حكم الشرب من فم السقاء

حكم الشرب من فم السقاء، هو أحد الأحكام الشرعيّة المهمّة، فالشرب والأكل هي من الأفعال اليوميّة التي يقوم بها المسلم، ولا بدّ أن يعرف الأحكام الشرعيّة المتعلقة بهما، لذلك سنعرف في هذا المقال ما حكم شرب المسلم من فم السقاء، والسقاء هي الزجاجة التي يوضع فيها الماء.

حكم الشرب قائمًا

قبل أن نعرف حكم الشرب من فم السقاء، من الجيد أن نعرف حكم شرب المسلم واقفًا، فقد جاء في أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن النهي بأن يشرب واقفًا، ومنها ما رواه الإمام مسلم عن الصحابة الكرام أنس بن مالك وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أن رسول الله قد نهى عن الشرب واقفًا أو قائمًا، وهناك أحاديث أخرى رواها البخاري تقول بأنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يشرب قائمًا، ومن تلك الأحاديث: “عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ: سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ زَمْزَمَ فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ”[1]، وأجمع العلماء على أنّ النهي كان للإرشاد والنصح ولليس للتحريم، والأفضل هو شرب المسلم وهو جالس، وله أن يشرب قائماً ، وقد فعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأمرين للدلالة على أن الأمر في ذلك واسع.[2]

حكم الشرب من فم السقاء

في الحديث عن كم الشرب من فم السقاء فقد جاء في حديث عن رسول الله صلّى الله عنه ينهي فيه عن الشرب من فم السقاء، أيّ أنّ الشرب من فم السقاءِ غير جائز، والحديث في البخاريّ بالنصّ: “نَهَى أَنْ يُشْرَبَ مِنْ فِي السِّقَاءِ”[3]،و”السقاء” هو : ذلك الإناء الذي يوضع فيه الماء ويكون له فم يشرب منه، كالزجاجة أو كالقربة، وهذا النهي له علل عدّة وهي كالآتي:[4]

• أن القربة لا تُظهر ما في داخلها فلربما احتوت على حشرة أو شيء مؤذي، يلحق الضرر بالشارب.
• أن الشارب من في السقاء قد يغلبه الماء، فينصب ماءً أكثر مما يحتاج إليه، فيشرق به أو ربما تبتل ثيابه.
• أن النهي عن ذلك حتّى لا يأتي ريقه فم السقاء أو يختلط بما في داخله من الماء، أو يصيب نَفَسُه فم السقاء، فيتقذره غيره، وقد يكون ذلك سببًا لعدوى الأمراض.

وهكذا نكون قد تحدثنا عن حكم أن يشرب المسلم واقفًا، ثم احدثنا عن حكم الشرب من فم السقاء، وبأنّه لا يجوز شرعًا، وذلك نهي على سبيل الكراهة ولعلل عدّة ذُكرت في المقال.