من هو اول شهيد في غزوة احد

من هو اول شهيد في غزوة احد

من هو اول شهيد في غزوة احد هو أحد التساؤلات المتداولة بين المسلمين، فإنَّ غزوات المسلمين وفتوحاتهم هي من الأمور التي تهم المسلمين في الوقت الحالي، وتجعلهم على إطلاع بواقع المسلمين في عهد الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وتزيد من معرفتهم بأحوال المسلمين حينها، وأخلاق المجاهدين المسلمين، وفي هذا المقال سنقوم بالتعريف بغزوة أحد التي تعدّ من أهم الغزوات في التاريخ الإسلامي، وأول الشهداء في هذه الغزوة، وفوائد وعبر من غزوة أحد.

غزوة أحد

جاءت غزوة أحد بعد غزوة بدر التي أنتصر فيها المسلمون على أهل قريش، وعرّضوا كرامة قريش للإهانة، ونالوا من كبريائهم وغرورهم، فأرادت قريش ردَّ كرامتها واستعادة سمعتهم، وعودة تجارتهم إلى طبيعتها بعد أن تأذت وضعفت بعد غزوة بدر، فجاءت غزوة أحد بعد أن بدأ أبو سفيان بحشد الجيوش من النساء والرجال والعبيد والخيول وغيرها من لوازم الجيوش، وسميّت غزوة أحد بهذا الاسم لأنَّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وضع عددًا من الرماة على جبل أحد للتصدي لجيوش الكافرين، وهي من الغزوات التي علّمت المسلمين الكثير من الدروس والعبر، فبعد أن كان النصر حليفًا للمسلمين، خسر المسلمين الغزوة وكثيرًا من الشهداء والتضحيات، بسبب خطأ من الرماة ومخالفة لأوامر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومغادرتهم لجبل أحد، ومع ذلك فإنَّ غزوة أحد هي من المواقع المليئة بالأحداث العظيمة، والمواقف البطولية، والتضحيات الكبيرة.[1]

شاهد أيضًا: متى وقعت غزوة بدر الكبرى

من هو اول شهيد في غزوة احد

أول شهيد في غزوة احد هو عبد الله أبو جابر الأنصاري، وقد قال ابنه جابر بن عبد الله: “كان أبي أول قتيل قتل من المسلمين يوم أحد، قتله سفيان بن عبد شمس أبو أبي الأعور السلمي، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهزيمة”، وقد أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بدفنه مع عمرو بن جموح لما كان بينهم من مودّة وألفة، ويقال في مقتل أبو جابر الأنصاري أنَّه وجد منكلًا به، وكان رجلًا ليس ذي طول، أصلع الرأس أحمر للون، فعرف من ذلك، وقد جاء سيل بعد وفاته فدخل قبره، فرآه ابنه جابر بن عبد الله وقال رأيت والدي في قبره وكأنه نائم.[2]

شاهد أيضًا: من هي اول شهيدة في الاسلام

أبو جابر الأنصاري

هو عبد اللَّه بن عمرو بن حرام رضي الله عنه، الملقب بأبي جابر الأنصاري، وهو من السّباقين إلى الإسلام، شهد مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- العقبة وبدر والنقباء وأحد واستشهد فيها، وكان أول شهدائها، وقد روي عن ابنه جابر رضي الله عنه أنّه قال: “لَمَّا حَضَرَ أُحُدٌ دَعَانِي أَبِي مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: مَا أُرَانِي إِلَّا مَقْتُولًا فِي أَوَّلِ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنِّي لاَ أَتْرُكُ بَعْدِي أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْكَ، غَيْرَ نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّ عَلَيَّ دَيْنًا فَاقْضِ، وَاسْتَوْصِ بِأَخَوَاتِكَ خَيْرًا، فَأَصْبَحْنَا، فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ”، وقد منَّ عليه الله وكلّمه دون حجاب، فقد ورد ذلك في حديث عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن ابنه جابر حين قال: “اسْتُشْهِدَ أبي ، وتركَ عيالًا ودَيْنًا، قال: أفلا أبشِّرُكَ بما لَقِيَ اللهُ به أباك؟ قال: بلى، يا رسولَ اللهِ، قال: ما كلَّمَ اللهُ أحدًا قطُّ إلا من وراءِ حجابٍ، وأحيا أباك فكلَّمَه كِفَاحًا، فقال: يا عبدي تَمَنَّ عليَّ أُعْطِكَ، قال: يا ربِّ تُحْيِيني فأُقْتَلَ فيك ثانيةً”[3]، فكان من أمثلة التضحية العظيمة والجهاد في سبيل الله، فنال أمنيته ومات شهيدًا في سبيل الله تعالى.[4]

شهداء غزوة أحد

كانت غزوة أحد من الغزوات التي خسر فيها المسلمين الكثير من الشهداء والتضحيات، وقد نزل قول الله تعالى في كتابه الكريم: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ“[5]، في شهداء غزوة أحد، ومن شهداء غزوة أحد نذكر:[5]

  • أبو جابر الأنصاري.
  • عمرو بن جموح.
  • حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
  • مصعب بن عمير.
  • النعمان بن مالك.
  • النعمان بن مالك.
  • مالك بن سنان.
  • خارجة بن زيد.
  • رفاعة بن وقش.
  • قيس بن ثعلبة.
  • عبد الله بن ثعلبة.
  • الحارث بن عقبة.
  • قيس بن مخلد.

رضي الله عنهم أجمعين، وأسكنهم فسيح جناته، هم وغيرهم من الشهداء العظماء الذين ضحّوا في سبيل دين الإسلام والدعوة الإسلامية في غزوة أحد، وفي غيرها من الغزوات والمعارك.

فوائد غزوة أحد

على الرغم من خسارة المسلمين في غزوة أحد إلّا أنّها كانت أحد المحطات التي تعلم منها المسلمون الكثير من العبر والدروس ونالوا منها الكثير من الفوائد، وتعلّموا من أخطائهم، ومن فوائد غزوة أحد:[6]

  • تؤكد على أنَّ المرء يجب أن يقدم الآخرة على الدنيا، لأنَّ في تقديم الدنيا على الآخرة خسارة.
  • تعلّمنا مدى خطورة التنازع بين المسلمين، وإنَّ نتيجته الفشل، فقد أدى الخلاف على الغنائم بين المسلمين إلى الكثير من الخسائر.
  • قد بيّنت غزوة أحد وأظهرت المنافقين وبيّنتهم وميّزتهم عن المسلمين.
  • تعلم غزوة أحد المسلمين أن الصراع بين المسلمين والكفار هو مثل أي صراع بين الحق والباطل فيه انتصار وهزيمة، والعقبى في النهاية للحق.
  • تؤكد غزوة أحد على أن النصر لا يأتي دون الأخذ بالأسباب، فلا بد من الاتكال على الله تعالى والأخذ باسباب النصر لكي ينتصر الإنسان.
  • تؤكد على ضرورة الالتزام بأوامر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وعدم مخالفة تعليماته.

شاهد أيضًا: أول غزوة في الإسلام وأهم المعلومات عنها

من هو اول شهيد في غزوة احد هو عنوان هذا المقال، والذي تناول أحد أهم الغزوات في التاريخ الإسلامي، وهي غزوة أحد، كما بيّنا من هو أول شهدائها، وعددًا ممن استشهدوا فيها، كما ذكرنا بعضًا من الدروس والفوائد التي تعلّمها المسلمون من غزوة أحد.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , غزوة أحد , 20-3-2021
  2. ^ islamstory.com , جابر بن عبد الله , 20-3-2021
  3. ^ تخريج مشكاة المصابيح , جابر عبد الله، الألباني، 6198، صحيح.
  4. ^ islamqa.info , نبذة عن عبد الله بن عمرو بن حَرام ، والد جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما , 20-3-2021
  5. ^ islamweb.net , شهداء غزوة أحد , 20-3-2021
  6. ^ islamweb.net , فوائد ودروس من غزوة أحد , 20-3-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *