طريقة لينيوس في تسمية المخلوقات الحية

طريقة لينيوس في تسمية المخلوقات الحية

إن علم التصنيف هو الوسيلة التي يتم من خلالها تصنيف الكائنات الحية بشكل مترابط، والذي يعرف بإسم التصنيف العلمي للأحياء، فيمكن أن يكون متسلسل بشكل هرمي، أو على شكل مخطط، وفي الأسطر القادمة سوف نعرض لكم طريقة لينيوس في تسمية المخلوقات الحية بشكل مفصل.

طريقة لينيوس في تسمية المخلوقات الحية

في القدم كان يواجه العلماء مشكلة في تسمية الكائنات الحية، وذلك يعود إلى اختلاف الثقافات، وبناء على عدد اللغات أصبح تسمية الكائنات الحية أمر معقد بشكل كبير، ولوجود العديد من الأسماء لهذه الكائنات كان سبب في حدوث مشكلة في التسمية، وبعض العلماء قاموا بتسمية أسماء طويلة وصعبة وغير علمية، وكان من الصعب استخدام هذه الأسماء في الأبحاث أو المقارنة بين نوعين فإن هذا يؤدي إلى إحداث اختلاط بينهم.

مما جعل الجميع في حاجة إلى أسماء عملية يسهل استخدامها، وتم تجربة العديد من البدائل ولكنها لم تؤدي الغرض، ومن ضمن الحلول التي تم طرحها ما ذكره العالم السويدي/ Carolus Linnaeus، الذي كان عالم نباتات معروف حينها، وقام باقتراح لينيوس.

إن طريقة لينيوس تعرف بالتسمية الثنائية، والتي يتم من خلالها إعطاء كل نوع إسم يكون عبارة جزئين وهما اسم النوع واسم الجنس، وتم الاعتماد على اللغة اللاتينية كوسيلة للتسمية، وفي اسم الجنس يتم كتابة الحرف الأول حرف كابتل والحروف الأخرى تكون صغيرة، وفي حال كتابته في المجلدات والكتب يجب أن يكون مائلًا.

عند التصنيف يتم ترتيب الكائنات الحية إلى مخلوقات من خلال خصائصها والتي تكون على شكل هرمي متسلسل، وفي التسمية الثنائية كان بعد أن يتم ذكر الاسم العلمي إلى النوع لأول مرة، يتم ذكر أول حرف من إسم الجنس، وبعدها يتم إضافة نقطة ثم يتم إضافة النوع كاملًا.

مخترع طريقة لينيوس العالم  Carolus Linnaeus

كان من أشهر علماء النباتات، ومن صغرة كان محب إلى الطبيعية والنبات وكان تسميتها من الأشياء المفضلة له، ودرس الطب وخلال هذه الفترة كان يحرص على دراسة الكثير عن الكائنات الحياة، ولقد قام بإرسال بعض من طلابه في رحلة استكشاف، ونظرًا لشغفة بالتسمية والتصنيفات كان يطلق عليه أبو التصنيف، خاصة عندما قام باكتشاف نظام يمكن من خلاله تصنيف الكائنات الحياة وكان ذلك في عام 1735، وقام بنشره في العديد من الكتب المقسمة إلى مجموعة من الأجزاء المختلفة.

كان يقوم بعمل تعديل إلى هذه التصنيفات في حالة اكتشاف كل عينة جديدة كان يتم اكتشافها في جميع أنحاء العالم، ومن الخطوات التي عمل على تجديدها وقام بإضافتها في التحديث العاشر تمثلت في أن يتم نقل الحيتان لتصبح ضمن الثدييات بعد أن كانت ضمن الأسماء.

إن هذا العالم هو مخترع طريقة لينيوس في تسمية المخلوقات الحية وحرص على تبسيط التسمية، وكان ذلك من خلال إسم لاتيني إلى كل نوع مكون من عرفين؛ لهذا السبب عرف بإسم التسمية الثنائية، لقد قام بتصنيف الكائنات الحية إلى مجموعتين واحدة نباتيه والأخرى حيوانية، بعد ذلك يتم تصنيفها لفئات أصغر يطلق عليها الأجناس.

