متى تكون الصلاة سببا في نجاح العبد وفلاحه

متى تكون الصلاة سببا في نجاح العبد وفلاحه

متى تكون الصلاة سببا في نجاح العبد وفلاحه ؟ تعد الصلاة عمود الدين وهي ثاني ركن من أركان الإسلام الخمسة، والصلاة من الأمور المفروضة والواجبة على كل مسلم، وتعد مما علم من الدين بالضرورة، أي أن جاحدها ومنكرها ليس بمؤمن بل هو كافر، والصلاة هي الصلة بين العبد وربه، وفيها يكون العبد أقرب ما يكون إلى الله سبحانه وتعالى عند سجوده فيها، والصلاة لها فضل عظيم سنذكره فيما يأتي.

متى تكون الصلاة سببا في نجاح العبد وفلاحه

جاء في النداء للصلاة بالأذان القول: ” حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ حَيَّ عَلَى الفَلاحِ”،  وفي ذلك  توجيه لكل مؤمن إلى كون الصلاة التي يكون الفلاح فيها هي التي تكون إقامتها سمحة مستقيمة دون انحراف ولا اعوجاج، وتحيا الصلاة بالخشوع وذكر الله وقراءة القرآن والتسبيح والدعاء، وعلى من يؤدي الصلاة أن يحضرها سريعًا دون إبطاء أو تكاسل، وبهذا تكون الصلاة مؤدية إلى الفلاح والنجاح في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ومن غير الصلاة لا يحصد المسلم فوزًا ولا فلاحًا، بل إنه سيحصد العذاب في نار جهنم. [1]

والخلاصة؛ هي أن إقامة الصلاة كما شرعها الله سبحانه وتعالى والخشوع فيها والإسراع لأدائها مع الجماعة في بيوت الله هو نعم الفلاح والنجاح، أما إضاعتها والتكاسل عنها هي الخيبة والخسارة بعينها، ولو تأمل المسلم عظم الأجر المرجو من أداء الصلاة بإخلاص وخشوع وتأن، وكذا الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة لما فكر في ترك الصلاة أو التكاسل عنها قط، بل ستجده يحفظ أوقات الصلاة ويسارع لأدائها جماعة مع إخوانه.[1]

فضائل الصلاة في الدنيا

في الصلاة تحقيق لصحة النفس وسموها وسعادتها، فالصلاة لها أجر عظيم وفضل في الدنيا والآخرة، كما أن لها فوائد جمّة على العبد في حياته الدنيا، نذكر لكم فيما يأتي بعضًا من فضائل الصلاة:[2]

تحقيق الحكمة من خلق العباد

ففي الصلاة تحقيق للحكمة من خلق العباد في الحياة الدنيا، وإنزال الكتب السماوية، وإرسال الرسل عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم؛ وتعبير عن تحقيق العبادة الخالصة لله سبحانه وتعالى، وتعزيز لشعور العبد بأنه مرتبط في كل أوقاته بالعروة الوثقى. فقد قال الله تعالى: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ”. [3]

الصحة النفسية

معلوم من النصوص الواردة في الشرع، ومن واقع الحياة أن أصح الناس نفسيًا، وأعدل الناس مزاجًا، وأكثرهم طمأنينةً وسعادةً هم الأتقياء الأنقياء الصالحون. فقد قال الله تعالى: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.[4] وأعظم طريق لتحقيق الصلاح هو الالتزام بإقامة الصلاة حق الإقامة من دون إخلال بها، فمن حافظ عليها بأداء شروطها وأركانها وواجباتها وما بها من سننه، يبعد نفسه عن المنكر والفحشاء، ويحقق تقوى الله سبحانه، وأيضًا يدخل في عباد الله الصالحين.

الدعاء والتقرب لله تعالى

الحياة لا تخلو من الهم والحزن، ولابدّ لأي إنسان حتى يخرج من ضغوطها أن يكون لديه من يشكو إليه همّه وحزنه، والمسلم إنما يشكو همه إلى الله سبحانه وتعالى. وقد ورد ذلك في القرآن الكريم من خلال ما حكاه الله تعالى من قول يعقوب عليه السلام: “قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ”.[5] وأفضل وقت لبث العبد أحزانه إلى الله تعالى  والدعاء هو وقت الصلاة؛ لأنه يكون بين يدي الله تعالى، كما  يكون العبد أقرب ما يكون من ربه عند سجوده.

فضل الصلاة في وقتها

إن أداء الصلاة في بداية وقتها أفضل، وذلك لما ورد في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: “سَأَلْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ قَالَ: الصَّلَاةُ علَى مِيقَاتِهَا، قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ برُّ الوَالِدَيْنِ، قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قَالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ فَسَكَتُّ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي”. [6]ومن أخر الصلاة إلى ما بعد الأذان بساعة أو نصف ساعة، فلا شيء عليه، إن كان ذلك بعذر، أما إن لم يكن هنام عذر، فلا إثم عليه أيضًا ولكن يفوته فضل الإسراع بالصلاة والتعجيل بأدائها  في أول وقتها، بناء ما مر في الحديث السابق.[7]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال، وقد أكلنا فيه عن السؤال: ” متى تكون الصلاة سببا في نجاح العبد وفلاحه؟”، كما سلطنا الضوء على أهم فضائل الصلاة على العبد في الحياة الدنيا، فضلًا عن التنبيه إلى فضل أداء الصلاة في أول وقتها.

المراجع

  1. ^ alukah.net , الصلاة فلاح , 1/12/2020
  2. ^ islamqa.info , ماهي فوائد الصلاة في الدنيا ؟ , 1/12/2020
  3. ^ سورة الذاريات , الآيات (56-28)
  4. ^ سورة النحل , الآية (97)
  5. ^ سورة يوسف , الآية (86)
  6. ^ صحيح البخاري , عبدالله بن مسعود، البخاري، 2782،صحيح
  7. ^ islamweb.net , البدار إلى الصلاة لأول وقتها أفضل من تأخيرها , 1/12/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *