أين يقع دير سانت كاترين

أين يقع دير سانت كاترين

أين يقع دير سانت كاترين السيانية ؟  كثيرًا ما يخلط البعض بين القديسة كاترين السيانية، التي تحتفل الكنيسة بعيد انتقالها يوم ٢٩ نيسان من كل عام، وبين القديسة كاترين السينائية، المعروفة باسم القديسة كاترينا المصرية. في الواقع هما شخصيتان مختلفتان، وفي مقالتنا التالية في موقع محتويات، سنوضح لماذا سميت سانت كاترين بهذا الاسم . كما وسنعرض قصة سانت كاترين، ومميزات دير سانت كاترين وموقعه. بالإضافة إلى العديد من المعلومات عن كل من القديستين.

أين يقع دير سانت كاترين

يقع دير سانت كاترين على الخريطة (السينائية) في مصر في جبل كاترين في جنوب سيناء على هضبة يصل ارتفاعها إلى نحو 1600 متر، في جبل كاترين، الذي ويبعد 300 كيلو مترًا عن قناة السويس، ومن ضمن المعلومات عن دير سانت كاترين، أن المناخ السائد في محيطه، معتدل في الصيف. بينما مناخ سانت كاترين في الشتاء فيكون شديد البرودة، وتكسوه الثلوج. كما يتضح من شكل دير سانت كاترين، أنه أقدم الأديرة في العالم. كذلك ويعرف بدير طور سيناء الأرثوذكسي، في جبل (حوريب)، الذي صعده سيدنا موسى وحصل على لوح الوصايا العشر. في الواقع، فإن وهذا الموقع مقدس في الديانات السماوية الثلاث، ويسميه المسلمون (جبل موسى). ومعنى كلمة سانت كاترين (القديسة كاترين). بينما يحتفل بعيد استشهاد القديسة كاترين، على مدى ثلاثة أيام، تبدأ بتاريخ 7 كانون لأول من كل عام. بينما يقع دير سانت كاترين السيانية في مدينة سيينا في إيطاليا في بيت القديسة كاترينا الذي ولدت وترعرعت فيه. [1] [2]

شاهد أيضًا: لماذا سميت الكنيسة المعلقة بهذا الاسم

قصة القديسة كاترينا

في سياق البحث عن أين يقع دير سانت كاترين السيانية، فقد وُلدت القديسة كاترينا بينينكاسا وشقيقتها التوأم جيوفانا، بتاريخ ٢٥ آذار/ مارس من عام ١٣٤٧م، في مدينة سيينا في إيطاليا، ولقّبت بالسيانية نسبةً لهذه المدينة (تمييزًا لها عن القديسة كاترينا الإسكندرية)، في أسرة من الطبقة الوسطى، وكان عدد إخوتها 24، عاش نصفهم وتوفي نصفهم في مرحلة الطفولة والشباب. كذلك وتميزت منذ طفولتها بذكاء حاد وبالفطنة، وبالإيمان القويّ، وبحبها للمرح، حتى أن والديها كانا يلقبانها فروسينية، الذي معناه باللغة اليونانية (فرح أو بهيجة). بينما ويروي الأب الروحي الخاص بكاترينا، الطوباوي ريموند من كابوا، أن السيد المسيح قد تراءى لكاترين في ظهوره الأول، فبدا جالسًا مع الرسل بطرس ويوحنا وبولس حين كانت تتنزه بجوار منزلها. كما وكانت حينها لا تتجاوز الخامسة من عمرها. كذلك وعندما بلغت سن السابعة، نذرت حياتها لخدمة الله. وفي سن السادسة عشرة، توفيت شقيقتها، فأراد والداها تزويجها من زوج أختها. الأمر الذي استنكرته كاترينا، وتعبيرًا عن رفضها أضربت عن الطعام، وكانت والدتها تحثها على الاهتمام بمظهرها، كي تلفت انتباه الشبان الراغبين في الزواج. كذلك وعبرت عن احتجاجها بقصّ شعرها الطويل، ورفضت كل عروض الزواج من الخطّاب. عاشت كاترين حياةً النسك، والتزمت بالصلوات لخدمة المسيح في منزلها، متّبعة بذلك الأسلوب الدومينيكاني. فرضخ أبوها لرغبتها. وحين بلغت القديسة الثامنة عشرة من العمر، تراءى لها القديس دومينيك، وطلب منها الانضمام إلى (رهبنة القديس دومينيك الثالثة)، التي تحمل اسمه، وهكذا فعلت. فلبست الثوب الرهباني، وبقيت في منزل عائلتها، ملتزمةً بحياة التأمل والخلوة والصمت والصلاة مدة ثلاث سنوات. بعدها في سن الحادي والعشرين ظهر لها السيد المسيح يخطبها عروسًا، ويقدم لها خاتمًا. كما وطلب منها الخروج من عزلتها وخدمة الفقراء. وهكذا بدأت الانطلاق في عملها البشاري، وحياتها الرسولية. فالتفّت حولها الجموع من النساء والرجال ورجال الدين. [1]

أعمال كاترينا وإنجازاتها

من خلال بحثنا حول أين يقع دير سانت كاترين، وانطلاقًا من اهتمامها بأمور الشعب وخدمة المجتمع. كما وتميزت كتاباتها بكونها جليلة التعليم، دقيقة في معانيها، رفيعة الوحي، جزيلة الفائدة للمؤمنين، ومرشدة لهم في حياتهم الروحية. ونذكر من أهم أعمالها: [1] [2]

  • وجهّت رسائل تخص معاناة عامة الناس، إلى الحكام والباباوات، التي لاقت منهم آذانًا صاغية.
  • كما وتركت نحو 380 رسالة، و26 صلاةً، وألفت 4 أطروحات حملت اسم (حوار العناية الإلهية). شرحت من خلالها تجاربها المختلفة، وحياة الرهبنة والخدمة، وعن (الصومعة الداخلية) التي كانت تأوي إليها لمعرفة حقيقة الله ومقاصده، والذات. وكثيرًا ما كانت تدعو الطوباوي ريموند من كبوا إلى (بناء صومعة في عقله لا يمكن الهروب منها). لأنها في داخله. كما وفي حياتها الأسرية طرحت تشبهًا لوالدها بالسيد المسيح، ووالدتها بمريم العذراء، وإخوتها بالرسل الأطهار.

شاهد أيضًا: اين تقع كنيسة سيستين

معلومات عن القديسة كاترين

بعد أن وضحنا اين يقع دير سانت كاترين المصرية، نورد فيما يلي بعض المعلومات عن القديسة كاترين السيانية، والتي هي على الشكل التالي: [1] [2]

  • عملت على توسيع نطاق خدمتها ليتعدى مجتمعها المحلي، وسافرت لعدة مناطق بهدف الدعوة إلى إصلاح الكنيسة.
  • في عام ١٣٧٥ م توجهت إلى مدينة بيزا لتمنع انضمام مدينتَي بيزا ولوكا في إيطاليا إلى الرابطة المناهضة للبابا غريغوري الحادي عشر.
  • في عام ١٣٧٦ م، قررت كاترينا اتخاذ إجراءات كي تدعم السلام داخل الكنيسة في إيطاليا، بعد أن حَظَر البابا غريغوري الحادي عشر مدينة فلورنسا، فتوجهت إلى مدينة أفينيون في فرنسا للتوسط من أجل مساعي السلام بين فلورنسا وروما، إلا أنها لم توفّق في مسعاها بادئ الأمر ثم استطاعت تحقيق السلام بينهما.
  • تجنبها البعض، ونادوا بالحذر منها، حتى أن رهبنة الدومينيكان العامة، قد استدعتها إلى فلورنسا واستجوبتها قبل انتقالها بست سنوات.
  • عادت كاترينا إلى سيينا عام ١٣٧٧ م، وأسست ديرًا للراهبات. كذلك وألفت كتاب (حوار العناية الإلهية)، الذي يعدّ تحفة في الأدب الروحي.
  • دعت قديسة سيينا الخدام المقدسين والبابا، الذي كانت تسميه (مسيح الأرض العذب)، ليكونوا أمناء على مسؤولياتهم، بدافع محبتها العميقة، وغيرتها الثابتة على الكنيسة.
  • تعرضت كاترينا لمحاولة اغتيال فاشلة في شهر مارس/ آذار ١٣٧٨م. كما وتوفي البابا غريغوري أثناء أعمال الشغب، إثر اندلاع ثورة تشيومبي (Ciompi) في فلورنسا.
  • بعد أن حلّ السلام بين روما وفلورنسا، عادت كاترينا إلى فلورنسا، في شهر تموز/ يوليو عام ١٣٧٨ م، تزامنًا مع الانشقاق الكبير للكنيسة الغربية. بينما في تشرين الثاني توجهت إلى روما بطلب من البابا الجديد أوربان السادس. وبقيت فيها سنتين كانتا الأخيرتين في حياتها، قضتهما في التعبد والصلاة، والتضرع من أجل وحدة الكنيسة، التي كانت القضية الجوهرية للبابا أوربان السادس. كما وبذلت جهودًا حثيثة لإقناع رجال الدين والنبلاء بشرعية البابا من خلال مجموعة من الرسائل التي كتبتها.
  • هاجمتها الشياطين وهي تحتضر، وكانت تظهر عليها آثار ضربها وإيذائها، على رأسها وذراعيها، وكانت تتحمل بألم وصمت.

وفاة سانت كاترين

شهدت القديسة كاترينا السيانية، وفي ديرها الذي يقع في سيينا، ظهور علامات جروحات السيد المسيح، في أجزاء من جسدها، لا سيما إكليل الشوك، حيث كانت أول من تجلت عليها هذه الظاهرة، وذلك في عام 1375 م، وكانت قد تضرعت إلى السيد المسيح أن يخصها بهذه النعمة، وقد كانت تشعر بها لوحدها، وتتحمل آلامها بصمت وصبر. بينما توفيت القديسة كاترينا إثر إصابتها بسكتة دماغية أصابتها بالشلل، بتاريخ ٢٩ نيسان/ إبريل عام ١٣٨٠ م، في مدينة روما، وقد ناهز عمرها الثالثة والثلاثين سنة. كذلك وتم تطويب كاترينا كقديسة في عام ١٤٦١م. بينما في عام ١٨٦٦م أعلنها البابا بيوس التاسع شفيعة لروما. بينما أعلنها البابا بيوس الثاني عشر شفيعة إيطاليا هي والقديس فرنسيس الأسيزي وذلك في عام ١٩٣٩م. في حين أنه في شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام ١٩٧٠م، أعلنها البابا بولس السادس، مع القديسة تيريزا الأفيلية، أول امرأتين تحملان لقب (معلمة الكنيسة) في التاريخ أو (ملفانة ). كذلك وأعلنها البابا يوحنا بولس الثاني في عام ١٩٩٩م شفيعة لأوروبا. كما ودعيت بالأم كاترين. [1]

اقوال القديسة كاترينا السيانية

للقديسة كاترين السيانية العديد من الأقوال التي تعبر عن أفكارها وإيمانها، والتي قالتها في مناسبات عدة، ومنها حيث يقع دير سانت كاترين الذي كان منزلها. وقد دلت على سمو وغنى معرفتها اللاهوتية. وفيما يلي نعرض بعضًا منها:[2]

  • قبل وفاتها قالت القديسة كاترين: “فيما أتركُ جسدي، فقد قضيت وقدمت حياتي في الكنيسة، ومن أجل الكنيسة المقدسة. الأمر الذي أعتبرهُ نعمةً استثنائيةً.”
  • “إذا كنت ما ينبغي أن تكون، فسوف تُشعل النار في إيطاليا”، والذي كررته مرارًا بمعنى “كن ما يريدُك الله أن تكونه وستُشعِل النار في العالم“.
  • لرجال الدين وخدام كلمة الله قالت: “لخادم الله … كل مكان هو المكان المناسب، وكل زمان هو الزمن المناسب”.
  • “الدموع التي تُذرَف على الصلاة المُستجابة، أكثر من التي تُذرف على الصلاة غير المُستجابة”.
  • “أعلنوا الحق ولا تسكتوا بسبب الخوف”.

بذلك، نكون قد عرضنا العديد من المعلومات عن شخصيتين حملتا اسم كاترينا، ذاعت قداستهما وملأت الآفاق. كما ووضحنا أين يقع دير سانت كاترين. وقدمنا نبذة، هي غيض من فيض قديسة، كانت من أبرز الفلاسفة الكلاسيكيين واللاهوتيين، الذين أثروا الكنيسة الغربية، بمؤلفاتهم وإنجازاتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *