صحة حديث يعتق الله في اخر ليلة من رمضان

صحة حديث يعتق الله في اخر ليلة من رمضان بعدد ما اعتق كل شهر رمضان من الأحاديث التي يزداد البحث عنها في العشر الأواخر من رمضان، وذلك بغية إدراك المسلم ما فاته من أعمال خلال شهر رمضان المبارك، ومن أجل ذلك أفردنا هذا المقال لنتحدّث عن هذا الأمر فيما يأتي.

معنى العتق من النار إسلام ويب

إن العتق من نار جهنم من أعظم العطايا والمنن على العبد من قبل الله تعالى، فإذا أُعتق العبد الرَّقيق في الحياة الدنيا وأصبح حرًا فإنّه لا يعود إلى العبوديّة والرِّق مرة ثانية، فكيف بكرم رب العالمين -سبحانه وتعالى- إذا أعتق من نيرانه رقبة عبد من عباده، أتراه هل يعذبه مرّةً ثانية بعد هذا الكرم والإنعام عليه، حاشاه فهو رب الجود والكرم فكل كرم وجود عند العباد هو من فيض كرم الله -سبحانه وتعالى- وعطائه.[1]

ومن الفضائل التي تتنزل في شهر رمضان على المسلمين، أن الله -سبحانه وتعالى- يعتق الكثير من عباده في هذا الشّهر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “إنَّ للهِ تعالى عند كلِّ فطرٍ عُتَقاءَ من النارِ ، وذلك في كلِّ ليلةٍ”.[2][1]

شاهد أيضًا: دعاء العتق من النار في العشر الأواخر من رمضان 2021

صحة حديث يعتق الله في اخر ليلة من رمضان

لقد ورد العديد من الأحاديث في عتقاء الله -سبحانه وتعالى- من النّار في شهر رمضان المبارك، ولكن كان من بين تلك الأحاديث الضّعيف كما كان منها الصّحيح، وقد تصل درجة الأحاديث إلى الإنكار، وأغلب الأحاديث التي وردت جاءت لتؤكد أنّ العتق يكون في ليالي رمضان بأكمله، ولم يرد في صحيحها ما يؤكد أنّ العتق في لياليه الأخيرة يزيد ويتضاعف.[4]

ومن الأحاديث الصّحيحة التي ورد في ذلك ما رواه جابر بن عبدالله وأبو أمامة عن الرّسول صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “إنَّ للهِ تعالى عند كلِّ فطرٍ عُتَقاءَ من النارِ ، وذلك في كلِّ ليلةٍ”،[2] أمّا الأحاديث الضّعيفةالتي وردت في ذلك ما رواه الحسن البصري في ضعيف التّرغيب بأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ للهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ من رمضانَ سِتَّمِائةِ ألْفِ عَتيقٍ من النارِ ، فإذا كان آخِرُ ليلةٍ أعتَقَ اللهُ بِعددِ ( كُلِّ ) مَنْ مَضَى”.[3][4]

شاهد أيضًا: صحة حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار

موجبات العتق من النار

حريٌّ بكل مؤمن بعد أن سمع حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنّ لله في عباده عتقاء من النّار في شهر رمضان المبارك، بأن يشدّ الهمّة  حتّى تناله رحمات الله فيا باغي الخير أقبل وهلمّ لتكون أحد عتقائه، ومن موجبات العتق من النّار ما يأتي:[5]

• الإخلاص في العمل: فيجب أن يكون العمل لوجه الله -سبحانه وتعالى- بعيدًا عن أي رياء، فقد قال ابن الجوزي في كتابه صيد الخواطر: “فلله أقوام ما رضوا من الفضائل إلا بتحصيل  جميعها ، فهم يبالغون في كل علم و يجتهدون في كل عمل ، و يثابرون على كل فضيلة ، فإذا ضعفت أبدانهم عن بعض ذلك قامت النيات نائبة ، و هم لها سابقون”.
• إدراك تكبيرة الأحرام في الصّلاة: فقد بشّر النّبي عليه الصّلاة والسّلام بأنّ من يدرك تكبيرة الإحرام كُتب عند الله بريئًا من نار جهنم وبريئًا من النِّفاق
• الحفاظ على صلاتي الفجر والعصر: فقد أكّد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن من يحافظ على هاتين الصّلاتين فلن يدخل النّار، وذلك بأن يصليهما في بداية الوقت مع الحفاظ على سننهما.
• البكاء من خشية الله: فمن دمعت عيناه خوفًا وخشيةً من الله -سبحانه وتعالى- فالأحاديث التي وردت في هذا المضمار كثيرة، والتي تؤكد على أنّ من يخشى الله -سبحانه وتعالى- ومن بكى خوفًا منه لن يدخل النّار أبدًا.

وفي آخر مقال صحة حديث يعتق الله في اخر ليلة من رمضان تبيّن أنّ أحاديث العتق التي وردت تخصُّ ليالي رمضان بأكمله، ولم يختصّ العتق بليلةٍ أكثر من أخرى، كما أنّ المقال قد ألقى الضّوء على معنى العتق من النِّار وما هي موجبات وأسباب هذا العتق الرّباني.