حكم زيارة القبور للرجال

حكم زيارة القبور للرجال

حكم زيارة القبور للرجال ؟ هو احد الأحكام الشرعيّة المهمّة التي يجب أن يعرفها المسلمون، فمسألة زيارة القبور من المسائل المطروحة بشكلٍ واسع لدى علماء الشريعة والفقه الإسلامي، حيث تناولوها بالبحث والدراسة وبينوا حكم زيارة القبور وتطرقوا إلى جميع الأمور التي تخص المقابر والدفن، ويقول الإمام الطبري رحمه الله أن الدفن لم يكن معروفًا وقتها فأرسل الله عزّ وجلّ غرابًا ليعلّم أحد ابني آدم عليه السلام سنة الله تعالى في التعامل مع الأموات وهي الدفن بالتراب.

حكم زيارة القبور للرجال

زيارة الرجال للقبور هي سنّة مؤكدة في الإسلام،ومستحبة وذلك لأنّ الرسول الكريم  عليه الصلاة والسّلام زار قبر أمه كما ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “زَارَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَن حَوْلَهُ، فَقالَ: اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي في أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ في أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا القُبُورَ فإنَّهَا تُذَكِّرُ المَوْتَ”،[1] أما الحكمة من الزيارة فقد ظهرت من خلال الأحاديث وهي الموعظة والاعتبار وترقيق القلوب ولكي يتذكر الإنسان مآلَه وآخرته، مما يدفعه إلى الإكثار من العمل الصالح والتزود من الطاعات، كما إن حكم زيارة القبور من الأحكام الشرعية الجدلية والسبب في ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم منع من زيارة القبور في أوائل الإسلام ثم أذن بزيارتها، حيث قال: “نهَيْتُكم عن زيارةِ القُبورِ، ثمَّ بَدَا لي أنَّها تُرِقُّ القُلوبَ، وتُدمِعُ العَينَ، فزُورُوها، ولا تَقولوا هُجْرًا”،[2] يتبين من الحديث الشريف أن حكم زيارة القبور من الأحكام المنسوخة فقد نهى الرسول الكريم عنها في بداية الأمر خشية أن تُصنع في المقابر طقوس الجاهلية فالصحابة الكرام كانوا حديثو عهدٍ بالإسلام ولازالوا في طور تأسيس العقيدة وإرساء دعائمها ثم لمّا تمكن الإيمان من النفوس وعمَرَت القلوب بالتوحيد أذِن رسول الله بزيارة القبور.[3]

شاهد أيضًا: حكم رش القبر بالماء .. وآداب زيارة القبور

حكم زيارة النساء للقبور

اختلف أهل العلم في حكم زيارة النساء للقبور، والأصحّ أنّ المرأة تجتنب زيارة القبور وليست في ذلك كالرجل، وقد كانت زيارة القبور ممنوعةٌ في ابتداء الإسلام للرجال والنساء؛ لأنّهم كانوا حديثي عهدٍ بعبادةٍ القبور فأرادت الشريعة أن تقطع تعلّقهم بالأموات، ثمّ حثّ النبي صلّى الله عليه وسلّم الرجال خاصةً على زيارة القبور، لما يتحقّق فيها من مقاصد عظيمةٍ وحكمٍ جليلةٍ، وأمّا النساء فمُنعن من ذلك لما في زيارتهنّ من المفاسد التي تتعلق بهنّ وبغيرهن، فالمرأة ضعيفةٌ قد تفتن نفسها عند زيارة القبر، وقد تجزع وتضطرب، ودفعاً لفتنة اختلاط الرجال بالنساء في المقابر أيضًا لم تبح لها الشريعة زيارة القبور،كما ورد الجواز للنساء في زيارة القبور إن أمنت الفتنة والجزع والصياح وشقّ الجيوب.[4]

شاهد أيضًا: ما يقال عند زيارة قبر الرسول

حكم زيارة القبور في العيد

إنَّ زيارة القبور تعدُّ من الأمور المستحبَّة في الإسلام، ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قَد كُنتُ نَهَيتُكُم عَن زيارةِ القُبورِ، فقَدْ أذنَ لِمُحمَّدٍ في زيارَةِ قبرِ أمِّهِ، فَزوروها فإنَّها تذَكِّرُ الآخِرةَ”،[5] وقد جاء الأمر بزيارة القبور مطلقًا غيرٌ محددٍ بوقتٍ ولا بحالٍ دونَ حال، وعلى ذلك يمكن القول بأنَّ حكم زيارة القبور في العيد تعدُّ من الأمور الجائزة ولا فرق في ذلك بين الرجال والنساء، مع التنبيه إلى ضرورة اجتناب المخالفات الشرعية؛ كاختلاط النساء بالرجال أو تبرجهنّ أو مصافحة الأجانب، بالإضافة إلى ضرورة اجتناب الصراخ والصياح والنواح، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليسَ مِنَّا مَن لَطَمَ الخُدُودَ، وشَقَّ الجُيُوبَ، ودَعَا بدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ”،[6] ورغم ما ذُكر سابقًا من جواز زيارة القبور في العيد إلَّا أنَّه لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ بعض العلماء عدَّ تخصيص زيارة القبور في العيد من العادات السيئة والبدع المستحدثة المحرمَّة.[7]

وهكذا نكون قد تعرفنا على حكم زيارة القبور للرجال، وبيّنا كذلك حكم زيارة النساء للقبور، وأخيرًا أدرجنا حكم زيارة القبور في أيام الأعياد، وهي من السنن النبويّ’ المحببة، فزيارة القبور تسكن القلوب وتذكر بالآخرة.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم , أبو هريرة،مسلم،976، صحيح.
  2. ^ تخريج المسند , أنس بن مالك،شعيب الأرناؤوط،13615، صحيح بطرقه وشواهده.
  3. ^ alukah.net , زيارة القبور الشرعية والمحرمة , 29-04-2021
  4. ^ islamway.net , حكم زيارة النساء للقبور , 29-04-2021
  5. ^ صحيح الترمذي , بريد بن حصيب الأسلمي،الألباني،1054، حديث صحيح.
  6. ^ صحيح البخاري , عبدالله بن مسعود،البخاري،1294، حديث صحيح
  7. ^ binbaz.org.sa , حكم زيارة القبور بعد صلاة العيد , 29-04-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *