اول ما يؤمر به من اراد الدخول في الاسلام

اول ما يؤمر به من اراد الدخول في الاسلام

اول ما يؤمر به من اراد الدخول في الاسلام هو أهم ما يجب على الدعاة إلى الدين الاسلامي الحنيف الإلمام فيه، فمن فضائل دين الإسلام الحنيف أنّ العلاقة فيه علاقةً مباشرة بين العبد والله، دون وجود أي وسائط، كما أن من محاسنه عدم الحاجة إلى موافقة أشخاص معيّنين للدخول فيه، بل هو أمر سهل وميسّر، يستطيع أن يفعله أي إنسان حتى وإن كان وحده في صحراء خالية.[1]

أهمية دعوة الناس للدخول في الاسلام

للدعوة إلى الله مكانة عظيمة في الاسلام، فهي من أهم الأشياء التي تجب على المسلمين وعلى العلماء خاصةً، ولقد كانت الدعوة منهج الرسل عليهم الصلاة والسلام، فالدعوة تعتبر من أهم ضروريات للأمه،حيث ينبغي علينا الدعوة إلى التبصير في الدين والترغيب فيه، والتحذير من مهاجمته، والواجب على العلماء بشرع الله حيثما كانوا أن يقوموا بالدعوة؛ فالناس في أشد الحاجة إلى ذلك في شرق الأرض وغربها، خاصة في زمن نحن فيه في غربة عن الإسلام، فكثر فيه أهل الجهل والبدع.[2]

والواجب  على من أراد الدعوة أن يصبر عليها رجاء ما عند الله من الثواب وخشية مغبة التكاسل عن الدعوة إليه، والله سبحانه وتعالى أوجب الدعوة على العلماء، وأوجب قبول الحق على العامة، فأحسن الناس قولًا من دعا إلى الله وأرشد إليه، وصبر على ذلك، فهؤلاء هم أصلح الناس وأنفعهم للناس، وهم الأنبياء والرسل الكرام ومن يتبعهم من علماء الحق.[2]

اول ما يؤمر به من اراد الدخول في الاسلام

إذا انشرح صدر الانسان بعد دعوته إلى دين الله سبحانه وتعالى، ورغب في الدخول فيه للانتقال من ملة الكفر إلى ملة الإسلام، فإن عليه القيام بالأمور التاية:

النطق بالشهادتين

إن أول ما يجب على من أراد الدخول في الاسلام فعله هو أن يشهد شهادة الاسلام،فيقول بلسانه: “أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا رسول الله”، ويتبرأ فيها من كل ما يخالف دين الإسلام؛ من الاعتقادات، والعبادات سواء القولية والفعلية، وتعهد في قلبه بالالتزام بجميع واجبات الدين الإسلامي الحنيف، ويعتقد تحليل ما أحله الله سبحانه وتعالى في هذه الشريعة السمحة وتحريمَ ما حرمه، وبمجرد فعله ذلك فقد صار مسلمًا، له ما للمسلمين وعليه ما عليهم. [3]

تعلم أركان الاسلام والمبادرة في الامتثال لها

ثم يؤمر من اراد الدخول في الاسلام بالقيام ببقية أركان الإسلام؛ وهي إقامة الصلاة بأركانها وشروطها مثل كمال الطهارة عن الحدث الأكبر عن طريق الغسل وعن الحدث الأصغر بالوضوء، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلًا، بالإضافة إلى استحباب الاختتان والاغتسال للإسلام، والحرص على تعلم ما يلزمه من أمور دينه؛ وبهذه الطريقة يكون قد دخل في هذا الدين الاسلامي الحنيف وتعلم ما فيه من الفروض والواجبات.[3]

تسجيل من اراد الدخول في الاسلام اسلامه في المحكمة الشرعية

ينبغي على من أراد الدخول في الاسلام بتسجيل إسلامه في المحكمة الشرعية، بالاضافة إلى تغيير أوراقه الرسمية التي فيها ديانته القديمة، لأنه قد يحتاج فيما بعد إلى اثبات كونه مسلماً، [4] ومن المعاملات التي تحتاج إلى اثبات الإسلام معاملات الزواج فلا بد للمرأة أو الرجل حتى يتزوجا أن يحضرا ما يثبت كونهما مسلمين.[5]

هل يصح اسلام من أراد الدخول في الاسلام من الصبيان

أولا علينا معرفة أنه لا يجوز منع الصبي من إجابة دعوة الله وسلوكه طريقها إن طلب إرشاده إلى أحكام الاسلام، فلا ينبغي علينا صده وإلزامه بعذاب الله والحكم عليه بالنار، على الرغم من هربه منها، ويشترط لصحة الاسلام من الصبي شرطان وهما:

  • أن يكون له من العمر عشر سنين، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر بضربه على الصلاة لعشر. وأكثر المصححين لإسلام الطفل ذي العشر سنين لم يشترطوا ذلك، فلم يضعوا له حدًا من السنين، وروي عن أحمد: “إذا كان ابن سبع سنين فإسلامه إسلام ، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : “مُروا أولادَكُم بالصَّلاةِ وَهُم أبناءُ سبعٍ – أي إن ميَّزوا – واضرِبوهم عليها وَهُم أبناءُ عشرٍ وفرِّقوا بينَهُم في المضاجعِ”، [6] فدل على أن ذلك حد لأمرهم، وصحة عباداتهم ، فيكون حدا لصحة إسلامهم “. والله أعلم. [7]
  • أن يعقل الإسلام بأن يعلم أن الله تعالى ربه وأنه ليس له شريك، وأن محمدا -صلى الله عليه وسلم- عبده ورسوله، وذلك يشترط بلا خلاف، فالطفل الذي لا يعقل لا يتحقق منه الاعتقاد الصحيح للإسلام، وكلامه لا يدل على شيء.[7]

ذكرنا فيما سبق اول ما يؤمر به من اراد الدخول في الاسلام وهو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، فهو بذلك قد دخل دائرة الاسلام، وبعد ذلك يتفقه في الدين ويفعل ما يؤمر به وينتهي عما نهي عنه، كما فصلنا قليلًا في مسألة إسلام الصبي وصحة ذلك منه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *