هل يجوز بيع وشراء الهدايا في عيد الحب

هل يجوز بيع وشراء الهدايا في عيد الحب
هل يجوز بيع وشراء الهدايا في عيد الحب

هل يجوز بيع وشراء الهدايا في عيد الحب وهو اليوم الذي يصادف في 14 فبراير، إذ يحتفل العشاق في هذا اليوم بتبادل الورود والهدايا والدببة الحمراء، ولكن خل يجوز بيع وشراء الهدايا في عيد الحب، هذا سوف يكون موضوع مقالنا التالي.

هل يجوز بيع وشراء الهدايا في عيد الحب

هل يجوز بيع وشراء الهدايا في عيد الحب يُحرّم بيع الورود والهدايا وكل ما له علاقة بهذا العيد، كذلك يحرّم الاستعداد أو التحضير لهذا العيد بشراء الورود والهدايا والدببة الحمراء، ولا يجوز للمسلم المشاركة بهذا العيد بأي شكلٍ من الأشكال، ويجب أن يعلم المسلم أن الإسلام قدبيّن أسس وقواعد للحب، فالإسلام هو دين المحبة المبنيّة على أسس سليمة تتفق مع الفطرة الإنسانيّة، فالزوج يحب زوجته، والأم تحب أطفالها، والأخ يحب أخته وأخيه، فالحب أشمل وأعم وأجمل من أن يتم حصره في عيد الحب المزعوم، والحقيقة أن المقصود بعيد الحب هو العشق الحرام، واتخاذ الفتيات والشباب العشيقات والأخدان خارج نطاق الزواج والأسرة، وهو دعوة للتحلل والإباحيّة.[1]

شاهد أيضًا: أقوال العلماء في عيد الحب

حكم الإحتفال بعيد الحب

عيد الحب أو ما يسميه البعض الفالنتاين، هو احتفال بدعي محرّم في الدين الإسلامي، وهو عادة سيئة ومنكرة ما أنزل الله بها من سلطان، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، والأعياد في الدين الإسلامي توقيفيّة من جملة العبادات، ولا يجوز إحداث شيء منها إلا بدليل شرعي واضح بيّن، وعن عائشة أم المؤمنين قالت: (مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ)[2]، وإن اعتقد من يحتفل بهذا العيد اللعين المشؤوم أنه عادة كل سنة، فهو هنا قد اعتبر ما ليس عيدًا بعيدًا، وهذا من باب التطاول على الدين والشريعة، ولا شكّ أن الإحتفال بهذا اليوم فيه تشبّه بالأعداء، وهذه العادة ليست من طبائع المسلمين ولا من صفاتهم، بل هي عادة من عادات النصارى، ومن تشبه بقوم فهو منهم، وهذا دلالة واضحة على وجوب الحذر من مشابهة أعداء الله تعالى في أعيادهم وغير ذلك، والاحتفال بعيد الحب هو دعوة للحب المحرم، والعشق المشين، وتعاون على نشر الرذيلة والفساد، وإحياء لذكرى شخصية كافرة نصرانيّة، ففي الحديث النبوي الشريف عن عبدالله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تشبَّهَ بقومٍ فَهوَ منْهم)[3]، قال ابن كثير: “الحديث فيه دلالة على  النهي الشديد، والوعيد، والتهديد على التشبه بالكفار في أقوالهم وأفعالهم وأعيادهم وعباداتهم، وغير ذلك من الأمور التي لا تشرع لنا”، فالإحتفال بعيد الحب كالإحتفال بغيره من أعياد الكفار، وقد وصف الله تعالى عباده المؤمنين أنهم لا يشهدون أعياد الكفار، قال تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}[4]، والمقصود بالزور في الآية الكريمة بحسب رأي العلماء هو: أعياد المشركين.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز معايدة المسيحيين في اعيادهم

رأي العلماء المعاصرين بعيد الحب

أفتى غالبيّة العلماء المسلمين المعاصرين أفتوا بتحريم الاحتفال بعيد الحب، ومن ذلك ما افتت به اللجنة الدائمة السعوديّة ردًا على تساؤل الإحتفال بعيد الحب من 14 فبراير، قالت اللجنة: “يحرّم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرّمة بأي شيء من أكل أو شرب أو لباس أو صناعة هدايا أو إعلات أو بيع أو شراء، لأن ذلك كلّه من التعاون على الإثم والعدوان، وفيه معصة لله تعالى ورسوله الكريم الذي أمرنا بالتعاون على البر والتقوى، ويجب على المسلم الإعتصام بالكتاب والسنة في جميع أحواله، خاصة في وقت الفتن وكثرة الفساد في الأرض، وعليه أن يكون فطنًا حذرًا من الوقوع في ضلالات المغضوب عليهم والضالين والفاسقين الذين لا يرجون لله وقارا، ولا يرفعون بالإسلام رأسًا، وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى ويطلب منه الهداية والثبات والسداد والتوفيق، فإنه لا هادي ولا مثبّت إلا هو”.[6]

شاهد أيضًا: قصة عيد الحب ولماذا سمي بهذا الاسم

ما هي قصة عيد الحب

قصة هذا العيد بحسب كتب التاريخ: أن الرومان الوثنية كانت تحتفل في يوم 15 فبراير من كل عام ، وهذا اليوم عندهم يوافق عطلة الربيع، وفي تلك الفترة التي كانت فيها النصرانية في بداية دعوتها، أصدر الإمبراطوركلايديس الثاني قرارًا بمنع الزواج على الجنود، حتى لا ينشغلوا بعائلاتهم وأولادهم عن أمور القتال والمعارك، في هذه الفترة كان هناك رجل نصراني راهب اسمه فالنتاين، لم يعجبه قرار الملك فتصدّى له ورفضه، وقام بإبرام عقود زواج لكل العشاق خفية، فلما اكتشف أمره، وضع في السجن، وحكم عليه بالإعدام، وداخل السجن وقع في حب ابنة السجّان، وكان هذا الأمر يتم بالسرّ، لأن شريعة النصارى تحرّم على القساوسة والرّهبان الزواج أو حتى إقامة علاقات عاطفيّة، ولكن بسبب ثباته على النصرانيّة تمت مسامحته، فعرض عليه الإمبراطور أن يعفو عنه مقابل أن يترك النصرانيّة ويعبد آلهة الرّومان، ويكون لديه من المقربين، بل ويجعله صهرًا له بتزويجه إحدى بناته، إلا أن القسيس فالنتاين رفض العرض، وبقي على نصرانيته، فأعدم يوم 14 فبراير، ومن ذلك الحين أطلق عليه لقب القدّيس، لأنه فدى النصرانية بروحه، زقام برعاية العشاق وتزويجهم سرًا، فسمي يوم 14 فبراير بيوم القديس فالنتاين.[7]

شاهد أيضًا: حقيقة عيد الحب والقصة الحقيقية له وحكم الاحتفال به

الأدلة على حُرمة الاحتفال بعيد الحب

جاء في الحديث النبوي الشريف عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عن أنسٍ قالَ : (قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهم يومانِ يلعبونَ فيهما فقالَ ما هذانِ اليومانِ قالوا كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهما خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ)[8]، قال الحافظ بن حجر رحمه الله: “استنبط من هذا الحديث الشريف كراهة الفرح في أعياد المشركين، وكراهة التشبّه بهم”، وقال الشيخ أبو حفص النسفي:”من أهدى فيه بيضة إلى مشرك تعظيمًا  لليوم فقد كفر”، فنحن أهل الإسلام لسنا بحاجة لمثل هذه الأعياد ولا غيرها من أعياد الكفار، لأن الحب عند المسلمين له معنىً عظيم وشريف، قال ابن القيم: “فبالمحبة وللمحبة وجدت السموات والأرض، وعليها فطرأت المخلوقات، ولها تحركت الأفلاك الدائرات، وبها وصلت الحركات إلى غايتها، واتصلت ببدايتها ونهايتها، وبها نالت الحياة الطيبة، وذاقت طعم الإيمان لما رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا”.[8]

شاهد أيضًا: حديث الرسول عن الحب

النبي قدوتنا في الحب الشريف الطاهر العفيف

فهذه عائشة رضي الله عنها تحكي لنا وفاء النبي صلى الله عليه وسلم المستمر لخديجة فتقول: “ما غِرت على امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم كما غِرت من خديجة، هَلَكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين، لما كنت أسمعه يذكرها، وفي لفظ من كثرة ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم لها، وإنه كان يذبح الشاة، فيهدي منه لصديقاتها”، هذا هو الحب الراسخ الطاهر الذي يدعو له الإسلام.
فأي حب يدعو له أعداء الإنسانيّة، الذين اضطهدوا الإنسان، واحتلوا الدول، وقتلوا الأنفس باسم الدفاع عن النفس، إنه مهما تكلّم الضالون عن الحب فإن إجرامهم يفضحهم، فالمرأة في الغرب مسلوبة الإرادة تعيش بذلك واحتقار وإهانة وإذلال، لا يرحمها الزوج ولا الأخ ولا الصديق ولا الابن، حقوقها مهضومة تسير على قوانين جائرة مشؤومة.[9]

في الختام تعرفنا على هل يجوز بيع وشراء الهدايا في عيد الحب يُحرّم بيع الورود والهدايا وكل ما له علاقة بهذا العيد، وتعرّفنا إلى حكم الاحتفال بعيد الحب، ورأي العلماء المعاصرين بعيد الحب، والنبي قدوتنا في الحب الشريف الطاهر العفيف.

المراجع

[2]صحيح البخاريعائشة أم المؤمنين،  البخاري، صحيح البخاري 2697 ، [صحيح]
[3]تخريج الاحياءعبدالله بن عمر، العراقي، تخريج الإحياء ،1/359 ، إسناده صحيح 
[4]الفرقان72
[8]صحيح أبي داودأنس بن مالك ،الألباني ،صحيح أبي داود  1134 ،صحيح