لقد قام بتجميع الأجناس في الرتبة، والرتبة تم تجميعها في الصفوف، أما الصفوف تم تجميعها في المماليك، وبناء على ذلك فإن المملكة الحيوانية أصبحت تحتوي على صف إلى الفقاريات، التي يوجد بها الرئيسيات، والذي يوجد به الإنسان، وأطلق على البشر مسمى الإنسان العاقل Homo sapiens وفيما بعد تم إضافة بعض التصنيفات له، بالتالي تم إضافة الكائن الحي ضمن مجموعة فرعية والتي يوجد لها العديد من الكائنات الحية، وذلك من خلال تحديد الصفات المشتركة بينهم.

إن التطور في هذه الحالة كان جزء مهم في التصنيف، خاصة بعد النظرية التي أصدرها العالم  Charles Darwin وذلك في عام 1857 في الكتاب الذي اطلق عليه ( أصل الأنواع)، ومع كثرة التطورات التي حدثت فاليوم يتم الاعتماد على تسلسل  DNA في التصنيف والذي يعتبر من أحد طرق التصنيف.

علم التصنيف

بعد أن تعرفت على طريقة لينيوس في تسمية المخلوقات الحية لابد من معرفة أهم المعلومات حول علم التصنيف، الذي يعتبر تخصص ضمن تخصصات علم الأحياء، والذي يعمل على تقسيم الكائنات الحية وتصنيفها سواء التي مازالت توجد على وجه الأرض أو الحيوانات المنقرضة، وعلم التصنيف في كثير من الحالات يعتمد على مختلف تخصصات علم الأحياء ليتم تقسيم الكائنات الحياة، خاصة علم البيئة وعلم التشريح وعلم الأعضاء وعلم الوراثة وغيرها من العلوم المختلفة.

تاريخ علم التصنيف

إن علم التصنيف هو علم قديم بل أنه يعتبر من أقدم العلوم التي عرفها الإنسان، وذلك لأن الإنسان كان في حاجة إلى تصنيف الكائنات ما بين نباتات يمكن تناوله ونباتات أخرى سامة، وكذلك الحيوانات تصنيفها بين ما هو نافع وما هو ضار، ولقد مر بالعديد من مراحل التطور المختلفة على مر العصور ومن ضمنها طريقة لينيوس في تسمية المخلوقات الحية ، ومن ضمن هذه التصنيفات ما يلي:

  • تصنيف أرسطو: إن هذا هو أقدم تصنيف لكلًا من النباتات والحيوانات، ويعتمد هذا التصنيف بالنسبة إلى النبات يعتمد على الأحجام، أما الحيوانات بناء على طريقة حركتها منها الهوائية والمائية والبرية.
  • بعدها حدث العديد من التطورات في نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابق عشر، وذلك بسبب اختراع المجهر، تمكن العلماء من معرفة تشريح الكائنات، كما أنه تم أكتشاف العديد من الكائنات الحية الجديدة المختلفة.
  • تصنيف جون راي: في هذا التصنيف تم تقسيمه إلى مجموعات مختلفة، وذلك من خلال تحديد مدى الاختلاف والتشابه بين الكائنات الحية والنباتات.
  • تصنيف كارلوس لينيوس: الذي قام بتصنيف الطبيعة بالكامل إلى ثلاث تصنيفات بين النباتات والحيوانات والمعادن، وفي كل تصنيف يوجد به أربع مستويات وهما الجنس والنوع والرتبة والطائفة، والذي أطلق عليه نظام التسمية الثنائي، ومازال يتم استخدام هذا التصنيف إلى اليوم.
  • تشارلز دارون: الذي كان له نظرية وهي أن جميع الكائنات الحية من أصل واحد وتطورت، وهذه النظرية كان لها تأثير على العديد من العلماء لفترة طويلة منذ إصدار هذه النظرية.
  • تصنيف إرنست ماير وجورج جايلورد سيمبسون: هذا التصنيف للعالمين يختلف بناء على الخصائص المتشابه بينهم، وكذلك بناء على العلاقة بينهم وتطويرها.

