فقد يضيع عليه الكثير من الخير لعدم قدرتها على الصّيام أو الصّلاة خلال نهار رمضان، فلعلّها تعوّض بقراءة القرآن الكريم ما يفوتها من أجرٍ وخير، وقد شرّعوا لها وأفتوا لها بالعديد من الطّرق تمكّنها من القراءة في رمضان وغيره والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: ما هي الاستحاضة وكم مدتها

هل يجوز للحائض ان تختم القران في رمضان

هل يجوز للحائض ان تختم القران في رمضان نعم، يجوز لها أن تختم القرآن الكريم في رمضان المبارك، فقد أجازوا لها تلاوته وأباحوها في غير وقت رمضان، فالحيض يمكن أن يصيب المرأة في شهر رمضان، ولعلّها من الصّالحين القوّامين الصّائمين، فتحزن لأنّها قد مُنعت من الصّلاة والصّيام لعذرها الشّرعي،  فإنّها تلجأ لقراءة القرآن الكريم بكثرةٍ بطرقٍ ليس فيها مسٌّ للمصحف بيديها، فتعوّض شيئاً من الخير الّذي يفوتها، وتغتنم فيها وقت رمضان المبارك.

وطالما قراءة القرآن الكريم مباحةٌ لها، فلا حرج عليها بأن تختمه بعدد المرّات الّتي تريده في رمضان الكريم، فختم القرآن الكريم في رمضان المبارك من أعمال الصّحابة والسّلف الصّالح رضي الله عنهم أجمعين، وقد استدلّ على جواز قراءة القرآن للحائض، بأنّه لم يرد في القرآن الكريم أو السّنّة ما يمنع الحائض من ذلك، فالرّسول علي الصّلاة والسّلام لم يأمر أزواجه أو إحدى الصّحايّات بترك القرآن الكريم في فترة الحيض، وتبيّن بذلك من حديثه لعائشة رضي الله تعالى عنها في حجّة الوداع، عندما سألته عن الأعمال الّتي تمتنع عنها في الحجّ لأنّها حائض، فقال لها: ” افعَلي ما يفعَلُ الحاجُّ غيرَ أنْ لا تطوفي بالبيتِ حتَّى تطهُري”.[3]

ولو كانت قراءة الحائض للقرآن الكريم غير مباحةٍ لنهاها عن ذلك وهي حائض. أو لكان ذكر ذلك في أحاديثه المباركة، ولكن بعض النّاس قد يتحجّج بقول: “لا تقرأ الجنب والحائض شيئاً من القرآن”. ولكنّ علماء الأمّة الإسلاميّة قد أكدّوا بأنّ هذا الحديث منكر وضعيفٌ جدّاً، ولا يجوز الأخذ به والعمل به، أو نسبه لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: ما حكم قراءة القرآن للحائض

هل يجوز قراءة القرآن للحائض من الهاتف في رمضان

إنّ الفقهاء قد أباحوا للمسلمة في فترة الحيض أن تقرأ القرآن الكريم في رمضان، وفي غير رمضان، وذلك بشرط ألّا تمسّ المصحف الشّريف، لأنّها على غير طهارة، فالحيض حدثٌ أكبر يوجب الغسل، لكنّهم قد أفتوا أيضاً بمشروعيّة قراءتها للقرآن الكريم من المصحف الإلكترونيّ الموجود بالحاسوب المحمول أو الهاتف، فالمصحف الإلكترونيّ لا يعدّه العلماء من المصاحف الحقيقيّة، لأنّه مجرّد موجاتٍ وذبذباتٍ تظهر على شاشة الهاتف، ومن ثمّ تختفي، وليست صحفاً مكتوبةً بين دفّتين، لذلك من الجائز أن تقرأ القرآن في رمضان من الهاتف المحمول، وهذه إحدى الطّرق الّتي يمكن أن تقرأ الحائض بها القرآن الكريم في رمضان.

وهذا ما اتّفق عليه العديد من علماء الأمّة الإسلاميّة، كابن باز وابن تيميّة رحمهما الله تعالى. وإنّ سبب إباحة العلماء لقراءة القرآن أثناء فترة الحيض، هو طول مدّة الحيضة. فلربّما تكون المرأة المسلمة لها وردها الخاصّ كلّ يوم، ولا تريد أن تقطعه أبداً. أو ربّما تكون تعمل على حفظ بعض السّور منه، فيجوز لها أن تراجعها لئلّا تنساها، فنسيان القرآن وآياته إثمٌ كبيرٌ قد حذّر منه الرسول، فتراجع ما حفظته وإن كانت حائضاً والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز قراءة القرآن للجنب

حكم مس وحمل الحائض للمصحف

إنّ الحيضة أو الحيض كما جاء في الشّريعة الإسلاميّة بأنّها من الإحداث الّذي يوجب الغسل، وحتّى تغتسل المسلمة وتطهر، تنقطع عن العديد من العبادات، وعليها أن تجتنب بعض الأمور الّتي يُحرم عليه أن تفعلها أثناء الحيض، ومنها الصّلاة والصّيام والطّواف، لكنّ قراءة القرآن الكريم مباحةٌ لها، لكن دون مسّ المصحف الشّريف أو حمله، لأنّ الله تعالى قد حذّر عباده بأن لا يمسّ أحدٌ القرآن أو المصحف إلّا وهو طاهرٌ من الحدث الأكبر، والحدث الأصغر كذلك، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لا يمسُّ القرآنَ إلا طاهرٌ”.[5]

حيث استند العلماء المسلمون هذا الحكم من القرآن الكريم في آيةٍ قد ذكر سابقاً وعلى هذا الحديث النّبويّ الشّريف، ولكنّهم قد استثنوا  بأن يجوز لها مسّه لكن بحائل، كالقفّازات أو قطعة قماشٍ أو غيرها، وذلك إن كانت تريد مراجعة آياتٍ قد نسيتها، والأصوب لها أن يراجع لها أحدٌ غيرها، فلا تمسّ المصحف، والله أعلم.[6]

كيفية قراءة القرآن للحائض في رمضان

اتّفق العلماء المسلمون على جواز قراءة القرآن للحائض في رمضان وختمه بعدد المرّات الّتي تريدها، وشرّعوا لها العديد من الوسائل لتقرأ بها القرآن الكريم في رمضان أو غيره، بشرط ألّا تمس ّالمصحف الشّريف أو تحمله، فما هي هذه الوسائل والطّرق الّتي تمكّن الحائض من قراءة القرآن وختمه في رمضان أو غير رمضان:[4]

• يجوز لها القراءة والتّلاوة من المصحف الإلكترونيّ الموجود في الهاتف أو الحاسب المحمول.
• كما يجوز لها قراءة القرآن الموجود في كتب التّفسير، فالعلماء لا يعدّون كتب التّفسير من المصاحف، لفلبة التّفسير على الآيات.
• كذلك يجوز لها أن تقرأ وتراجع ما تحفظه من آياتٍ وسورٍ في قلبها.
• و كذلك يجوز لها القراءة من المصحف الشّريف لكن دون مسّه أو حمله، أي يكون ذلك بحائلٍ كالقفّازات أو ما شابهها.

شاهد أيضًا: كيف تختم القران في رمضان

هل يجوز للحائض ان تختم القران في رمضان مقالٌ فيه تمّت الإشارة إلى أنّ قراءة القرآن الكريم للحائض في رمضان من الأمور المباحة في الشريعة الإسلامية. ولكنّها ضمن ضوابط وشروط شرعيّة. وإباحة هذا الأمر من مصلحتها وفيه نفعٌ لها، فلا يفوتها أجرٌ ولا خير ٌبإذن الله تعالى، ولا تكون مضطّرّةً لأن تضيّع الوقت الرّمضانيّ المبارك. بل تقضيه بما ينفعها لدنياها وآخرتها. و كذلك تعوّض ما يفوتها من أجر الصّلاة والصّيام الّلذان حُرّما عليها أثناء فترة الحيض.