هل يجوز تكملة ختم القرآن بعد رمضان

هل يجوز تكملة ختم القرآن بعد رمضان ؟ سؤالٌ يتبادر إلى ذهن الكثير من المسلمين؛ إذ قد يشرع المسلم في قراءة القرآن في شهر رمضان المبارك بنية ختمه ثمَّ لا يتمكن من ذلك لظرفٍ ما، وسيتمُّ في هذا المقال بيان حكم قراءة القرآن في رمضان، وبيان ما إن كان يجوز للمسلم إتمام ختمته إلى ما بعد رمضان، أم عليه بالبدئ في ختمةٍ جديدة، كما سيتمُّ بيان بعض الأمور المتعلقة في ختم القرآن، وفيما يأتي ذلك:

حكم ختم القرآن الكريم في رمضان

يُستحب للمسلم الإكثار من تلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك والحرص على ختمه، لكن لا يجب عليه ذلك، أي أنَّه لا يأثم إن ترك ختمه، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “كانَ يَعْرِضُ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرْآنَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً، فَعَرَضَ عليه مَرَّتَيْنِ في العَامِ الذي قُبِضَ فِيهِ، وكانَ يَعْتَكِفُ كُلَّ عَامٍ عَشْرًا، فَاعْتَكَفَ عِشْرِينَ في العَامِ الذي قُبِضَ فِيهِ”.[1][2]

هل يجوز تكملة ختم القرآن بعد رمضان

يجوز لمن شرع بتلاوة القرآن الكريم بنية ختمه في شهر رمضان ثمَّ طرأ عليه طارئ لم يُمكنه من الختم أن يُكمل ختمته بعد شهر رمضان.[3]

شاهد أيضًا: طريقة ختم القران في رمضان لمرة واحدة او مرتين وأكثر بالتفصيل

فضل ختم القرآن الكريم في شهر رمضان

إنَّ من فضل ختم القرآن الكريم في شهر رمضان أنَّ المسلم ينال به الشفاعتين، شفاعة القرآن الكريم وشفاعة الصيام، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ، يقولُ الصيامُ: أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعني فيه، فيَشْفَعانِ”،[4][5] وهما كاجتماع جهادَين؛ جهاده بالقيام وتلاوة القرآن وصبره على ذلك، وجهاده بالصيام؛ فالصيام يمنع العبد من اقتراف المعاصي كما يمنعه من الأكل والشرب وغيرها من الشهوات، أمّا القرآن فيمنع العبد من النوم ليلاً؛ لاجتهاده في قراءته، والقيام به.[6]

حكم ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح

بعد الإجابة على سؤال هل يجوز تكملة ختم القرآن بعد رمضان ؟، سيتمُّ بيان أقوال الفقهاء في حكم ختم القرآن الكريم في صلاة القيام في شهر رمضان المبارك، حيث اختلف الأئمة الأربعة في ذلك، وفيما يأتي بيان آرائهم:

• الحنفية: من السنة ختم القرآن الكريم في قيام رمضان مرة واحدة.[7]
• المالكية: ذهب الإمام مالك إلى أنَّ ختم القرآن الكريم في قيام رمضان غير واردٌ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لذلك فهو ليس سنة، ورغم ذلك فهي ليست بدعة.[8]
• الشافعية: يرى الشافعية أنَّ ختم القرآن الكريم في قيام رمضان أفضل من قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات في الركعة الواحدة.[9]
• الحنابلة: يرى الإمام أحمد أنّ للمُصلّي أن يختم القرآن في تراويح رمضان، وأن يدعوَ بعد ختمه في الصلاة قبل الركوع.[10]

اقرأ أيضًا: هل يجوز قراءة القران وانا منسدح على ظهري

أقل وأكثر مدة لختم القرآن الكريم

ينبغي للمسلم برمجة ختمته على شهرٍ فأقل ودليل ذلك ما رُوي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- حيث قال: “نْكَحَنِي أبِي امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ، فَكانَ يَتَعَاهَدُ كَنَّتَهُ، فَيَسْأَلُهَا عن بَعْلِهَا، فَتَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ مِن رَجُلٍ لَمْ يَطَأْ لَنَا فِرَاشًا، ولَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفًا مُنْذُ أتَيْنَاهُ، فَلَمَّا طَالَ ذلكَ عليه ذَكَرَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: القَنِي به، فَلَقِيتُهُ بَعْدُ، فَقالَ: كيفَ تَصُومُ؟ قالَ: كُلَّ يَومٍ، قالَ: وكيفَ تَخْتِمُ؟، قالَ: كُلَّ لَيْلَةٍ، قالَ: صُمْ في كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةً، واقْرَإِ القُرْآنَ في كُلِّ شَهْرٍ، قالَ: قُلتُ: أُطِيقُ أكْثَرَ مِن ذلكَ، قالَ: صُمْ ثَلَاثَةَ أيَّامٍ في الجُمُعَةِ، قُلتُ: أُطِيقُ أكْثَرَ مِن ذلكَ، قالَ: أفْطِرْ يَومَيْنِ وصُمْ يَوْمًا قالَ: قُلتُ: أُطِيقُ أكْثَرَ مِن ذلكَ، قالَ: صُمْ أفْضَلَ الصَّوْمِ صَوْمَ دَاوُدَ صِيَامَ يَومٍ وإفْطَارَ يَومٍ، واقْرَأْ في كُلِّ سَبْعِ لَيَالٍ مَرَّةً فَلَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وذَاكَ أنِّي كَبِرْتُ وضَعُفْتُ، فَكانَ يَقْرَأُ علَى بَعْضِ أهْلِهِ السُّبْعَ مِنَ القُرْآنِ بالنَّهَارِ، والذي يَقْرَؤُهُ يَعْرِضُهُ مِنَ النَّهَارِ، لِيَكونَ أخَفَّ عليه باللَّيْلِ، وإذَا أرَادَ أنْ يَتَقَوَّى أفْطَرَ أيَّامًا وأَحْصَى، وصَامَ مِثْلَهُنَّ كَرَاهيةَ أنْ يَتْرُكَ شيئًا، فَارَقَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليه”،[11] وقد كره الإمام أحمد تأخير المسلم للختمة لأكثر من أربعين يومًا بلا عذر.[12]

شاهد أيضًا: طريقة حفظ القران في شهرين

هل يجوز تكملة ختم القرآن بعد رمضان، مقال تمَّ فيه بيان حكم ختم القرآن في رمضان، وحكم إتمام الختمة لما بعد رمضان، كما تمَّ بيان فضل ختمه في رمضان، وبيان حكم ختمه في صلاة القيام، وفي الختام تمَّ بيان أقل وأكثر مدة الختم.