جدول المحتويات
ما اول وصيه وصى بها لقمان ابنه هو ما سيتضمّنه هذا المقال، وإنّ الرّجل الصّالح لا يغرز إلّا كلّ صالحٍ ونافعٍ في نفوس أولاده فيخرج منهم جيلٌ يكون من خيرة الأجيال فيه العلماء والأطبّاء والمهندسين والأئمّة فيأثّرون في المجتمع الإسلاميّ ويصلحون كلّ ماهو غير صالحٍ لتنبت في هذا المجتمع بذور الخير وتتجلّى فيه ملامح الدّين الإسلاميّ بشكلٍ واضحٍ ويعيدوا بذلك مجد الإسلام وقوّته.[1]
لقمان الحكيم
لقمان الحكيم هو مولى أعتقه سيّده وولّلاه تعالى خلافة الأرض والحكم فيخا بالقسط والعدل قبل النّبيّ داوود عليه السّلام وقد منّ الله سبحانه وتعالى عليه بالحكمة والعدل والقول الصّائب والرّأي السّديد، فكان يعظ النّاس ويدلّهم على طريق الحقّ والهداية ولم يكن نبيّاً كما يظنّ البعض بل هو رجلٌ حكيم ٌ لا غير وعبدٌ مطيعٌ من عباد الله تعالى وقد عاصر النّبيّ داوود عليه السّلام وقيل عنه أنّه كان قاضياً بين بني إسرائيل عندما حكم نبيّ الله داوود أمّا عن اسمه ونسبه فهو لقمان بن ياعور كما قيل عنه أنّه ابن أخت النّبيّ أيّوب عليه السّلام وقيل أنّه ابن خالته وقد عاش في بلاد النّوبة أي في جمهوريّة مصر حاليّاً، وروي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حديثٌ يتحدّث به عن لقمان الحكيم كما ذكرت أقواله في القرآن الكريم وكرّمه الله تعالى بسورةٍ باسمه والثّناء عليه فيها فقد استخدم ذكائه وحكمته فيما يرضي الله تعالى لا ما يغضبه ويحلّ سخطه وكانت حكمته هي سبب تحرره من العبوديّة وقد أوصى لابنه بعشرٍ من الوصايا الحكيمة الّتي يجب أن يتّبعها كلّ مسلمٍ يبتغي مرضاة الله تعالى والجنّة وقد ذكرت في القرآن الكريم في سورة لقمان، فما اول وصيه وصى بها لقمان ابنه ؟[2]
شاهد أيضًا: أين نزلت سورة لقمان
ما اول وصيه وصى بها لقمان ابنه
كان لقمان شديد الحكمة والذّكاء والفطنة نيّر الذّهن كثير التّفكّر بخلق الله تعالى وقدرته وإبداعه كما روي عنه أنّه كان كثير الصّمت قليل الكلام وإذا تكلّم نطق الدّرر والحكم والمواعظ الّتي تفيد النّاس وتوجّههم في الكثير من المواقف العصيبة الّتي تعرقل حياتهم وقد رزق الله تعالى لقمان ولداً ذكراً كان يحبّه حبّاً شديداً بل هو أشدّ النّاس قرباً من قلبه وقيل عنه أنّه كان رقيق القلب معه رحيماً به ربّاه على القيم والمبادئ السّامية وأنشاأه على حبّ الله تعالى وطاعته وعلّمه ما تعلّمه وما أعطاه الله تعالى من علمٍ وحكمةٍ وقد أوصى لقمان الحكيم لابنه بعشر وصايا ليمشي عليه في حياته فتكون له عزّاً في الدّنيا وذخراً في الآخرة وكانت أول وصاياه وهي أعظمهم هي ما جاء في حديث نبويّ شريفٍ وهو: “لَمَّا نَزَلَتْ: {الَّذِينَ آمَنُوا ولَمْ يَلْبِسُوا إيمانَهُمْ بظُلْمٍ} شَقَّ ذلكَ علَى أصْحابِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وقالوا: أيُّنا لا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ليسَ هو كما تَظُنُّونَ، إنَّما هو كما قالَ لُقْمانُ لاِبْنِهِ: {يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ باللَّهِ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}”،[3] وبذلك فإن إجابة سؤال ما اول وصيه وصى بها لقمان ابنه هي أن لا يشرك بالله تعالى شيئاً وأن يعبده وحده سبحانه وتعالى دون شريك وإخباره بأنّ الشّرك بالله تعالى ظلمٌ عظيمٌ للنّفس والله أعلم.[2]
التحذير من الشرك بالله
إنّ الشرك بالله تعالى لهو من أعظم الذّنوب وأكبرها وفيه من الأذى والعقاب أشدّه وأعظمه في الدّنيا والآخرة فقد عذّب الله تعالى الأقوام المشركين البّذين أعرضوا عن دعوة الرّسل والأنبياء واستكبروا عليها وأصرّوا على شركهم وعبادتهم لغير الله سبحانه وتعالى فأهلكهم الله تعالى في الدّنيا وأعدّ لهم نار جهنّم خالدين فيها في الآخرة، والشرك بالله سبحانه وتعالى فيه ظلمٌ عظيمٌ للنّفس وإثمٌ كبيرٌ يرتكبه الإنسان بحقّ نفسه فبه يقود الإنسان نفسه للعقاب والخسران في الدّنيا والآخرة وقد حذّر الله تعالى عباده من الإشراك به شيئاً وذكر ذلك في العديد من المواضع في القرآن الكريم كما شدّد النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام هذا التّحذير على أصحابه وبيّن لهم أنواع الشّرك ليبتعدوا عنه وعن مقدّماته والشّرك بالله تعالى على نوعين هما أصغرٌ لا يخرج من ملّة الإسلام ولا يؤدّي بصاحبه إلى الخلود في نار جهنّنم لكنّه يذوق العذا فيها على ما أشرك ونوعه الّثاني هو شركٌ أكبرٌ وهذا الشّرك أعظم يكفّر صاحبه ويردّه عن الدّين الحنيف ويوجب خلوده في نار جهنّم يوم القيامة وينطوي تحت هذين النّوعين فصولٌ عديدةٌ وصورٌ كثيرةٌ للشرك وجب للمسلم أن يتجنّبهما ويبتعد عن مقدّماتهما وعلى المؤمن أن يتذكّر دائماً ما اول وصيه وصى بها لقمان لابنه وهي ألا يشرك بالله تعالى شيئاً فيخلص النّيّة لله سبحانه وتعالى في قيامه وقعوده وعبادته وصلاته وعمله لينال رضاه وثوابه وجنّته الواسعة بإذن الله تعالى وينجو من عذاب النّار يوم القيامة والله أعلم.[4]
وصايا لقمان العشرة
منّ الله تعالى على لقمان بالحكمة وسداد الرّأي وحسن وطيب القول والفعل ورزقه ولداً كان أحبّ إليه من نفسه وقد زرع بذور الصّلاح في قلبه منذ صغره وأعطاه من العلم الّذي آتاه إيّاه الله سبحانه وتعالى وقبل موته أوصى لابنه بعشر وصايا تكون له ذخرأ في حياته مقياساً لتصرّفاته وسلكه ومعاملاته مع النّاس من حوله وليعلّمها بدوره لأولاده وقد كانت هذه الوصايا مواعظ يتّعظ بها النّاس وينتفعون منها في كلّ الازمان وقد وردت جميعها في سورة لقمان بدءاً من الآية الثّالثة عشرة فما اول وصيه وصى بها لقمان ابنه؟ ووصاياه هي بترتيب الآيات:[5]
- التّنبيه والتحذير من الشرك والكفر بالله تعالى وأنّ الشرك إثمٌ عظيمٌ وظلمٌ للنّفس.
- طاعة الوالدين وبرّهما وخاصّةً الأمّ لما عانته في الحمل والإنجاب والرّضاعة والتّربية والقيام على أمرهما إلى أن يلاقيا ربّهما.
- اجتناب التّعدّي على حدود الله تعالى واستشعار مراقبته في السرّ والعلن.
- أداء الصّلاة بإخلاصٍ وعلى أكمل وجهٍ.
- أمر النّاس بالمعروف والخير والصّلاح ونهيهم عن كلّ ضلالةٍ وفسادٍ ومنكر.
- معاملة النّاس بإحسانٍ وطيبةٍ والصّبر في التّعامل معهم.
- الابتعاد عن التكبّر والغرور والإعجاب بالنّفس وأنّ الله تعالى لا يحبّ الفخورين والمستكبرين فمئواهم جهنّم وعذابها.
- التّشجيع والحثّ على التّحلّي بالتّواضع في كلّ شيءٍ.
- التزام آداب الحديث مع الوالدين والأقارب والغرباء وفي كلّ مكان.
العبرة المستفادة من وصايا لقمان
ورد سابقاً ما اول وصيه وصى بها لقمان ابنه وكانت الإجابة أنّ اوّل وصيّةٍ لابنه كانت التّحذير من الشّرك بالله سبحانه وتعالى وتسع وصايا أخرى معها ثمثّل منهجاً متكاملاً وجب لكلّ أبٍ وأمٍّ أن يربّيا أولادهما على هذا المنهج الإسلاميّ الّذي ينمّي في قلوب الأبناء النّبات الصّالح فيقطف الأبناء ثمار هذا النّبات في كبرهم فإن مشى كلّ فردٍ في المجتمع على هذا المنهج الحكيم صلح المجتكع وعاد كسابق عهده كما أسّسه النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وأصحابه رضوان الله عليهم فكلّ فردٍ في المجتمع يؤثّر ويتأثّر بما حوله ووصايا لقمان الحكيم يجب أن تكون دستوراً في كلّ أسرةٍ يمتثل جميع الأفراد فتعيش الأسرة في جوٍّ من طاعة الله تعالى وحبّه والإخلاص له وطاعة الوالدين واحترام المجتمع والله أعلم.[5]
شاهد أيضًا: استدل من سورة لقمان على أهمية العقيدة الإسلامية
ما اول وصيه وصى بها لقمان ابنه مقالٌ تحدّث عن التّربية الصّالحة وعن لقمان الحكيم وكذلك أجاب عن سؤال ما اول وصيه وصى بها لقمان ابنه كما تحدّث عن التحذير من الشرك بالله سبحانه وتعالى وذكر وصايا لقمان العشرة والعبر المستفادة من وصايا لقمان.
المراجع
- ^ alukah.net , من روائع وصايا الآباء للأبناء (1) , 01/02/2021
- ^ marefa.org , لقمان الحكيم , 01/02/2021
- ^ صحيح مسلم , مسلم/عبدالله بن مسعود/124/صحيح
- ^ alukah.net , التحذير من الشرك , 01/02/2021
- ^ alukah.net , وصايا لقمان التربوية , 01/02/2021