ترك إطعام الطعام مع القدرة عليه علامة على

ترك إطعام الطعام مع القدرة عليه علامة على أن الشخص غير معطاء، وقد حثنا الإسلام على إطعام الطعام، ومساعدة الآخرين ما استطعنا لذلك سبيلا، وترك إطعام الطعام هو من العادات المذمومة خاصة في المجتمعات العربيّة والإسلاميّة، وفي مقالنا التالي سوف نتعرف على ترك إطعام الطعام مع قدرتنا عليه ماذا يسمّى.

ترك إطعام الطعام مع القدرة عليه علامة على

فإن ترك إطعام الطعام مع القدرة عليه هو نوع من البخل، البخل: هو ضد الكرم والجود، وقيل بخل الرجل بكذا: أي أخفى ما عنده ولم يَجُد فيه، ويقال هو بخيل، جمعه بخلاء، والبخّال الشديد البخل، والبُخل: هو إمساك المقتنيات عما لا يحق حبسها عنه، وقال ابن حجر في تعريف البخل: البخل هو منع ما يُطلب مما يُقتنى، وشره ما كان طالبه مستحقًا، ولا سيما إذا كان من غير مال المسؤول، وأما معنى الشحّ: هو البخل بأداء الحقوق، والحرص على ما ليس له، والشحّ: هو بخل مع حرص، وقد ذمّ الإسلام البخل وعدّه من الخصال السيئة التي لا تحمد عقباها، وقد دلّت الكثير من الآيات الكريمة على عواقب البخل والشح ونتائجه وأضراره على الفرد والمجتمع ككل قال تعالى: {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ}[1]، فيُشرع للمسلم الابتعاد عن البخل وكل طريق يوصل له، والحرص على الكرم والجود لأنه من أخلاق المسلمين الأتقياء الذين امتدحهم الله تعالى في عدد من الآيات الكريمة، فالبخل أمر محرّم ومكروه يجب الابتعاد عنه كما أمرنا الله تعالى بذلك.[2][3]

شاهد أيضًا: الاصل البخيل هو

حدّ البخل في الشرع

ذكر العلماء في حدّ البخل أقوالاً منها:[4]

حد البخل: هو منع الزكاة، فمن أدّاها خرج من جواز إطلاق البخل عليه.

حد البخل: هو منع الواجبات من الزكاة، والنفقة، فعلى هذا لو أخرج الزكاة ومنع غيرها من الواجبات يعتبر الشخص بخيلاً.

حد البخل: هو فِعل الواجبات، والمكرمات، فلو أخلّ بالثاني وحده كان بخيلاً.

وقال ابن القيم: أن البخيل هو من منع ما وجب عليه ، فمن أدى الواجب عليه لم يسمَّ بخيلاً، ولكن البخيل مانع ما يستحق عليه إعطاؤه وبذله، ويجب على الرجل أن ينفق على أولاده وزوجته بالمعروف، والنفقة تشمل الطعام والشراب والملبس والمسكن، وتكون النفقة بحسب قدرة الرجل واستطاعته بالمعروف، فالنفقة تختلف باختلاف الإيسار والإعسار: فمن كان غنيًا وضيّق على زوجته وأولاده يعتبر بخيلاً، ومن كان معسرًا، أنفق بحسب قدرته ولا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها.

شاهد أيضًا: دعاء الضيق والهم والحَزَنِ قصير

الآثار المترتبة على البخل والشحّ

هناك عدد من الآثار المترتبة على البخل والشحّ، ومن أهم هذه الآثار:[5]

• الحرمان من الأجر المترتب على الإنفاق في أبواب الخير كلها.
• البخل سبب في ضعف الإيمان واختفائه ونقصانه، لما فيه من سوء ظن بالله تعالى.
• كراهية الناس وبعدهم عن الشخص البخيل، فهو مكروه حتى من أقرب الناس له كزوجته وأبنائه وأقاربه، بل قد يصل الأمر ببعض القريبين منه بالدعاء عليه بالموت حتى يستطيعوا التنعّم بما خلفه من أموال.
• البخل سبب لحرمان الرزق، فكما أن الإنفاق سبب في زيادة الرزق وسعته، فإن البخل سبب في تضييقه.
• البخل يوقع صاحبه في الإثم، بسبب منعه لما يجب عليه من حقوق وواجبات.
• حرمان الشحيح البخيل لنفسه وغيره من طيب الحياة وملذاتها المشروعة.
• البخل يؤدي إلى تعريض مال الغني للضياع والنهب والسرقة والأحقاد، وفي عصرنا وغيره من العصور نرى الحملات على الأغنياء والمترفين وانتشار نظريات الاشتراكيّة لبناء أركان الرأسمالية.
• البخل سبب في كشف عيوب المرء وزلاته وإظهارها للخلق، والسخاء والكرم سبب لستر العيوب كلها.

شاهد أيضًا: قصة قصيرة عن الكرم للاطفال

في الختام نكون قد تعرفنا على ترك إطعام الطعام مع القدرة عليه علامة على البخل، حيث أن البخل من الصفات السيئة المذمومة، والتي حذر الشرع منها من عواقبها الوخيمة وتعرفنا على حد البخل في الشرع، حيث قسمه العلماء إلى ثلاثة أقسام، وأخيرًا تعرفنا إلى آثار البخل على الفرد والمجتمع.