حكم خدمة الزوجة لزوجها

حكم خدمة الزوجة لزوجها

حكم خدمة الزوجة لزوجها هو الموضوع الذي سيتناوله هذا المقال فالأسرة هي نواة المجتمع و لبنته الأولى فإذا كانت الأسرة قائمةٌ على المنهج السّليم فقد صلح المجتمع كلّه، و لذلك اهتمّ الإسلام بالأسرة اهتماماً بالغاً و جعل لكلّ فردٍ فيها حقوقاً و واجبات، فإذا عرف كلّ شخصٍ في الأسرة حقوقه و واجباته كانت الأسرة سعيدةً و ناجحة.[1]

الحياة الزوجية

إنّ المجتمع يَصلُح بصلاح الأسرة التي هي خليّة المجتمع الرئيسيّة، و إنّ صلاح الأسرة بأوّل أمرٍ  يكون باختيار الشّريك لشريكه فيختار الزّوج الزّوجة الصّالحة و تختار الزّوجة الرّجل الصّالح ليكمّل أحدهما الآخر و لتثمر الحياة الزوجيّة خير ثمار، فالحياة الزوجيّة  علاقةٌ إنسانيّةٌ وطيدةٌ و هي أشدّ العلاقات ترابطاً و تلاحماً، تخضع لقواعد و سلوكيّات على الجميع أن يتّبعوها فإذا لم يتم اتّباعها فسيؤدي ذلك حتماً إلى فشل تلك العلاقة، و سيشعر المسلم أو المسلمة أنّهما كانا في العزوبيّة أفضل حالاً و أهنئئ بالاً و هذا يؤدّي إلى جحيم الطّلاق أو الخيانة الزوجيّة و العياذ بالله، فعلى الإنسان دوماً أن يتمعّن في اختياره لشريكه فمثلاّ الرّجل عليه ألّا يتزوّج من امرأة تظنّ أنّها أفضل منه فإذا فعل كانت زوجته متعاليةً عليه فيفقد اعتباره و إحساسه بالمسؤوليّة و الأهميّة و بالتالي سيكون  هناك خللاً كبيراً، أيضاً على الإنسان دوماً أن يتّسم بمرونته و مسايرته لمن يحب فعليه أن يتقبّله و يتغاضى عن بعض زلّاته و نواقصه فلا أحدٌ كاملٌ بين البشر، و لابدّ من قضاء وقت أطول مع الشّريك يتخلّله الّلعب و المزاح و طيب العشرة فذلك يؤجّج المشاعر الإيجابيّة في النفوس ، و أيضا من المهمّ أن تتّسم الحياة الزوجيّة بالمشورة بين الطّرفين و الكثير الكثير من القواعد  الإيجابيّة المهمّة التي على المرئ اتّباعها لتكون الحياة الزوجيّة أفضل حالاً و أكثر استمراراً بسعادةٍ  و نجاح و عليه فعلى كلّ طرفٍ فيها أن يعرف  حكم مراعاة الزّوج لزوجته و حكم خدمة الزوجة لزوجها.[2]

حكم خدمة الزوجة لزوجها

إنّ من أهمّ أسباب سعادة الأسرة و نجاحها هو نجاح الحياة الزوجيّة و يتم ذلك بمعرفة الحقوق و الواجبات على كلا الطرفين الرّجل و المرأة و مراعاة كلّ طرفٍ للآخر، فعلى الرّجل أن يعين زوجته و على الزوجة أن تخدم زوجها فما حكم خدمة الزوجة لزوجها في الإسلام سؤالٌ يطرح نفسه في صلب العلاقة الزوجيّة، اختلف أهل العلم من الفقهاء في وجوب خدمة الزّوجة لزوجها و تعدّدت أقوالهم لكنّهم اتّفقوا على أن لا خلاف أنّ الزّوجة يجوز لها خدمة زوجها في بيتها و اختلفوا على وجوب ذلك، فمنهم من قال أنّ خدمة الزّوج لا تجب على المرأة لكن الأولى بها أن تقوم بما جرت به العادة من خدمة الزّوج و هذا كان كان قول جمهور العلماء، أمّا القول الثّاني فإنّ الزّوجة يجب عليها  خدمة زوجها استناداً إلى أن النّبي صلّى الله عليه  و سلّم قسّم الأعمال بين فاطمة و علي ففاطمة تقوم بعمل البيت و علي يقوم بعمل الخارج و هذا قول الحنفيّة، أمّا المالكيّة فقد قالوا أنّ الزّوجة عليها أن تخدم زوجها في الأعمال التي جرت العادة بقيام الزّوجة بمثلها، و يجب خدمة الزّوجة لزوجها بالمعروف من مثلها لمثله باختلاف الأحوال فخدمة القويّة غير خدمة الضّعيفة و خدمة البدويّة غير خدمة بنت المدينة و غيرها حيث ورد عن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أنّه قال: “و لو أن رجلًا أمَرَ امرأتَه أن تَنْقُلَ مِن جبلٍ أحمرَ إلى جبلٍ أسودَ، و من جبلٍ أسودَ إلى جبلٍ أحمرَ لكان نولُها أن تَفْعَلَ”،[3] فلو أنّ النّساء امتنعن عن خدمة أزواجهنّ لأعرض الرجال عن الزواج منهن فالخدمة مجلبة للمحبة.[4]

هل من واجبات الزوجة الطبخ والتنظيف شرعاً

إذا كان النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم قسّم العمل بين فاطمة و علي فعلي رضي الله عنه بأعمال الخارج و فاطمة رضي الله عنها بأعمال البيت و الداخل، فما حكم خدمة الزوج لزوجها و هل من واجبات الزوجة الطبخ والتنظيف شرعاً، اختلف العلماء في هذه النقطة من علاقة الرّجل بزوجته و علاقة الزّوجة بزوجها و وجوب خدمتها له، فالرّاجح في القول عند العلماء وجوب خدمة الزّوجة لزوجها فقد اتّفقوا أنّه يجب عليها أن تطيع زوجها بالمعروف بما لا معصية فيه و منهم من خصّص ذلك بأمور النّكاح و توابعه، فعلى القول الأول يجب عليها طاعته إذا أمرها بالطّبخ و التّنظيف و بذلك يصبح هذا الأمر واجباً عليها، و على القول الثّاني لا يلزمها أن تطيعه لكن تلزمها الخدمة لأنّ الخدمة بالمعروف واجبة و بالتالي فإنّ الرّاجح في القول عند أهل العلم أنّ من واجب الزّوجة الطّبخ و التّنظيف طالما أنّ زوجها أمرها بذلك و طالما أنّه من المتعارف عليه بأنّها من الأعمال التي تقوم بها الزّوجة في المنزل.[5]

واجبات الزوجة الشرعية اتجاه زوجها

إذا عرف الزّوج حقوق زوجته عليه و أداها و عرفت الزّوجة حقوق زوجها عليها و أدّتها كلّ ذلك يقود إلى نجاح الحياة الزوجيّة و بالتالي نجاح الأسرة و ازدهار المجتمع، إنّ واجبات المرأة تجاه زوجها أكبر من واجباته تجاهها و أعظم و قد فصّل العلماء هذه الواجبات تفصيلاً  دقيقاً و من هذه الواجبات:[6]

  • وجوب الطّاعة فقد جعل الله الرّجل قوّاماً على المرأة بالأمر و التّوجيه و الرّعاية فإذا أمرها الرّجل عليها إطاعته.
  • تمكين الرّجل من الاستمتاع فمن واجب المرأة أن تمكنّه من نفسها إذا طلب ذلك فمنعها له يعدّ من الكبائر.
  • عدم إدخال بيته أحد يكرهه فمن واجب الزّوجة حفظ بيت زوجها فلا تدخل أحداً إلّا بإذنه.
  • عدم الخروج من البيت إلّا بإذن زوجها و ذلك حقٌّ للزّوج على زوجته و هو من باب الطّاعة.
  • خدمة الزّوج بالمعروف من مثلها لمثله.
  • المعاشرة بالمعروف و التأدّب و الملاطفة و حفظ نفسها لزوجها و حفظ ماله و تربية أولاده و الله و رسوله أعلم.

حكم خدمة الزوجة لزوجها وهل يجب على الزوجة خدمة الزوج هو الموضوع الذي تناوله هذا المقال حيث تحدّث عن الحياة الزوجية وذكر حكم خدمة الزوجة لزوجها، و أجاب عن سؤال هل من واجبات الزوجة الطبخ و التنظيف شرعاً، و تحدّث تفصيلاً عن واجبات الزوجة تجاه زوجها.

المراجع

  1. ^ alukah.net , الأسرة السعيدة , 06/12/2020
  2. ^ islamweb.net , الحياة الزوجية .. أصول وقواعد , 06/12/2020
  3. ^ السنن و الأحكام , الضياء المقدسي/عائشة أم المؤمنين/5/222/فيه علي بن زيد بن جدعان وفيه كلام
  4. ^ islamqa.info , هل يجب على المرأة خدمة زوجها؟ , 06/12/2020
  5. ^ islamweb.net , مدى وجوب طاعة الزوج في الخدمة والطبخ والتنظيف , 06/12/2020
  6. ^ islamqa.info , ما هي حقوق الزوج وما هي حقوق الزوجة , 06/12/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *