اول ما دعا اليه الانبياء

اول ما دعا اليه الانبياء ، هو عنوان هذا المقال، ومعلوم أن الله -عز وجل- قد أرسل رسلا وأنبياء، لدعوة أقوامهم، فما هو أول ما دعا اليه الأنبياء؟ وما هو أقسام التوحيد؟ وما هي الأدلة على ذلك؟ كل هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة على هذه الأسئلة بشيء من التفصيل.

اول ما دعا اليه الانبياء

لقد كان أولَ ما دَعا إليهِ الأنبياءُ هو التوحيدُ، وهي دعوةُ جميعِ الرسلِ والأنبياء، والتي تعني عبادةُ الله -عزَّ وجلَّ- وحده من غير شريكٍ، وقد جاءت آياتٌ عديدة تدلُّ على ذلك، مثل قول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}،[1] وقول الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}.[2][3]

شاهد أيضا: أول ما يجب أن يبدأ به من يريد الدعوة إلى الإسلام

أقسام التوحيد

يُقسمُ التوحيدُ في الشرعِ الحنيفِ إلى ثلاثةِ أقسامٍ، وفي هذه الفقرة من مقال اول ما دعا اليه الانبياء سيتمُّ بيانُ هذه الأقسامِ بشيءٍ من الإيجازِ، وفيما يأتي ذكرُ ذلكَ:

توحيد الألوهية

يعرَّف توحيدُ الألوهيةِ على أنَّه إفرادُ الله -عزَّ وجلَّ- بالعبادةِ، فلا يُصلِّي المسلمَ إلَّا لله، ولا يصومَ لغير الله، ولا يذبح إلَّا لله،[4] وقد تضافرت الأدلةُ القرآنيةُ الدالةِ على توحيد الألوهيةِ وإفراده جلَّ وعلا بالتوحيد، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ ذكر بعضها، وفيما يأتي ذلك:[5]

• قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}.[6]
• قال الله تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ}.[7]
• قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}.[8]

شاهد أيضًا: اذكر دليلا على فضل الدعوة الى التوحيد

توحيد الربوبية

يعرَّف توحيد الربوبية على أنَّه إقرارُ العبدِ بأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- هو خالقُ ومالكُ كلِّ شيءٍ، وأنَّه هو الرازق والمحي والمميت، وبأنَّه هو النافعُ والضارُّ، وقد دلَّت عددٌ من الآياتِ القرآنيةِ على هذا التوحيدِ، وفيما يأتي ذكر بعضها:

• قال الله تعالى: {أَلاَ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.[9]
• قال الله تعالى: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللهُ}.[10]
• قال الله تعالى: {اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَي كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}.[11]

شاهد أيضًا: حكم العلم قبل الدعوة إلى الله

توحيد الأسماء والصفات

يعرَّف توحيد على أنَّه توحيد الله -عزَّ وجلَّ- وإفراده بأسمائه وصفاته، الواردة في القرآن الكريم، أو في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ أسماءَ الله ليست محصورة بما ذُكرَ في القرآنِ والسنة، بل هناكَ ما استأثر الله بعلمه، ودليل ذلك ما رُوي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: “ما أصاب أحدًا قط همٌّ و لا حزنٌ ، فقال : اللهمَّ إني عبدُك ، و ابنُ عبدِك ، و ابنُ أَمَتِك ، ناصيتي بيدِك ، ماضٍ فيَّ حكمُك ، عدلٌ فيَّ قضاؤُك ، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك ، أو أنزلتَه في كتابِك ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك”.[12]

شاهد أيضًا: من شروط الداعي إلى الله أن يكون على علم، و هدى، وبصيرة

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذ تمَّ فيه بيانُ أنَّ التوحيد هو اول ما دعا اليه الانبياء كما تمَّ في هذا المقال، بيان أنَّ للتوحيدِ ثلاثةُ أقسامٍ، وهن: توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات.