جدول المحتويات
من هو مؤلف كتاب الجامع لاحكام القران، فإن المكتبة العربية تذخر بالكثير من المؤلفات الأدبية والعلمية، والتي لها تأثير كبير على الساحة العلمية، كما يفخر التاريخ الإسلامي بالكثير من المؤلفين، الذين لهم الفضل بإغناء المكتبة العربية بمؤلفاتهم العبقرية، وفي هذا المقال سنعرف من هو مؤلف كتاب الجامع لاحكام القران.
من هو مؤلف كتاب الجامع لاحكام القران
إنّ مؤلف كتاب الجامع لاحكام القران هو إلامام القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي الأندلسي القرطبي المفسر، ولد بقرطبة من بلاد الأندلس وتعلم فيها العربية والشعر إلى جانب تعلمه القرآن الكريم، وتلقى بها ثقافته الواسعة في الفقه والنحو والقراءات، كما درس البلاغة وعلوم القرآن وغيرها، ثم قدم إلى مصر واستقر بها، وكانت وفاته، بصعيدها ليلة الإثنين التاسع من شهر شوال سنة 671هـ. وقبره يزار الآن بالمنيا بشرق النيل. وكان من عباد الله الصالحين والعلماء العارفين، زاهدا في الدنيا مشغولا بما يعنيه من أمور الآخرة، قضى عمره مشغولا بين عبادة وتأليف، قال عنه الشيخ الذهبي: إمام متقن متبحر في العلم، له تصانيف مفيدة تدل على كثرة اطلاعه، ووفور علمه. [1]
شاهد أيضًا: من هو مؤلف كتاب البداية والنهاية
كتاب الجامع لاحكام القران
وهو كتاب التفسير المعروف، والذي أصبح ذكره لصيقًا بذكر الإمام القرطبي؛ ذلك أن هذا التفسير هو أبرز مؤلفاته، هذا من جهة، ومن جهة أخرى؛ فإنه من أعظم كتب التفسير، فقد جمع في تفسير القرآن كتابًا كبيرًا في اثني عشر مجلدًا، وهو من أجلِّ التفاسير وأعظمها نفعًا، حيث أسقط منه القصص والتواريخ، وأثبت عوضها أحكام القرآن، واستنباط الأدلة، وذكر القراءات، والإعراب، والناسخ والمنسوخ، وقد سارت بتفسيره الركبان، وهو تفسير عظيم في بابه.
شاهد أيضًا: من هو مؤلف كتاب البيان والتبيين
منهج الامام القرطبي في التفسير
سار الإمام القرطبي في تفسيره للقرآن الكريم على منهج فريد من نوعه، لم يسبقه إليه أحد، ونجد ذلك في النقاط الآتية:
- قدَّم المؤلف لتفسيره مقدمة حافلة ببيان فضائل القرآن وآداب حملته، ثم أوضح مقصده وباعثه على كتابة هذا التفسير بقوله: “وعملته تذكرةً لنفسي، وذخيرةً ليوم رَمْسِي، وعملاً صالحًا بعد موتي.
- التزم الأمانة العلمية، والموضوعية في الإفادة من أسلافه، فقال: “وشرطي في هذا الكتاب إضافة الأقوال إلى قائليها، والأحاديث إلى مصنفيها، فإنه يُقال: من بركة العلم أن يضاف القول إلى قائله”.
- وكان لا يقف في تفسير القرآن عند حدِّ ما رُوي من ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، بل يتخذ ما أُوتيه من أدوات العلم وسيلةً يستعين بها على فهمه.
- وكان يقصد إلى تفسير القرآن الكريم ببيان التعبير القرآني وأسراره ومنزلته من الكلام العربي، ومن هنا عُنِي باللغات والإعراب والقراءات.
- وكان القرطبي في هذه المباحث أو المسائل ينتقل من تفسير المفردات اللغوية وإيراد الشواهد الشعرية، إلى بحث اشتقاق الكلمات ومآخذها، إلى تصريفها وإعلالها، إلى تصحيحها وإعرابها، إلى ما قاله أئمة السلف فيها، إلى ما يختاره المؤلف أحيانًا من معانيها.
- وأحسن بعزو الأحاديث إلى مخرِّجيها من أصحاب الكتب الستة وغيرهم، وقد يتكلم على الحديث متنًا وسندًا، قبولاً وردًّا.
- وكان القرطبي يبين أسباب النزول، ويذكر القراءات واللغات ووجوه الإعراب، وتخريج الأحاديث، وبيان غريب الألفاظ، وتحديد أقوال الفقهاء، وجمع أقاويل السلف، ومن تبعهم من الخلف
- وأضرب عن كثير من قصص المفسرين، وأخبار المؤرخين والإسرائيليات، وذكر جانبًا منها أحيانًا؛ كما ردَّ على الفلاسفة والمعتزلة وغلاة المتصوفة وبقية الفرق، ويذكر مذاهب الأئمة ويناقشها، ويمشي مع الدليل.
اهم مؤلفات الامام القرطبي
الجامع لأحكام القرآن، والمبين لما تضمَّنه من السنة وآي الفرقان، التذكار، في أفضل الأذكار، التذكرة، بأحوال الموتى وأمور الآخرة، قمع الحرص بالزهد والقناعة، ورد السؤال بالكتب والشفاعة، وكتاب الأسنى، في أسماء الله الحسنى، وكتاب شرح التقصي، وأرجوزة جمع فيها أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، والتقريب لكتاب التمهيد لابن عبدالبر، ورسالة في ألقاب الحديث، والمصباح في الجمع بين الأفعال والصحاح، والقضية، والإعلام بما في دين النصارى من المفاسد والأوهام، وإظهار محاسن دين الإسلام، والمقتبس في شرح موطأ مالك بن أنس، واللمع اللؤلؤية في شرح العشرينات النبوية، وقد ذكره القرطبي في تفسيره، ومنهج العباد، ومحجة السالكين الزهاد. [2]
شاهد أيضًا: من هو مؤلف كتاب رسالة الغفران
صفات مؤلف كتاب الجامع لاحكام القران
بعد معرفة من هو مولف كتاب الجامع لاجكام القران، يجب أن نعرف صفاته، فقد امتلك الإمام القرطبي كل الصفات الحسنة، والأخلاق العالية، حيث كان مثالًا يحتذى للجميع، ومن أبرز هذه الصفات ما يأتي:
- زهد القرطبي وورعه: كان القرطبي من الزهد والورع بمكان، حيث أثنى عليه المؤرخون لتحلِّيه بهذه الصفات الحميدة، فهو يشكو دائمًا من كثرة الفساد، وانتشار الحرام، كما يذم الغِنَى الذي يجعل صاحبه مزهوًّا به، بعيدًا عن تعهُّد الفقراء
- شجاعة القرطبي وجرأته في الحق: كان ممن لا تأخذه في الله لومة لائم، إذ يقول في كتاب التذكرة: “هذا هو الزمان الذي استولى فيه الباطل على الحق، وتغلَّب فيه العبيد على الأحرار من الخلق، فباعوا الأحكام، ورضي بذلك منهم الحكام، فصار الحكم مكسًا، والحق عكسًا لا يوصل إليه، ولا يقدر عليه، بدَّلوا دين الله، وغيَّروا حكم الله، سمَّاعون للكذب أكَّالون للسحت.
- بساطة القرطبي وتواضعه: فقد كان رحمه الله، يُعنى بمظهره دون تكلف وبذخ؛ إذ كان يمشي بثوب واحد مما يدل على رقة حاله، وأنه لم يصب من الغنى ما يجعله يعيش حياة مترفة.
- الجدية ومضاء العزيمة في حياة القرطبي: كرَّس حياته للعلم والمطالعة والتأليف، دون أن يُؤثَر عنه ملل أو سَأَم، أو يُعرف عنه أنه كان يتوقف عن ذلك لراحةٍ أو استجمام.
- أمانة الإمام القرطبي: يلتزم الأصول العلمية، ويتبع أساليب العلماء الفضلاء الذين لا يعنيهم إلا أن يثبتوا الفضل لأهله، ويتورعوا عن أن ينسبوا لأنفسهم ما ليس لهم. وهذه هي الأمانة العلمية التي يعمل علماء العالم الآن على تأصيلها، وتثبيت قيمها.
- اجتهاد الإمام القرطبي وكثرة مطالعته: كانت كل أوقاته معمورة بين توجه للعبادة أو التصنيف، وهذا شأن العلماء، وسمة العارفين الفضلاء، ومنشأ هذه الميزة في شخصيته العلمية هي جديته في الحياة، ومضاء عزيمته.
شيوخ الامام القرطبي وتلامذته
تتلمذ الإمام القرطبي على يد كبار الشيوخ والعلماء، حيث أخذ منهم العلم النافع، وأعطاه لتلاميذه، ومن أبرز شيوخ الإمام القرطبي وتلامذته، ما يأتي: [3]
- شيوخ الامام القرطبي: ابن فتوح الأزدي الإسكندراني المالكي، وابن الجُمَّيْزِيّ، وهو العلامة بهاء الدين أبو الحسن علي بن هبة الله بن سلامة المصري الشافعي، وأبو العباس ضياء الدين أحمد بن عمر بن إبراهيم المالكي القرطبي، والحسن البكري، وهو الحسن بن محمد بن عمرو التَّيْمِيُّ النيسابوري.
- تلامذة الامام القرطبي: من أشهر تلاميذه ابنه شهاب الدين أحمد، وأبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير بن محمد بن إبراهيم بن الزبير بن عاصم الثقفي العاصمي الغرناطي، وإسماعيل بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الصمد الخراستاني، وأبو بكر محمد ابن الإمام الشهيد كمال الدين أبي العباس أحمد بن أمين الدين أبي الحسن علي بن محمد بن الحسن القسطلاني المصري، وضياء الدين أحمد بن أبي السعود بن أبي المعالي البغدادي، المعروف بالسطريجي.
شاهد أيضًا: من هو مؤلف كتاب تاريخ الخلفاء
ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم من هو مؤلف كتاب الجامع لاحكام القران، فهو الإمام القرطبي، الذي كان من خيرة المؤلفين الذين كتبوا أسمائهم بأحرف من ذهب في التاريخ الإسلامي.
المراجع
- ^ islamweb.net , الإمام القرطبي صاحب كتاب التفسير الجامع , 22-05-2021
- ^ alukah.net , ترجمة الإمام القرطبي , 22-05-2021
- ^ ar.islamway.net , الإمام القرطبي , 22-05-2021