فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان

فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان

فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان هي من الأمور التي يتساءل المسلمون عنها، ويبدأ طرح هذا السؤال مع قرب وداع رمضان وذلك في العشر الأواخر الذي ورد في فضائله الكثير، ولكن هل يختلف ثواب الصدقة في نهاية رمضان عن بدايته، وما هي أفضل الصدقة وفضائلها، كل هذه الأمور سيتم الحديث عنها في هذا المقال.

تعريف الصدقة

إنَّ معنى الصدقة في الاصطلاح الشرعي هي العطيّة التي يُعطيها المسلم ويبتغى بها المؤمن الثواب من عند الله تعالى ولا تكون الصدقة مالًا فقط بل تكون في العينات أيضًا، إذ يمكن للمسلم أن يخرج أرضًا أو حتى ثيابًا أو حتى بعضًا من العينات الأخرى، وللصدقة ثواب عظيم من الله تعالى، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أخير النّاس في الجود والإنفاق وخاصة في أيام شهر رمضان المبارك وفي العشر الأخير منه.[1]

فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان

إن فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان مضاعف عن غيرها من الأيام لأنّ العشر الأخير تتضاعف فيه الأجور ويشمر له الصالحون فإن مما لا شك فيه أن أجر الصدقة في هذه الأيام سيكون أعلى من غيره، ومما لا شك فيه أن ليالي العشر الأواخر من رمضان تكون أحسن من غيرها من الليالي؛ لأن فيها ليلة القدر وهي خير من ألف شهر، ومن المشروع للمسلم أن يقوم بالإكثار من الصدقة في جميع أيام رمضان، إذ كان الرسول صلى الله عليه وسلم أجود الناس في كافة أيام العام، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان المبارك.[1]

شاهد أيضًا: الفرق بين الصدقة والزكاة

أفضل أنواع الصدقة في العشر الأواخر من رمضان

بعد أن تم الحديث عن فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان لا بدّ من الكلام عن أفضل الصدقة، إذ إنّ أفضل الصدقة لا تأخذ شكلًا واحدًا بل لها الكثير من الأشكال والتي سيتم الحديث عن بعضها فيما يلي:[2]

  • الصدقة الخفية: وتعد  الصدقة الخفية أحسن من المعلنة؛ لأنَّها تكون أقرب إلى الإخلاص فلا تعلم شماله ما أنفقت يمينه، وبذلك ينال من ربه الثواب العظيم.
  • الصدقةُ في حال القوة: أي عندما يكون الإنسان صحيحًا قويًا تكون صدقته أحسن من الوصية عند الموت أو في حال كان مريضًا كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن أفضل الصدقة أن يتصدَّق المسلم وهو صحيحٌ شحيحُ، يأمل الغنى ويخاف الفقر.
  • الصدقة في حال الفقر: مثل أن يتصدق المسلم على أحد غيره مع أنَّه في حاجة عظيمة للمال فيكون درهمًا سبقق ألف درهم، ولكن ليس المقصود من ذلك أن يفرط المسلم في كافة ماله ومن ثم يبقى هو ليسأل النّاس أعطوه أو منعوه، وإنّما يتصدق بحيث لا يؤذي نفسه وعياله.
  • الصدقة على الأولاد: وبذلك يتبين أنّ الشريعة الإسلامية قد جعلت حتى الإنفاق على الابن صدقة، وقد ورد ذلك فيما روى أبو هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أربعةُ دنانيرٍ : دينارٌ أعطيتَه مسكينًا ، و دينارٌ أعطيتَه في رقبةٍ ، و دينارٌ أنفقتَه في سبيلِ اللهِ ، و دينارٌ أنفقتَه على أهلِك ؛ أفضلُها الذي أنفقتَه على أهلِك”.[3]
  • الصدقة على الأقارب: إنّ الإنفاق على القريب هو من أعظم الصدقة وذلك ما حصل مع أبو طلحة وهو أكثر أنصاري في المدينة المنورة مالًا، وكان من أحب أمواله إليه أرض يُقال لها بيرحاء، وكانت بيرحاء مستقبلة للمسجد، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل إلى بيرحاء ويشرب منها الماء وقد كان طيِّبًا فيها، فلما أنزلت هذه الآية: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}،[4] فتصدق أبو طلحة ببيرحاء وجعلها بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأمره عليه الصلاة والسلام أن يجعلها للأقارب، فقسمها أبو طلحة بين أقاربه.

اقرأ أيضًا: أحاديث نبوية عن الصدقة

أهمية الصدقة في العشر الأواخر من رمضان

بعد الكلام عن فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان سيأتي الكلام عن ثمار الصدقة، إذ إنّ ثمار الصدقة عظيمة جليلة كثيرة، ولا يتسع المقام للحديث عنها كلها ولكن سيتم الإشارة إلى بعضها فيما يلي:[2]

  • إنّ الصدقة تطفىء غضب الرب سبحانه وتعالى كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى.
  • إنّ الصدقة تمحو الخطايا والذنوب، وهي تطفئ نار الذنب وتذهبه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ الصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار.
  • إنّ الصدقة هي وقاية من نار جهنم وقد أشار إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أخبر أصحابه أن يتقوا النار ولو بشق تمرة.
  • لقد ورد في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ومن بين السبعة رجل تصدّق بصدقة فأخفاها فلا تعلم شماله ما أنفقت يمينه.
  • إنّ في الصدقة مداواة للإنسان من الأمراض الجسدية، حيث أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحابه أن يتداووا بالصدقة، وما ورد في ذلك أن أحدهم قال: “سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئرًا في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ”.
  • إنّ في الصدقة دواء للمسلم من الأمراض القلبية التي قد تلحق به مثل القسوة والعجب والكبر والغرور وغير ذلك.
  • لمَّا يتصدق المسلم فإنّ الله يدفع بالصدقة عن المؤمن أنواعًا كثيرة من البلاء.
  • إنّ المنفق في سبيل الله يدعو له الملك في كل يوم ينفق فيه وذلك بخلاف الممسك الذي لا ينفق المال.
  • إنّ المكثر من الصدقة والإنفاق يدعى يوم القيامة إلى الجنة من باب خاص من أبواب الجنة ويقال لذلك الباب باب الصدقة.

شاهد أيضًا: كم عدد الذين حرمت عليهم الصدقة

أفكار للصدقة في رمضان

بعد الحديث عن فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان سيأتي الكلام عن أفكار للصدقة، إذ يُمكن للمسلم أن يتخذ أكثر من شكل للصدقة، وتتنوع الأفكار الخاصة بذاك العمل الصالح، ومن بينها:

  • شراءُ مجموعة متنوعة من الأسوكة والتي لا تكلِّف الإنسان مبلغًا عظيمًا، ومن ثم إهداء هذه الأسوكة لعدد من النّاس الذين يعرفهم الرجل، سواء كانوا من الجيران، أو من زملاء العمل، حتى لأولئك الذين لا يعرفهم.
  • شراء العديد من أحذية الدخول إلى دورات المياه التي يدخل بها المسلمون إلى دورات المياه في المساجد، وفي هذا الفعل أجر عظيم؛ إذ بذلك ييسر المسلم لأخيه وسيلة من أجل دخولِ دوراتِ المياه وهذا يعد بمثابة تفريج الكربة عن الإنسان مسلم، وبذلك يُمكن أن يشمل الله برحمته المسلم فيُفرج عنه كربة من كرب يوم القيامة
  • التصدُّق سواء كان بشكل فردي أو حتى بشكل جماعي، وذلك بالتعاون مع أهالي الخير من أجل توفير وسيلة من وسائل شرب المياه، وسقيا الماء في أيام الحر له أجر عظيم، إذ في كل كبد رطبة أجر، وحري بالمسلم أن يكون ممن يتسابق مع غيره لفعل الخيرات.
  • احتساب نفقة المسلم التي يقدمها من أجل الأهل بجميع أنواعها وماهيّتها صدقة؛ سواء كان ذلك مِن مأكل أو مشرب، وهذا كله من الصدقة التي يُمكن أن ينال عليها المسلم عظيم الأجر والثواب.

وبذلك نكون قد أنهينا حديثنا عن فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان وما هي أفضل الصدقات التي يُمكن للمسلم فعلها، وما الثمرة التي ينالها المسلم من االإنفاق، وما هي أهم الأفكار العملية من أجل الصدقة على الآخرين.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , التصدق في العشر الأواخر , 5-5-2021
  2. ^ ar.islamway.net , الصدقة.. فضائلها وأنواعها , 5-5-2021
  3. ^ صحيح الجامع , الألباني، أبو هريرة، 878 صحيح
  4. ^ سورة آل عمران , الآية 92
  5. ^ alukah.net , أفكار ذهبية للصدقات فهل من مجيب؟ , 5-5-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *