صلاة الجمعة في البيت كم ركعة
جدول المحتويات
صلاة الجمعة في البيت كم ركعة هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، حيث إنّ يوم الجمعة من الأيّام المعروفة بأنّها أعظم الأيّام لدى الأمّة الإسلاميّة، فهو يومٌ من الأيّام التي خصّها المولـى -عزّ و جلّ- للمسلميـن دونًا عن غيرهم من الملل، وجعله عيدًا لهم، ففيه تقام الساعة وفيه خلق آدم، وقد جعل فيه ساعةً لا يصادفها العبد واقفًا بين يدي ربّه يدعوه ويناجيه إلّا أجاب الله -سبحانه وتعالى- مسألته ما لم يكن فيها أذىً أو شرّ، ولفضله العظيم جعل الله -سبحانه وتعالى- فيه صلاة الجمعة، والتي تعدّ أعظم الصلوات في شريعة الدّين الإسلاميّ على الإطلاق، ويهتمّ موقع محتويات عبر هذا المقال بذكر بعض أحكام هذه الصلاة، وبيان عدد الركعات التي ينبغي على المسلم أن يصلّيها في البيت، بحال لم يحضرها في المسجد.
صلاة الجمعة وفضل يوم الجمعة
قبل كلّ شيء وقبل الخوض في بيان صلاة الجمعة في البيت كم ركعة لا بدّ من التعريف بماهيّة هذه الصلاة ومشروعيّتها في الدين الإسلاميّ، فصلاة الجمعة من الصلوات المفروضة فرض عين على كلّ المسلمين من الذكور الأحرار والمقيمين البالغين، وصلاة الجمعة تقام في يوم الجمعة بدلًا من صلاة الظهر في منتصف النهار، وهي تتألّف من خطبةٍ يخطبها الخطيب قبل أداء ركعتي صلاة الجمعة، ولعلّ هذه الصلاة في هذا اليوم المبارك من أفضل ما يقوم به المسلم خلال الأسبوع، فقد وردت العديد من الأحاديث النبويّة الشريفة التي تدلّ على الفضل العظيم ليوم الجمعة، ومن هذه الأحاديث:
- روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ”.[1]
- كذلك روى حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “أضَلَّ اللَّهُ عَنِ الجُمُعَةِ مَن كانَ قَبْلَنا، فَكانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وكانَ لِلنَّصارَى يَوْمُ الأحَدِ، فَجاءَ اللَّهُ بنا فَهَدانا اللَّهُ لِيَومِ الجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الجُمُعَةَ، والسَّبْتَ، والأحَدَ، وكَذلكَ هُمْ تَبَعٌ لنا يَومَ القِيامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِن أهْلِ الدُّنْيا، والأوَّلُونَ يَومَ القِيامَةِ، المَقْضِيُّ لهمْ قَبْلَ الخَلائِقِ وفي رِوايَةِ واصِلٍ المَقْضِيُّ بيْنَهُمْ. [وفي رواية]: هُدِينا إلى الجُمُعَةِ، وأَضَلَّ اللَّهُ عَنْها مَن كانَ قَبْلَنا، فَذَكَرَ بمَعْنَى حَديثِ ابْنِ فُضَيْلٍ”.[2]
- كما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَومَ القِيامَةِ، أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبْلِنا وأُوتِيناهُ مِن بَعْدِهِمْ، فَهذا اليَوْمُ الذي اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدانا اللَّهُ فَغَدًا لِلْيَهُودِ، وبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصارَى فَسَكَتَ. ثُمَّ قالَ: حَقٌّ علَى كُلِّ مُسْلِمٍ، أنْ يَغْتَسِلَ في كُلِّ سَبْعَةِ أيَّامٍ يَوْمًا يَغْسِلُ فيه رَأْسَهُ وجَسَدَهُ”.[3]
شاهد أيضًا: خطبة جمعة مكتوبة مؤثرة جدا
صلاة الجمعة في البيت كم ركعة
صلاة الجمعة في البيت هي أربع ركعات حيث تصلّى صلاة الظهر وليست الجمعة، فقد أخبرت الشريعة الإسلاميّة أنّ صلاة الجمعة تكون في جماعة في المساجد وهي ليست صلاةً تقام في البيوت، فيكون عدد ركعات صلاة الجمعة في المسجد لمن أدرك الخطبة والجماعة ركعتينن، وأمّا من فاتته صلاة الجمعة في المسجد، فيتساءل عن صلاة الجمعة في البيت كم ركعة، فهي كما تصلّى صلاة الظهر، بل ويصلي المسلم في بيته صلاة الظهر بدلًا من الجمعة، فلا جمعة في البيوت، وإدراك الجماعة في صلاة الجمعة أقلّه يكون بإدراك ركعة، وذلك ما جاء في الحديث الثابت عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “من أدرك ركعةً من الجمعةِ فليُضِفْ إليها أخرَى وقد تمت صلاتُه“.[4] ومن لم يدرك صلاة الجمعة مع الإمام في المسجد فقد وجب عليه القضاء ظهرًا، فالجمعة لا تقضى بالفوات، والله ورسوله أعلم.[5]
شاهد أيضًا: فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
حكم صلاة الجمعة في البيت
كذلك الخوض في بيان صلاة الجمعة في البيت كم ركعة يقتضي بيان حكم صلاة الجمعة في البيت، حيث بيّن أهل العلم أنّ صلاة الرجل في بيته لا تجوز إلّا في حال وجود عذرٍ شرعيّ، وقد يتساءل البعض عن الحكم الشرعيّ لصلاة الرجل في بيته إن منعت الصلاة في المساجد، والحكم هو أنّ صلاة المرء في بيته تكون ظهرًا، ولا يصحّ أن يجمع المرء أهله وأقاربه وأن يصلّي فيهم الجمعة إن كانت المساجد قد أغلقت لأعذار شرعيّة إلّا إن زاد عددهم على الأربعين، والله ورسوله أعلم.[6]
شاهد أيضًا: تجب صلاة الجمعة على كل
هل تجوز صلاة الجمعة في البيت جماعة
وكما سلف إيضاحه سابقًا في حكم صلاة الجمعة في البيت، فإنّ صلاة الجمعة جماعة في البيت لا تجوز قطعًا في حال كانت المساجد تقام فيها الصلاة، أمّا بحال أغلقت المساجد لأعذار شرعيّة أفتى بها أهل العلم، فتقبل صلاة الجمعة في البيت فقط في حال اجتمع أربعين من الرجال في البيت، فلهم أن يختاروا إمامًا يصلّي بهم الجمعة بعد أن يخطبهم فيها، وأمّا غير ذلك فلا تكون الجمعة في البيت وإنّما تكون صلاة الظهر، والله ورسوله أعلم.
شاهد أيضًا: يشترط لصحة صلاة الجمعة أربعة شروط منها
حكم الجمعة لمن كان بعيدًا عن المسجد
كذلك الخوض في بيان صلاة الجمعة في البيت كم ركعة يدفع إلى بيان حكم الجمعة لمن كان بعيدًا عن المسجد، والحال هو أنّ المرء طالما أنّه سمع المؤذن بدون مكبر تقديرًا فقد وجبت عليه الجماعة إلّا إذا كان لديه عذر، وإذا كان داخل البلد فقد وجبت عليه الجمعة حتّى لو لم يسمع النداء، والله ورسوله أعلم.[7]
شاهد أيضًا: صلاة الجمعة للمسافر هل تقصر مع العصر
كيفية صلاة الجمعة في البيت للنساء
إنّ صلاة الجمعة لا يمكن أن تصحّ إلّا في جماعة، وبناءً على ذلك فلا يجب على المرأة صلاة الجمعة، وإنّما حضورها للمسجد وصلاتها الجمعة فيه فيجزيها الله -سبحانه وتعالى- عن ذلك خير الجزاء، وإنّ عدم ذهابها للمسجد لأداء الصلاة لا يجعلها آثمة، وقد بيّن أهل العلم أنّه لا صلاة جمعة في البيوت لا للنساء ولا للرجال، وإنّما يجب على المرأة أن تصلّى أربعة ركعات صلاة الظهر، والله ورسوله أعلم.[8]
شاهد أيضًا: متى ساعة الاجابة يوم الجمعة
صلاة الجمعة في البيت كم ركعة مقالٌ فيه تمّ التعريف بصلاة الجمعة وبيان الفضائل التي خصّها الله ورسوله لهذا اليوم العظيم، كما بيّن المقال حكم صلاة الجمعة في البيت في ضوء الكتاب الكريم والسنّة النبويّة الشريفة، إضافةً إلى بيان كيفية صلاة الجمعة في البيت للنساء.