إن كل هذه التطورات وصلت إلى هذه المرحلة من خلال تطورات مستمرة على مر العصور، ومن أشهر هذه التصنيفات والتي مازال يتم استخدامها إلى يومنا هذا هو طريقة لينيوس في تسمية المخلوقات الحية والذي يعرف بالتصنيف الثنائي.

نظام التصنيف الحديث

إن هذا التصنيف مستمد من التصنيف الثنائي وفي هذا النظام تم تصنيف الكائنات الحية لخمس مجموعات، وكان هذا بعد أن تمكن العلماء من دراسة الحمض النووي، مما كان سبب في أن يتم التعرف على جميع الفروق التي تكون بين الكائنات الحية وبعضها حتى وإن كانت دقيقة، وهذا النظام قام به العالم كارل  ريتشارد ووز، ويتم تقسيم هذا التصنيف بناء على ما يلي:

  • تصنيف فوق المملكة:  وهذا النوع من التصنيف شامل ويتم تصنيف الكائنات الحية إلى ثلاث تصنيفات به وهما فوق مملكة البكتيريا القديمة، وفوق مملكة البكتيريا، وفوق مملكة حقيقيات النوى.
  • المملكة: التي يتم تقسيمها بين ثلاث إلى ست تصنيفات وهما مملكة الأصليات، ومملكة البكتيريا، ومملكة الطلائعيات، ومملكة الفطريات، ومملكة النباتات، ومملكة الحيوان.
  • الشعبة: هي التي توجد في كل مملكة حيث أن المملكة يتم تقسيمها إلى مجموعة من الشعب، ومجموعة الحيوان بها العديد من الشعب المختلفة.
  • الطائفة: إن الشعبة بها مجموعة من الطوائف.
  • الرتبة: فإن الطائفة يوجد لها العديد من الرتب المختلفة.
  • الفصيلة: الرتبة تحتوي على العديد.
  • الجنس: العائلة تحتوي على العديد من الأجناس.
  • النوع: يعتبر من أصغر أنواع التصنيف وآخرها.

أهمية تصنيف الكائنات الحية

بعد أن تعرفت على طريقة لينيوس في تسمية المخلوقات الحية لابد من معرفة أهمية تصنيف الكائنات الحية الذي له أهمية بالغة، وأكبر دليل على ذلك أنه من أقدم العلوم التي نشأت والتي تم الأعتماد عليها، وتتمثل أهميته فيما يلي:

  • يساعد في الحصول على مسميات مختلفة إلى الكائنات الحية.
  • تسهل على العلماء دراسة العديد من الكائنات الحية بسهولة.
  • وسيلة للحصول على وصف مفصل إلى مختلف الكائنات الحية.
  • يمكن من خلالها تطوير مختلف العلوم البيولوجية.
  • يساعد في معرفة الكثير من المعلومات مثل مسببات الأمراض وغيرها.

لهذا السبب فإن تصنيف الكائنات الحية يعتبر من المعلومات المهمة، ومن أشهر التصنيفات التي تمت به هو طريقة لينيوس في تسمية المخلوقات الحية والتي تعتبر من أنواع التصنيفات الشائعة والمفصلة.

في النهاية نكون عرضنا لكم طريقة لينيوس في تسمية المخلوقات الحية بالتفصيل، والتصنيفات الحديثة التي تطورت بناء على هذا التصنيف، والذي يعتبر من أشهر التصنيفات على الإطلاق والدليل على ذلك أنه مازال يستخدم إلى اليوم، وبجانب عرض تعريف علم التصنيفات وأهمية، الذي يعتبر من أقدم التصنيفات ولا يمكن الاستغناء عنه ويتم تطويره بشكل مستمر.[1][2][3]

المراجع

  1. ^ CK-12 , 10.42 The Linnaean System - Advanced , 24-12-2020
  2. ^ SCIENCING , Linnaean Classification: Definition, Levels & Examples (with Chart) , 24-12-2020
  3. ^ science learning Hub Pokapu Akoranga Putiao , Classification system , 24-12-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *