طريقة تقسيم الورث في الاسلام

طريقة تقسيم الورث في الاسلام

طريقة تقسيم الورث في الاسلام هو الموضوع الذي سيتناوله هذا المقال، حيث أن الإسلام وضع قوانين وقواعد لكلّ شيء في حياة المسلم، فكتاب الله وسنّة نبيّه الكريم كانا مصدرين أصليين للتّشريع فيهما وضّح أركان الإسلام بناءً على نصوص ربّانيّة معصومة منزلةً من السّماء من عند الله سبحانه وتعالى، وفيهما تجد طريقة تقسيم الورث في الاسلام.[1]

الميراث والتركة في الإسلام

إذا ما عاش الإنسان عمره يجمع المال ويبنيه فإنه في النّهاية سيموت وسينتقل ماله لمن لهم الحقّ في ماله وهذا ما يسمّى ميراثاً، فالميراث في اللغة هو أن يصير الشّيئ لقومٍ ثمّ يصير لآخرين بنسبٍ أو سبب وأورثه الشيئ أي أعقبه إيّاه وانتقل إليه وورث الشّئ من أبيه ورثاً وراثةً وإرثاً وميراثاً، وللإرث معنيين اثنين الأوّل هو البقاء ومنه سمّي الله سبحانه وتعالى الوارث أي الباقي بعد فناء خلقه والمعنى الثّاني هو الانتقال من شخص لآخر حسيّاً أو معنويّاً  وقد ورد لفظ ورث في القرآن الكريم بتصريفاته واشتقاقاته ثلاثةً وعشرين مرّة ووردت آيات المواريث خمس آيات، وقد يظنّ البعض أنّ الوراثة تكون للمال فقط وهذا غير صحصح أبداً فالإرث له آفاقٌ رحبة ومدلولاتٍ ومعانٍ واسعة في الدّنيا والآخرة، كوراثة العلم والفضل والنّبوّة ووراثة الأرض في الدنيا ووراثة الكتاب ووراثة الجنّة، ولكنّ الكثير من النّاس تجده يبحث عن طريقة تقسيم الورث في الاسلام.[2]

شاهد أيضًا: كيفية حساب الميراث بالرياضيات

طريقة تقسيم الورث في الاسلام

يعرف الإرث بأنه ما يتركه الإنسان لمن بعده من مالٍ أو أملاك أو ما دون ذلك، وقد كان لنظام الميراث في الإسلام وضوحاً كبيراً حيث أنّ الله سبحانه وتعالى قّم الميراث بالعدل في آيات القرآن الكريم، وتجد كثيراً من النّاس من يبحث عن طريقة تقسيم الورث في الاسلام وهي موجودةٌ في القرآن تفصيلاً فقد وضّح الإسلام حكم المواريث أوضح بيان، ومن الأفضل أن تقسم التّركة عند أهل العلم فهي تختلف من شخص لآخر حسب وضعه وماله من ورثةٍ وأقرباء   فيتقدّم من نزلت به نازلة  إلى المحكمة أو صاحب العلم ويشرح له مسألته فيقسم له التركة، فمثلاً كأن يقول مات رجلٌ عن ابن وابنتين فالتركة تقسم للأربعة للابن اثنان ولكل بنت واحد لأن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الحكيم: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ}،[3] ولو قال أنّ الإنسان مات عن أمّه وعن ابنه تقسم التّركة الى ستّة أقسام للأم السدس والباقي للابن ويشمل ذلك الذكر والأنثى، وهكذا فإن طريقة تقسيم الورث في الاسلام تقدم الحالة للمحكمة أو صاحب العلم فيحكم بها كلٌّ حسب وضعه ومعطياته بما يقضي له الشّرع الحكيم ويشير إليه القرآن الكريم والله ورسوله أعلم.[4]

طريقة تقسيم الورث نظرياً

ليعرف المسلم طريقة تقسيم الورث في الاسلام فإنّه ينبغي عليه أن يعرف طريقة تقسيم الورث نظرياً وذلك بأن يعرف من هو المستحقّ للإرث ومن لا يستحقّ والمقدار المحدد لكلّ شخص من أصحاب الحقوق، وأن يعرف الإنسان الحالات التي يحرم فيها الورثة وأسباب ذلك الحرمان فمن هم الورثة وما المقدار المحدّد لكلٍّ منهم، حيث يرث ذوو الأرحام بشرطين اثنين أوّلهما عدم وجود العصبة للميّت والثاني عدم وجود أحدٍ من أهل الردّ وهم أحد عشر صنفاً من ذوو الأرحام:[5]

  • أولاد البنات وأولاد البنين وإن نزلوا.
  • وأولاد الأخوات مطلقاً.
  • كذلك بنات الإخوة لأبوين أو أمٍّ أو أب.
  • وكذلك أبناء الإخوة لأم.
  • و العم لأم.
  • بنات الأعمام وبنات بنيهم.
  • والخالات والأخوال.
  • وكذلك الجدّات الفاسدات.
  • والأجداد الفاسدون.
  • ومن أدلى بصنف من الأصناف العشرة كابن العمّة وابن الخال ونحوهم.

ولأنواع الورثة السّابقين مبادئ توريث يجب أن تراعى كلها في حالات الوفاة فمثلاً لو انفرد أحدهم يأخذ المال كلّه لعدم وجود أحدٍ آخر من الورثة، وإذا اتّصل جماعةً منهم بوارث واحد وكانت منزلتهمم واحدة اقتسموا المال والميراث بالسّوية أمّا إذا اختلفت منازلهم ممن اتصلوا به فيقسم المال عليهم كلّ واحدٍ حسب منزلته وصلته بالميّت، وإذا كان بعض الوارثين يدلي للميّت بقرابتين والآخرون يدلون بقرابةٍ واحدة  فإنّ صاحب القرابتين يرث بقرابيته، أمّا إذا وجد أحد الزّوجين مع ذوي الأرحام فتجعل المسألة من مقام فرض صاحب الزوجيّة ثمّ يعطى فرضه ويوضع الباقي بين ذوي الأرحام والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: من مظاهر الأمانة حفظ حقوق الآخرين

طريقة تقسيم الورث عملياً

إنّ الإسلام وضع لكلّ شيئٍ قواعد ورسم لكلّ مسألةٍ طريقاً ومسلكاً مناسباً وواضحاً لحلّها، وقد فصّل مسألة الميراث تفصيلاً واضحاً وقد ورد سابقاً الحديث عن طريقة تقسيم الورث نظرياً فما هي طريقة تقسيم الورث في الاسلام، قد ورد سابقاً طريقة تقسيم الورث نظرياً والآن سيتمّ الحديث عن طريقة تقسيم الورث عملياً وذلك بضرب مثالين علميين اثنين على كيفية تقسيم الإرث.

أمثلة على طريقة تقسيم الورث عملياً

إنّ الخوض في ذكر طريقة تقسيم الورث في الاسلام دفع إلى ذكر الطريقة النظريّة والعمليّة فيها، وممّا لا شكّ فيه أنّه لا بدّ من طرح بعض الأمثلة على طريقة تقسيم الورث عملياً، وفيما يأتي أمثلة على طريقة تقسيم الورث عملياً:

  • المثال الأول مات رجل له من الورثة ابنٌ واحد وخمس بناتٍ وزوجة فإن لم يترك الميّت أحداً آخر من الورثة فتقسم التركة على ثمانية أسهم ويعطى للزّوجة الثّمن وهو سهمٌ واحد ويقسم الباقي بين الأبناء للابن سهمان ولكلّ واحدة من البنات سهمٌ واحد.[6]
  • المثال الثّاني توفّي رجلٌ عن زوجة وخمسة أبناء وأربع بنات ولم يترك وارثاً غيرهم، فتقسم التركة أيضاً على ستّة عشر سهماً للزّوجة منها سهمان وهي الثّمن والباقي يوزّع على الأبناء لكلّ ابنٍ سهمان ولكلّ بنتٍ سهمٌ واحدٌ فقط تعصيباً للذّكر مثل حظّ الأنثيين والله ورسوله أعلم.[7]شاهد أيضًا: حقوق المرأة في الإسلام

حقوق المتوفي على الورثة

إذا مات الإنسان أصبح جميع ما يملكه من أموالٍ عند وفاته تركةً سواء أكانت الأموال منقولة أو غير منقولة، ويرثها من بعده الوارثون سواءً أكانوا أولاده أو  غيرهم من أصحاب الحقّ في الوراثة بحيث توزّع التّركة عليهم باتّباع طريقة تقسيم الورث في الاسلام، ولكن قبل ذلك على الورثة أن يؤدّ للمتوفّى حقوقه عليهم ومن الحقوق المترتّبة عليهم:[8]

  • الحقّ الأول: تجهيز الميّت وذلك بغسله وتكفينه ودقنه بما يليق به وهو أولّ حق للميّت على ورثته.
  • الحقّ الثّاني: قضاء الدّيون عن الميّت وذلك بعد أن تقسم على قسمين ديون العباد وديون الله سبحانه وتعالى، فديون الله ما كان على الميّت من نذرٍ وكفارةٍ وغيرها وأمّا ديون العباد فهي تلك الدّيون المعروفة بين النّاس وإنّها توفّ من التّركة.
  • الحقّ الثالث: تنفيذ الوصايا بحيث يجب على الورثة أن ينفّذوا وصيّة الميّت إذا أوصى بشيئ.
  • الحقّ الرّابع: الميراث وذلك بعد إخراج الحقوق الثلاثة السّابقة وتأديتها وما تبقى من التّركة يكون ميراثاً والله ورسوله أعلم.شاهد أيضًا: كم عدة المتوفي زوجها

طريقة تقسيم الورث في الاسلام هو الموضوع الذي تحدّث عنه هذا المقال حيث عرّف المقال المرياث والتركة في الإسلام، وأوضح طريقة تقسيم الورث في الاسلام وذكر طريقتي تقسيم الميراث نظرياً وعملياً، وفي نهاية المقال ورد تفصيلٌ عن حقوق المتوفي على الورثة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *