تفاصيل حرب الشيشان وروسيا

حرب الشيشان وروسيا

حرب الشيشان وروسيا هي حرب جرت على مرحلتين، حيث دارت حربان بين الشيشان وروسيا، استمرت حرب الشيشان وروسيا الأولى من عام 1994 حتى 1996، في حين دامت الحرب الثانية لمدة عامين، من 1999 وحتى 2000، ومن خلال موقع محتويات سنقدم تفاصيل الحرب التي دارت رحاها بين الشيشان وروسيا، وسنبين كيف انتهت هذه الحرب، وأحوال الشيشان اليوم.

حرب الشيشان وروسيا

درات بين الشيشان وروسيا حربان هما:[1][2]

  • حرب الشيشان وروسيا الأولى: أو الحرب الشيشانية الأولى، والتي كانت تمردًا من قبل جمهورية الشيشان ضد الاتحاد الروسي، استمرت من ديسمبر 1994 إلى أغسطس 1996، وبلغت ذروة هذه الحرب في معركة غروزني المدمرة.
  • حرب الشيشان وروسيا الثانية: كانت الحرب الشيشانية الثانية نزاعًا مسلحًا في الشيشان ومناطق شمال القوقاز، بين روسيا الاتحادية وجمهورية الشيشان إشكيريا، استمرت هذه الحرب من أغسطس 1999 إلى أبريل 2000.

شاهد أيضًا: اين تقع الشيشان

السياق التاريخي والسياسي لحرب الشيشان وروسيا

في 6 سبتمبر من عام 1991، اقتحم مسلحون من حزب المؤتمر الوطني للشعب الشيشاني، الذي أنشأه الجنرال السوفيتي السابق دزخار دوداييف، جلسةً لمجلس السوفيات الأعلى الشيشاني الأنغوشي بهدف تأكيد استقلالهم عن الاتحاد السوفييتي، وقتلوا رئيس لجنة فرع غروزني من الحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي، كما عمدوا إلى حل حكومة جمهورية الشيشان-إنغوش ذات الحكم الذاتي التابعة للاتحاد السوفيتي، وفي الشهر التالي، حصل دوداييف على دعمٍ شعبيٍّ ساحقٍ للإطاحة بالإدارة المؤقتة التي تدعمها الحكومة المركزية للاتحاد السوفيتي، وأصبح رئيسًا وأعلن الاستقلال عن الاتحاد السوفياتي.[1]

ولكن بعد إعلان الشيشان عن استقلالها، انقسمت جمهورية الشيشان الإنغوشية المتمتعة بالحكم الذاتي إلى قسمين في يونيو 1992، وذلك بسبب الصراع المسلح بين الإنغوش وجمهورية أوسيتيا الشمالية الروسية، حيث انضمت جمهورية إنغوشيا إلى الاتحاد الروسي، بينما أعلنت الشيشان استقلالها الكامل في عام 1993 باسم جمهورية الشيشان إشكيريا.[1]

شاهد أيضًا: من هم الشيشان

شرارة حرب الشيشان وروسيا

بين عامي 1991 و1994، غادر عشرات الآلاف من الأشخاص من غير الشيشان، ومعظمهم من الروس، جمهورية الشيشان وسط تقاريرٍ عن أعمال عنفٍ ضد السكان غير الشيشان، وبدأت الصناعة الشيشانية بالفشل نتيجة مغادرة العديد من المهندسين والعمال الروس أو طردهم من الجمهورية، كما نشبت حربٌ أهليةٌ غير معلنةٍ بين الفصائل المتعاطفة والمعارضة لدوداييف من أجل السلطة، وفي أغسطس 1994، عندما شن تحالف فصائل المعارضة، المتمركز في شمال الشيشان، حملةً مسلحةً للإطاحة بحكومة دوداييف، زودت موسكو سرًا قوات المتمردين بالدعم المالي والمعدات العسكرية والمرتزقة.[1]

في 30 أكتوبر من عام 1994، بدأت طائراتٌ روسيةٌ بقصف العاصمة غروزني، وشنت قوات المعارضة، التي انضمت إليها القوات الروسية، هجومًا على غروزني في منتصف أكتوبر 1994، تبعه هجومٌ ثانٍ أكبر في 26-27 نوفمبر 1994، وفي 29 نوفمبر، أصدر الرئيس بوريس يلتسين إنذارًا لجميع الفصائل المتحاربة في الشيشان يأمرهم بنزع سلاحهم والاستسلام، وعندما رفضت الحكومة في غروزني، أمر الرئيس يلتسين بشن هجوم لاستعادة “النظام الدستوري”، وبحلول 1 كانون الأول (ديسمبر)، كانت القوات الروسية تنفذ عمليات قصفٍ جويٍّ مكثفٍّ للشيشان مستهدفةً كلًا من المواقع العسكرية والعاصمة غروزني.[1]

شاهد أيضًا: ما هي عاصمة الشيشان

حرب الشيشان وروسيا الأولى

في 11 ديسمبر 1994 شنت القوات الروسية هجومًا بريًا من ثلاثة محاور على غروزني، ولكن تم إيقاف الهجوم الرئيسي مؤقتًا من قبل نائب قائد القوات البرية الروسية، العقيد إدوارد فوروبيوف، الذي استقال بعدئذ احتجاجًا، مشيرًا إلى أن الغزو كان إجراميًا من حيث المفهوم والتنفيذ، وعارضت الحكومة الحرب أيضًا، حيث استقال مستشار يلتسين لشؤون الجنسية، إميل باين، ونائب وزير الدفاع الروسي، الكولونيل جنرال بوريس جروموف، احتجاجًا على الغزو، وتم تدمير القوات الجوية الشيشانية في الساعات القليلة الأولى من الحرب، ولكن الروح المعنوية للجنود الروس كانت منخفضةً، لأنهم لم يكونوا مستعدين جيدًا ولم يفهموا سبب إرسالهم إلى المعركة، إذ قاومت بعض الوحدات الروسية الأمر بالتقدم، وفي بعض الحالات قامت القوات بتخريب معداتها الخاصة.[1]

عندما هاجم الروس العاصمة الشيشانية جروزني في الفترة من ديسمبر 1994 إلى يناير 1995، لقي آلاف المدنيين مصرعهم في سلسلةٍ من الغارات الجوية والقصف المدفعي، والتي استمرت أسبوعًا كاملًا، في أعنف حملة قصفٍ في أوروبا منذ تدمير دريسدن، وتم غزو جروزني في نهاية المطاف من قبل القوات الروسية وسط حرب مدنٍ مريرةٍ،  ومع سوء أحوال الجيش الروسي واقتراب الانتخابات الرئاسية، وفي 30 أغسطس/آب، نجح ألكسندر ليبيد، رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، في إقناع الشيشانيين بالتوقيع على اتفاقيةٍ لإيقاف القتال بين الطرفين، على أن تنسحب القوات الروسية من الشيشان، وبهذا انتهت حرب الشيشان وروسيا الأولى.[1]

خسائر حرب الشيشان وروسيا الأولى

تكبدت الشيشان وروسيا خسائر كبيرةً نتيجة الحرب الشيشانية الأولى، وكانت على النحو الآتي:[1]

  • يشير الرقم الرسمي للقتلى العسكريين الروس إلى 5732، بينما تشير معظم التقديرات إلى أن العدد يتراوح بين 3500 و7500، أو حتى قد يصل إلى 14000.
  • تشير بعض التقديرات إلى أن عدد القتلى من القوات الشيشانية يتراوح بين 3000 إلى 17391، بين قتيلٍ ومفقودٍ،
  • تم تقدير عدد القتلى المدنيين من الشيشان بين 30.000 و100.000 قتيل.
  • تم تقدير عدد الجرحى من الشيشانيين بأكثر من 200.000 جريح.
  • نزح أكثر من 500.000 شخص بسبب الصراع الذي ترك المدن والقرى في جميع أنحاء الجمهورية الشيشانية في حالة خرابٍ، كما أدى الصراع إلى انخفاضٍ كبيرٍ في عدد السكان غير الشيشان بسبب العنف والتمييز.

شاهد أيضًا: معلومات عن حرب الشيشان

حرب الشيشان وروسيا الثانية

كانت الحرب الشيشانية الثانية نزاعًا مسلحًا في الشيشان ومناطق شمال القوقاز، بين روسيا الاتحادية وجمهورية الشيشان إشكيريا، استمرت هذه الحرب من أغسطس 1999 إلى أبريل 2000، ففي أغسطس 1999، تسلل مقاتلون إسلاميون من الشيشان إلى منطقة داغستان الروسية، وأعلنوا أنها دولةٌ مستقلةٌ ودعوا إلى الجهاد، وخلال الحملة الأولى، واجه الجيش الروسي، الذي تم دعمه من قبل القوات الشيشانية شبه العسكرية الموالية لروسيا، الانفصاليين الشيشان في قتالٍ مفتوحٍ واستولوا على العاصمة الشيشانية غروزني، بعد حصارٍ شتويٍّ استمر من ديسمبر 1999 حتى فبراير 2000، وأقامت بعده روسيا حكمًا مباشرًا على الشيشان في مايو 2000، وقد استمرت المقاومة المسلحة الشيشانية في جميع أنحاء منطقة شمال القوقاز في إلحاق خسائرٍ فادحةٍ بالروس، وتحدي السيطرة السياسية الروسية على الشيشان، وقد نفذ الجانبان هجماتٍ ضد المدنيين، وأثارت هذه الهجمات إدانةً دوليةً.[2]

في منتصف عام 2000، نقلت الحكومة الروسية بعض المسؤوليات العسكرية إلى القوات الشيشانية الموالية لروسيا، وتم إنهاء المرحلة العسكرية في أبريل 2002، وبحلول عام 2009، كانت روسيا قد عطلت الحركة الانفصالية الشيشانية، وتوقف القتال على نطاقٍ واسعٍ، كما توقفت قوات الجيش ووزارة الداخلية الروسية عن القيام بدوريات، وخضعت غروزني لجهود إعادة الإعمار، وأعيد بناء جزء ٍكبيرٍ من المدينة والمناطق المحيطة بها بسرعة.[2]

شاهد أيضًا: ما هو الاتحاد السوفيتي

كيف انتهت حرب الشيشان

في أبريل 2009، انتهت رسميًا العملية الحكومية الروسية في الشيشان، ومع انسحاب الجزء الأكبر من الجيش الروسي، وقع على عاتق قوة الشرطة المحلية مسؤولية التعامل مع التمرد المستمر، ولكن بعد ثلاثة أشهر، دعا زعيم الحكومة الانفصالية المنفي، أحمد زكاييف، إلى وقف المقاومة المسلحة ضد قوات الشرطة الشيشانية اعتبارًا من أغسطس / آب، وكان هذا بمثابة النهاية الكاملة للصراع الشيشاني، والعدد الدقيق لقتلى الصراع غير معروفٍ، ويبلغ عدد الضحايا الروس حوالي 7500، وتقدر مصادر غير رسميةٍ أن عدد القتلى والمفقودين يتراوح بين 25000 و50000، معظمهم من المدنيين الشيشان.[2]

الشيشان اليوم

منذ نهاية الحرب الشيشانية الثانية في مايو 2000، استمر التمرد في أنحاء الشياشان، ولكن على نحوٍ منخفضٍ، ولا سيما في الشيشان وإنغوشيتيا وداغستان، وتخضع الشيشان حاليًا لحكم زعيمها المعين من قبل روسيا “رمضان قديروف”، وعلى الرغم من أن المنطقة الغنية بالنفط قد حافظت على استقرارٍ نسبيٍّ في عهد قديروف، فقد اتهمه النقاد والمواطنون بقمع حرية الصحافة وانتهاك الحقوق السياسية، وكانت هناك هجماتٍ لعصاباتٍ صغيرٍة من قبل الجماعات الانفصالية في المنطقة، ومما زاد التوتر، وجود الجماعات الجهادية المتحالفة مع الدولة الإسلامية والقاعدة في المنطقة.[2]

شاهد أيضًا: كم نسبة المسلمين في روسيا

وبهذا القدر من المعلومات يصل المقال إلى سطوره الختامية، وقد أوضحت سطوره السابقة تفاصيل حرب الشيشان وروسيا، حيث استعرض المقال خلفية الحرب الشيشانية الأولى وتفاصيل سير هذه الحرب، كما سلط الضوء على الحرب الشيشانية الثانية وسير أحداثها، وفي النهاية أوضح الطريقة التي انتهت بها الحرب الشيشانية ووضع الشيشان اليوم.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com , First Chechen War , 26/02/2022
  2. ^ wikiwand.com , Second Chechen War , 26/02/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *