الفرق بين الحب والتعلق

الفرق بين الحب والتعلق، إن ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية هو عواطفه الجياشة، وأحاسيسه المرهفة من حزن وفرح وسعادة وألم وغضب وحقد وكره وحب وعشق وتعلق، حيث يعتبر الحب من أبرز هذه العواطف وأسماها، فما هو الحب، وما الفرق بينه وبين التعلق، كل هذا وأكثر سيتم توضيحه في المقال التالي المقدم من موقع محتويات والتطرق إلى مقارنة مفصلة بين الحب والتعلق.

الفرق بين الحب والتعلق

كثيرًا ما يخلط الناس بين هذين الشعورين، على الرغم من أن الحب هو الشعور بالسعادة والارتياح لمجرد أن يكون هذا الشخص موجودًا، أما التعلق فهو مختلف كليا، حيث يشعر الإنسان نفسه مرتبطاً كليًا بهذا الشخص، وكأن شيئاً ناقصاً في غيابه، والبعد عنه، وهذا ما يولد بداخله شعورًا بالقلق وعدم الارتياح بمجرد أن يكون هذا الشخص غير موجود، ويعود السبب في ذلك إلى المعاملة الخاصة التي يتلقاها من قبل هذا الشخص، والذي يشعره بأنه مميز عن غيره.[1]

شاهد أيضًا: ما هي مراحل الحب بالتفصيل

مفهوم الحب

يعتبر الحب من العواطف والأحاسيس السامية، التي لا يستطيع الإنسان الشعور بها بسرعة، فهو من المشاعر المحدودة التي لا تواجه الإنسان بشكل دائم، فمن أصعب أن يحب الإنسان شخصًا أو شيئًا بكل ما تعنيه الكلمة، ويتميز هذا الشعور عن غيره بأنه غالبًا ما يستمر لفترات طويلة، فلا يستطيع الشخص التخلي عنه، أو فقدانه بسهولة، وقد اختلف العلماء والأخصائيون في تفسير هذا الشعور، والحب بشكل عام هو ما يعبر عن الاهتمام بالطرف الآخر، والرغبة في البقاء إلى جانبه لأطول فترة ممكنة، والحرص على شعوره بالسعادة والسرور بشكل دائم، فعندما يحب فرد منا الآخر يتمنى أن يجعله الجزء الأكثر خصوصية من حياته، فبمجرد أن يشعر الإنسان بهذا الشعور، فهو يتمسك به ولا يتخلى عنه بسهولة، مهما كانت الظروف، وفي جميع الأحوال من حزن وغضب واختلافات، فالحب لا يتأثر ولا يتغير بتغير الظروف والمؤثرات.[2]

شاهد أيضًا: كلام عن الحب الحقيقي قصير

مفهوم التعلق

إن خير مثال لتوضيح مفهوم التعلق، هو علاقة الطفل الصغير بوالدته، وعند إسقاط هذا المفهوم على علاقات الأشخاص البالغين، فهو ارتباط الشخص بالشريك كليًا، بحيث يصبح جزءًا لا يتجزأ منه، بالإضافة إلى أن الشخص المتعلق غالبًا ما يشعر نفسه ناقصًا من دون الآخر، وهو يحتاج إليه في مختلف الأوقات، وهذا ما يعد سببًا رئيسيًا في التأثير على الحالة النفسية للشخص المتعلق.

علامات تدل على الحب

توجد الكثير من العلامات والدلائل التي تنذر الشخص بأنه قد وقع بالحب، ومنها نذكر:

• نسيان جميع الأشخاص الذين مروا بحياته في الماضي، والتركيز على الحبيب فقط.
• الإعجاب بكل ما يقوله الحبيب بشكل دائم، والحديث أمامه بدون قيود.
• التساؤل بشكل دائم حول ما يفعله هذا الشخص، وتخيل ذلك.
• الاستمرار في ذكر سيرة هذا الشخص أمام الحضور، والأصدقاء بشكل غير إرادي.
• وضع خطط حول المستقبل مع هذا الشخص.

علامات تدل على التعلق

غالبًا ما يظن الشخص نفسه قد وقع في الحب، ولكنه بعد انتهاء العلاقة سوف يكتشف أنه كان متعلقًا بالطرف الآخر لا أكثر، ومن أبرز العلامات التي تمكن الشخص من معرفة أنه متعلق وليس محباً نذكر:

• عدم تقدير الشخص لنفسه وذاته، وعدم ثقته بنفسه، والحاجة الدائمة لشيء يثبت له أنه موجود، وهذا ما يتوقه من تعلقه بالطرف الآخر.
• ميل الإنسان إلى رؤية الجوانب الإيجابية فقط للطرف الآخر وغض النظر عن سلبياته.
• التحكم بالشخص الآخر ومحاولة السيطرة عليه.
• التفكير بشكل مستمر بهذا الشخص، والتحول إلى مرحلة الهوس به.

مقارنة بين الحب والتعلق

ارتبط مفهوم الحب عند أغلب الأشخاص بمفهوم التعلق، وهذا ما جعل من الصعب التفريق والتمييز بينهما، والنقاط التالية تعتبر هي أوجه الاختلاف بين كل من الشعورين:

• الحب يبنى على الشعور بالبهجة لوجود شخص ما، بينما التعلق هو الشعور بالحزن في غياب هذا الشخص.
• العلاقات المبنية على الحب لا تحتاج إلى بذل مجهود للحفاظ عليها، بينما تلك المبنية على التعلق يحدث فيها الكثير من سوء التفاهم، وتحتاج إلى العديد من التنازلات لكي تستمر.
• الحب هو الاهتمام بشكل دائم بالشريك، إضافة إلى الثقة بأنه لن يتخلى عنك، بينما التعلق يغذي لدى الشخص مشاعر الخوف من فقدان الآخر، ويجعله يتساءل بشكل مستمر عن إمكانية فقدانه للطرف الآخر.
• إن الحب يبنى على مفهوم تمني الراحة والسعادة للشريك مهما كانت الظروف، بينما التعلق هو الرغبة بامتلاك الشخص الآخر، والسيطرة عليه، وإبقاؤه بالقرب منه حتى لو كان ذلك على حساب سعادة الطرف الآخر.
• إن أساس الحب هو التفاهم بين الطرفين، وعدم وجود خلافات تستدعي حلولاً جذرية، بينما في حالة التعلق تلاحظ غيرة مفرطة لدى أحد الطرفين، وتكون من دون مبرر، وناتجة عن مواقف غير هامة.

شاهد أيضًا: كلام جميل عن الحياة والحب

وفي الختام تكون قد تمت معرفة الفرق بين الحب والتعلق، كما تم ذكر أوجه الاختلاف بينهما، والتعريف بكلا المفهومين، مع شرح أهم العلامات الدالة على كل منهما.