حكم فتح حساب في البنك السعودي للاستثمار

حكم فتح حساب في البنك السعودي للاستثمار

حكم فتح حساب في البنك السعودي للاستثمار من الأحكام الفقهيّة التي يبحث عنها الكثير من المُسلمين، وخاصّةً من يمتلكون الأموال، ويُريدون أن يُحافظوا عليها بوضعها في حسابٍ بنكيّ، وقد وضعت الشريعة الإسلامية أُسسًا من خلالها يُميّز بين الحلال؛ فيتّبعونه، والحرام؛ فيجتنبونه، وقد ينسخ حُكمٌ حُكمًا آخر، وفيما يلي سنتعرّف على ما هو الحكم الشرعي لفتح حساب في البنك السعودي للاستثمار.

حكم فتح حساب في البنك السعودي للاستثمار

فتح حساب في أي بنك من البنوك يتوقّف على ما هي المعاملات التي يقوم بها هذا البنك، هل يُراعي في تعاملاته الضوابط الشرعية، والتي تُمكن من يتعامل معها بسلك الطريق المُستقيم، أم أنها تتعامل بالفوائد الربوية التي تُحرّمها الشريعة الإسلاميّة، وللحكم على التعامل مع البنك السعودي للاستثمار، لا بد من الوُقوف على ما يعتمد عليه التعامل في هذا البنك، وفي ذلك يقول الدكتور محمد العصيمي:”بل البنك ربوي، وعنده نافذة إسلامية، ولا يجوز لك العمل إلا فيما كان له صلة بالنافذة الإسلامية، مع اشتراط الالتزام بقرارات الهيئة الشرعية”، ومن تلك الفتوى التي أفتى بها الدكتور العصيمي يُمكن استنباط هذا الحكم، فالبنك رُبوي، أي يتعامل بالربا والفوائد، ومما لا شكّ فيه أن الربا حرام في الإسلام، ولكن أكمل وقال بأنه يوجد به نافذة إسلامية ، فمن تعامل من خلال تلك النافذة الإسلامية فلا حرج عليه، أما إن كان التعامل فيه ربا وفوائد؛ فهو من باب المُحرّم الذي نهى عنه الله-عز وجل-، والنبي-صلى الله عليه وسلم-.[1]

حكم العمل في البنك السعودي للاستثمار

البنوك على نوعين، نوع منها يتعامل مع عملائه بالفوائد التي تُحدّدها هي، وعلى العميل أن يرتضيَ بهذه الفوائد أم لا، وبنوك أخرى تتّخذ كافّة الضوابط الشرعيّة في تعاملاتها، وقد يكون من تلك البنوك من له نافذة إسلامية، ولكن تعامله الأكبر في الجانب الربوي، فإن عُرض عليه وظيفة من الوظائف -على اختلاف أشكالها- في البنوك التي تتعامل بالربا؛ فلا يجوز له العمل فيها؛ لأن ماله الذي سيتقاضاه منهم سيكون فيه شائبة من شوائب الحرام، أما إن كانت الوظيفة في إحدى البنوك التي تتعامل بالضوابط الشرعية؛ فلا حرج على المرء أن يعمل بها، وإذا كان التعامل ربوي، وفي نفس الوقت له نافذة إسلامية؛ فحكم العمل فيه على خلاف، فإن عمل في الجانب الذي يكون فيه تحصيل فائدة؛ فلا يجوز، أما إن كان عمله في النافذة الإسلامية؛ فهذا لا حرج فيه، وهذا الحكم الأخير يقع على العمل في البنك السعودي للاستثمار فإن طريقة العمل فيه ربوية، ولكن هناك جانب أو نافذة من نوافذ هذا البنك تتعامل تحت إطار الضوابط الشرعية، ويجب على من أراد العمل في البنوك؛ فعليه أن يتحرّى الحلال والحرام في كلّ معاملته؛ حتى لا يقع في ما لا يُحمد عقباه، وحتى لا يُربّي أولاده، أو يُطعمهم الحرام.[2]

حكم أخذ قرض من البنك السعودي للاستثمار

لقد حذرت الشريعة الإسلامية من التساهل والتهاون في أخذ الدّين، وأن من يأخذ أموال الناس يُريد أداءها؛ أدّها الله عنه، ومن أخذها يُريد إتلافها؛ أتلفه الله، وفي عدم التّهاوُن في أخذ الدّين”أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي برجل ليصلي عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صلوا على صاحبكم، فإن عليه دينًا، قال أبو قتادة: هو عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بالوفاء؟ قال: بالوفاء، فصلى عليه”، ومفهوم منطوق هذا الحديث يدُل على التنفير من أخذ الدّين، فالنبي لم يُصلّ على الميّت الذي عليه دين إلا بعد أن تكفّل أحد الصحابة-رضوان الله عليهم- بدفع الدين عنه، وأخذ الفروض من البنوك بين أمرين: إذا كان البنك يشترط تحديد فائدة مُعيّنة في التعاملات مع البنك؛ فالتعامل مع هذا البنك لا يجوز، والقرض الذي يُأخذ منه تنتابه شوائب الحرام وتُخالطه، أما إن كان البنك بنكً إسلاميًّا لا يتعامل بالفائدة، وإنما تعاملاته تكون طبق الضوابط الشرعية، ولا تشترط أي فائدة، فمناط الحُرمة في التعامل مع البنوك هو اشتراط الفائدة.[3]

هل البنك السعودي للاستثمار ربوي

أجل الله-عز وجل- البيع وحرّم الرّبا، وحذّر النبي-صلى الله عليه وسلم- من التّعامل بالربا، وجعله من السبع الموبقات، فيُروى عن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:”((اجتنبوا السبع الموبقات))، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: ((الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات”، وقد قال الدكتور العصيمي عن البنك السعودي للاستثمار أنه يدخل تحت إطار البنوك الربوية إلا أن هناك نافذةً في هذا البنك تتعامل تحت دائرة الضوابط الشرعية التي تُرضي الله ورسُوله، فهو ليس ربويًًّا محضًا، بل إن بعض تعاملاته ليس ربويًًّا.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرف على حكم فتح حساب في البنك السعودي للاستثمار ، وهل يجوز العمل في هذا البنك، وهل البنك السعودي للاستثمار يتعامل بالفوائد الربوية أم أن تعامله تحت إطار الضوابط الشرعية التي تُرضي الله ورسوله، وما حكم أخذ القرض من البنك الإسلامي، وما هو مناط الحُرمة في التعامل مع البنوك، وهل الحركة تتوقف على اشتراط الفاسدة وتحديدها أم أن مُجرّد التعامل هو المُحرّم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *