هل للباس الزينة ضوابط بين ذلك بالدليل

هل للباس الزينة ضوابط بين ذلك بالدليل

هل للباس الزينة ضوابط بين ذلك بالدليل، هو سؤالٌ يُطرح في كُتُبِ الفقة الإسلامي التي تُعدُّ من أهمّ العلوم الشّرعيّة التي يجب على كلّ مُسلمٍ أن يعلم منها الضّروري، حتّى يكون ضِمن الضوابط الشّرعيّة التي أمرَ بها الله-تعالى- والتي يجب الالتزام بها.

مفهوم اللباس

اللباس في اللّغة هو  كل ما يغطي الإنسان ويستر قبيحه، والجمع منه ألبسةٌ ولُبسُ، وأمّا اصطلاحًا فهو كلّ ما يُلبس على الجسدِ ويستره، وكذلك هو كلّ ما يتزين ويتجمل به بين النّاس ممّا أباحه الشّرع، ولا يتعارض مع منهج الإسلام وأوامره ونواهيه، وقد جاء في القرآن الكريم استعمال كلماتٍ مُرادفةٍ لمعنى اللباس وهي كلمة الرّيش، كما في قوله تعالى: “يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ”[1]والرّيش هو ما يغطي جسم الطّائر كاملًا فهو كالسّتر له وكذلك اللباس، وهنالك كلمة أُخرى وهي الزّينة وهي تشمل ما يُتزين به ومنه اللباس، ومن حكمة مشروعيته أنّه يستر العورة سواء كان للرّجال أو النّساء، وبالتالي حفظ النّفس البشرية من الفواحش والأمراض، وكذلك من حكمة مشروعيته أنّه يقي الإنسان من حرّ الصّيف وبرد الشّتاء، وفيه إظهارٌ لنعم الله-تعالى- على الإنسان وشكره عليها،[2] وأمّا الإجابة عن سؤال هل للباس الزينة ضوابط؟ بين ذلك بالدليل، فلا يمكن أن يعرفه المسلم حتى يعلم ضوابطه، في تتمّت المقال.

ضوابط لباس الزينة

تُعتبر قضية اللبّاس من أهمّ القضايا التي جعل الفقه الإسلامي لها بابًا خاصًّا  من أبواب الفقه لأهمية، ولأنَّ قضيّة اللباس ترتبط بعقيدةِ الإنسان الإسلاميّة، فقد أمر الإسلام المسلمين بالتَّستر والتّعفّف؛ حفظًا للنّفس البشريّة من الوقوع في الفواحش المُؤدّية للأمراض المُعدية، لذلك وضع الشّرعُ ضوابطَ خاصّةٌ بالنّساءِ، وضوابط َخاصّةً بالرّجالِ، وفيما يأتي تفصيلٌ لكلّ الضوابط:

ضوابط لباس المرأة

كرّم الله-تعالى- المرأة وحدّد  لها لباسًا يتناسب مع ضوابط المنهج الإسلامي، ووضَّح ما يُشترط ُفيه؛ حماية لها من لفت الأنظار اتجاهها، ومنها:[3]

  • أن يستر اللّباس جميع بدنها فلا يظهر منها إلا الوجه والكفيْن.
  • أن لا يكون مُلفتًا للأنظار، فلا يظهر عليه آثار الزينة.
  • أن يكون الباس ساترًا حتى يتحقق مفهوم السّتر والعفّة، فلا يشف ما تحته.
  • أن يكون فضفاضًا لا يصف ملامح  جسم المرأة.
  • أن لا يكون مُعطّرًا أو له ريحةً طيّبةً تلفت المارِّين من جانبها.
  • أن لا يُشبه لباس الرّجال؛ لأنّ الله-تعالى- لعن المتشبهات بالرّجال.

ضوابط لباس الرّجال

وكما أنّ للمرأة ضوابط في لباسها، فإن للرّجل ضوابط خاصّةً فيه، تتشابه مع ضوابط النّساء في نقاطٍ مُعينةٍ، ومنها:[4]

  • أن يستر اللباس عورة الرّجل وهي ما بين الرّكبة والسّرة.
  • أن يكون الباس فضفاضًا فلا يصف ولا يشف شيء من جسم الرّجل؛ لأنّ ستر العورات واجبٌ على كل ّ مسلم.
  • أن لا يتشبه الرّجال بالنّساء.
  • أن لا يلبس الرّجال الحرير، ويُباح له اليسير منه.

هل للباس الزينة ضوابط بين ذلك بالدليل

إنَّ سؤال هل للباس الزينة ضوابط بين ذلك بالدليل قد تمّ توضيحه سابقًا عندما تمّ الحديث عن ضوابط لباس الزّينة التي يجب على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ الإلتزام بها حفظًا للنّفوس من الوقوع في الرّذائل، وحمايةً للمجتمعات من الفتنِ المؤدّية لفساده، حيث قال الله تعالى:قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ” [5]فكشف العورات من الفواحش التي حرّمها-سبحانه-وقد بيّن الله-تعالى- في كتابه الكريم، وفي سنّة نبيه-عليه السّلام- أدلّة شرعيّةٍ ضبطت لباس الزّينة، ومنها:

  • قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا” [6]فقد بينت الآية الكريمة اللباس الساتر في قوله”جلابيبهن” للدلالة على نوع اللباس الذي يستر الجسم ويُغطيه فلا يعرفنّ من سترهنّ.[7]
  • قال الله تعالى: “وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” ففي هذه الآية إذاكان الله-تعالى- خفّف عن العجائز في وضع الخمار عن الوجه والجسم لكِبَر سنّهنّ ولكن من دون زينة، فالأولى من النّساء الشّابات ترك أيّ زينة تلفت الأنظار.[8]
  • عن أبي هُريرةَ -رضِي الله عنه- قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (صِنفانِ مِن أهلِ النَّارِ لم أرَهما: قَومٌ معهم سِياطٌ كأذنابِ البَقَرِ يَضرِبونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارياتٌ، مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤوسُهنَّ كأسنِمةِ البُختِ المائِلةِ، لا يَدخُلْنَ الجنَّةَ، ولا يَجِدْنَ ريحَها، وإنَّ ريحَها لَيُوجَدُ مِن مسيرةِ كذا وكذا) المقصود بهذا الحديث النّساء الاتي يلبَسْنَ ثوبًا خفيفًا يَصِفُ أجسادهنّ، فهنَّ كاسِياتٌ عارياتٌ؛ لأنَّ ذلك اللباس لا يُخفي منهنَّ ما يجب لهنَّ أن يَسترنَه من أجسادِهنَّ. [9]
  • قالر رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن اللهُ المتشبهين بالنساءِ من الرجالِ والمتشبهاتِ من النساءِ بالرجالِ)[10]وفي هذا الحديث النّبوي الشّريف حرّم  رسول الله-صلى الله عليه وسلم-تشبّه النّساء بالرّجال وتشبّه الرّجال بالنّساء، فكلاهما ملعونٌ ومطرودٌ من رحمة الله تعالى.

وفي نهاية المقال قد تبيّن إجابة سؤال يُطرح دائمًا وهو هل للباس الزينة ضوابط بين ذلك بالدليل، وظهر أنّ الإسلام لم يحّرم حُكمًا إلا لحِكمة، ولم يحلّ حُكمًا إلا لهدف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *