لماذا نهى النبي عن نوم امرأتين في فراش واحد

لماذا نهى النبي عن نوم امرأتين في فراش واحد
لماذا نهى النبي عن نوم امرأتين في فراش واحد

لماذا نهى النبي عن نوم امرأتين في فراش واحد ، جاءت الشريعة الإسلامية لتربي  الإنسان وتعطيه قيمًا أخلاقية مع نفسه وغيره وبيته وحقه في العيش بهسئة كريمة وجميلة، ومن الجدير بالذّكر أنّ الإسلام حافظ على حقوق جميع العباد، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الشريعة الإسلامية حافظت على البيت المسلم من خلال بعض الأسس النبوية الشريفة التي تحفظ البيت من التدهور في الشهوات والملذات المحرمة، كما تجدر الإشارة إلى أنّ الإسلام أمر بالتفريق في المضاجع عند عمر سبع سنوات، كما أمر عدم نوم امرأتين في فراش واحد وسيتم بيان الحكمةمن ذلك.

لماذا نهى النبي عن نوم امرأتين في فراش واحد

إنّ السبب الرئيس في تحريم الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو أنه من الممكن اعتياد الأجساد على الحضن والدفء والتلاصق؛ ممّا يؤدّي إلى الشعور بالذة، كما يمكن أن ينتج عن ذلك فاحشة كبيرة وهي السحاق بين النساء والعياذ بالله، ولهذا أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يتم الفصل والتفريق بين البنات والأولاد عند النوم، ومن الجدير بالذّكر أنّه لا يعني أن تنفصل النساء عن بعضهما فكل واحدة فيهما في غرفة منفصلة، ممّا يعني أنّه إذا كانت الغرفة كبيرة وواسعة ولكل واحدة منهنّ سريرًا أو فراشًا منفصل عن الآخر فهذا لا مانع فيه، ولا حرمة في ذلك أو كراهم، كما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فى الحديث الذي يرويه عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عَشْر، وفرقوا بينهم في المضاجع”.[1][2]

هل يجوز الجمع بين الزوجتين في فراش واحد

إنّ الجمع بين الزوجتين في فراش واحد يؤدي إلى جماعة الزوجة وتقبيلها أمام ضرتها، فمجامعة الزوجتين بهذه الكيفية لا تجوز، وهي أقرب إلى فعل البهائم وبعيد تمام البعد عن فعل الإنسان السوي والعاقل، وقد نص الفقهاء على عدم جواز مجامعة إحدى الزوجتين بحيث ترى ذلك الأخرى، ولو رضيتا بذلك لما في ذلك كشف للعورات وهذا حرام باتفاق الفقهاء، كما فيه أذى للنفسية، حيث قال ابن قدامة في المغني: “وَإِنْ رَضِيَتَا بِأَنْ يُجَامِعَ وَاحِدَةً بِحَيْثُ تَرَاهُ الْأُخْرَى، لَمْ يَجُزْ؛ لِأَنَّ فِيهِ دَنَاءَةً وَسُخْفًا وَسُقُوطَ مُرُوءَةٍ، فَلَمْ يُبَحْ بِرِضَاهُمَا” وقال أيضًا في مصنف آخر، وهو يتحدث عن آداب الجماع: “وَلَا يُجَامِعُ بِحَيْثُ يَرَاهُمَا أَحَدٌ، أَوْ يَسْمَعُ حِسَّهُمَا، وَلَا يُقَبِّلُهَا وَيُبَاشِرُهَا عِنْدَ النَّاسِ، وقَالَ أَحْمَدُ: مَا يُعْجِبُنِي إلَّا أَنْ يَكْتُمَ هَذَا كُلَّهُ، وَقَالَ الْحَسَنُ، فِي الَّذِي يُجَامِعُ الْمَرْأَةَ، وَالْأُخْرَى تَسْمَعُ، قَالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ الْوَجْسَ وَهُوَ الصَّوْتُ الْخَفِيُّ”.[3]

شاهد أيضًا: لماذا نهى الرسول عن النوم بين الظل والشمس

لماذا نهى الرسول عن النوم بين الظل والشمس

قد وردَ النهي في الجلوس بين الشَّمس والظِّلِّ في السنة النبوية؛ منها ما هو حسنٌ ومنها ما هو صحيحٌ، والحكمة من ذلك أنّه مجلس من مجالس الشَّيطان، وهذا يدلُّ على التَّحريم؛ لأنَّه من المعلوم أنّ التَّشبُّه بالشَّيطان حرامٌ؛ فإنَّه حتمًا يكون محرمًا لما فيه مِن التَّشبُّه بالكفار، ويشبه هذا تعليلُ النَّهي عن الأكل والشّرب بالشِّمال؛ لأنّ الشيطان يأكل كذلك، ومن الأدلة على ذلك: عن رجلٍ مِن أصحاب الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه صلَّى بين الشمس والظل فرآه الرسول، وقال: (مَجْلِسُ الشَّيطَانِ)، ومن الأدلة أيضًا: ما رواهُ أبو داود عن أبي هريرة عن الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قالَ: (إذا كانَ أحدُكم في الشَّمسِ -وقال مخلَد: فِي الْفَيْءِ- فَقَلَصَ عَنْهُ الظِّلُّ، وَصَارَ بَعْضُهُ فِي الشَّمْسِ وَبَعْضُهُ فِي الظِّلِّ،فَلْيَقُمْ)،[4] وقد علل علماء الحديث الحكمة من النهي بأمور أخرى، ولكن الراجح هو: أنَّه مجلسُ الشَّيطان.

وتجدر الإشارة إلى أنه لا يجوزُ للمسلمِ أن يتعمَّدَ الجلوس بين الظِّلِّ والشَّمس؛ فإنَّه بذلك يكون آثمًا، وعلى مَن كانَ في الفيء فبدأ الظل ينتصف جسده فعليه أن يقوم، ومَن كانَ في مجلسٍ مقابلٍ لنوافذ صغيرةٍ يقعُ عليه منها شعاعُ الشَّمس فالأولى له يقوم لأّن الظل ينتصفه؛ والبقاء في هذا المجلس مكروه وورودُ هذا الحكم يدلُّ على كمال الشَّريعة؛ إذ جاءت بالإرشاد إلى كلِّ الأمور النَّافعة، والنَّهي عن كلِّ الأسباب الضَّارة، فعلى المسلم أن يلزمَ العمل بهذه الشَّريعة، بِمَا جاءت به مِن الأحكام في جميع الظروف، فكل حكم منهي عنه فيه حكمة بالغة.[5]

شاهد أيضًا: لماذا نهى النبي عن كتابة الحديث

لماذا نهى النبي عن نوم امرأتين في فراش واحد ؟ وقد تبيّن أنّ الحكم عدم الجواز، لما في ذلك شيء من الفاحشة التي تؤدي إلى الحرمة، كما بيّنا أحكام عديدة ومنها: حكم الجمع بين الزوجتين في فراش واحد وحكم الجلوس بين الظل والشمس، وكلّ ذلك منهي عنه في الشريعة الإسلامية.

المراجع

[1]الراوي : [جد عمرو بن شعيب] | المحدث : النووي | المصدر : تحقيق رياض الصالحين الصفحة أو الرقم: 156 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
[4]الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود الصفحة أو الرقم: 4821 | خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره