حكم البكاء من غير جزع صح أم خطأ

حكم البكاء من غير جزع صح أم خطأ
حكم البكاء من غير جزع

حكم البكاء من غير جزع حين وقوع المصائب أو الإصابة بالابتلاءات في الدين الإسلامي شديد الأهمية حيث أن الابتلاءات دينيًا تكون لتمحيص إيمان المسلمين فإذا جزع المسلم منها قد يكون ذلك دليل على ضعف إيمانه فيجب أن يكون أكثر صبر وحكمة على قضاء الله وقدره.

حكم البكاء من غير جزع

البكاء حين وقوع قضاء الله تعالى من غير جزع جائز لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ” دخل رسول الله على ولده وهو يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وأنت يا رسول الله فقال يا ابن عوف إنها رحمة ثم اتبعها بأخرى فقال صلى الله عليه وسلم إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون”.

الفرق بين الجزع والبكاء

يوجد فرق كبير بين الجزع والبكاء حيث أن البكاء هو نزول الدموع من العينين بصمت ومحاولة التماسك بينما الجزع هو الصراخ ولطم الخدود والعويل وشق الجيوب ولوم الله تعالى على البلاء حيث يقول المبتلى “يا رب لما فعلت بي كذا وكذا وأنا عبدك المخلص” ويعتبر هذا حرام بين حتى أنه قد يخرج صاحبه من المله.

شاهد أيضًا: حكم البكاء على الميت من غير جزع

حكم الجزع في الإسلام

الجزع عند المصائب محرم في الإسلام بشكل شديد حتى أن الله تعالى ذم الجازعين في كتابه الكريم حين قال “إن الإنسان خلق هلوعًا إذا مسه الشر جزوعًا وإذا مسه الخير منوعًا” وبين عز وجل أن الجزع لا يغير من الأمر شيء حيث قال في كتابه الكريم أيضًا على لسان المستكبرين من الناس” سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص، وأخيرًا فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم مصير الجازعين في النهاية حين قال “كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح، فجزع، فأخذ سكينًا، فحذ بها يده وما رقى الدم حتى مات، فقال الله تعالى بادرني عبدي بنفسه فحرمت عليه الجنة”.

الجزع في أقوال السلف

تحدث الكثيرين من أهل السلف عن الجزع فبينوا أخطاره ووزره ليحذروا المسلمين منه، ونورد في الأسفل أمثلة لبعض قول السلف الصالح عن الجزع:

  • قال ابن السَّماك: المصيبة واحدة، فإن جزع صاحبها فهما اثنتان، والمصيبتان هما فقد المصاب، وفقد الثواب.
  • قال منصور بن عمار: من جزع من مصائب الدنيا، تحولت مصيبته في دينه.
  • وقال الماوردي: إن من خاف الله عز وجل صبر على طاعته، ومن جزع من عقابه وقف عند أوامره.
  • قال ابن حزم: إن إظهار الجزع عند حلول المصائب مذموم لأنه عجز مظهره عن ملك نفسه، فأظهر أمرًا لا فائدة فيه، بل هو مذموم في الشريعة، وقاطع عما يلزم من الأعمال وعن التأهب لما يتوقع حلوله مما لعله أشنع من الأمر الواقع الذي عنه حدث الجزع.. فلما كان إظهار الجزع مذمومًا، كان ضده محمودًا، وهو إظهار الصبر؛ لأنه ملك النفس، واطراح لما لا فائدة فيه، وإقبال على ما يعود وينتفع به في الحال وفي المستأنف، وأما استبطان الصبر فمذموم؛ لأنه ضعف في الحس، وقسوةفي النفس وقلة رحمة، وهذه أخلاق سوء، لا تكون إلا في أهل الشر وخبث الطبيعة، وفي النفوس السبعية الرديئة، فلما كان ذلك نتيجة ما ذكرنا، كان ضده محمودًا، وهو استبطان الجزع؛ لما في ذلك من الرحمة والرقة والشفقة والفهم لقدر الرزية. فصح بهذا أن الاعتدال هو أن يكون المرء جزوع النفس صبور الجسد، بمعنى أن لا يظهر في وجهه ولا في جوارحه شيء من دلائل الجزع.

شاهد أيضًا: حكم النياحة على الميت

وفي النهاية نكون قد عرفنا حكم البكاء من غير جزع حيث أن الجزع عند المصيبة هو أسوأ ما يمكن أن يفعله المبتلى حيث أنه يؤدي إلى غضب الله عليه وحرمانه من الثواب على البلاء الذي ابتلي به، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية”.