حكم اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيداً

حكم اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيداً

حكم اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيداً هو من الأحكام الشرعيّة التي يجب علينا نحن كمسلمين معرفتها حتى لا نقع في الضلالة والحرام، وفي مقالنا التالي سوف نتحدّث عن حكم اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيدًا، ومعنى اتخاذ القبور مساجد، والأدلة على تحريم اتخاذ القبور مساجد.

حكم اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيداً

حكم اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيدًا لا يجوز شرعًا، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ قبره مكانًا يُعتاد المجيء إليه أو أسبوعيًا أو شهريًا، لأن هذه النوع من الزيارات ما هي إلا نوع من اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيدًا، ففي الحديث النبوي الشريف عن أبو هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجعلوا بيوتَكُم قبورًا، ولا تجعلوا قَبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ فإنَّ صلاتَكُم تبلغُني حَيثُ كنتُمْ)[1].[2]

ووجه الدلالة في الحديث النبوي الشريف، أن قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو قبر أفضل البشر على وجه الدنيا، نهى عن اتخاذه عيدًا، وقبر غيره من الناس أولى بالنهي كائنًا من كان، فلا يجوز زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم واتخاذها عادة، ولا يجوز زيارة قبر أي أحد غيره، وأما قوله صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوا بيوتكم قبورًا: أيّ لا تتركوا الصلاة والدعاء وقراءة القرآن فيها، فتكون المنازل بمثابة القبور، وأما قول النبي فأما صلاتكم تبلغني حيث كنت: يشير صلى الله عليه وسلم أن ما يناله من صلاة وسلام من المسلمين يحصل سواءًا كنتم قريبين من قبره أو بعيدين، فلا حاجة لإتخاذ القبر عيدًا لأي سبب أو لأي حجة كانت.[3]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي دفن بعد النبي

معنى اتخاذ القبور مساجد

هناك عدد من الآراء للعلماء المسلمين في معنى اتخاذ القبور مساجد، وهذه المعاني كالآتي:[4]

  • ابن حجر الهيتمي: اتخاذ القبر مسجدًا معناه الصلاة عليه، أو إليه، أي إلى جهته، وهو منهي عنه.
  • المناوي: قال اتخاذ القبور مساجد: أيّ اتخاذها جهة قبلتهم، مع اعتقادهم الباطل، وهو مغالاة ونوع من التعظيم للقبر، وقد لعن الله تعالى مَن يقوم بذلك، لأن اليهود كانوا يسجدون لقبورهم تعظيمًا لشأنها، ويتوجهون لها بالصلاة، بل واتخذوا القبورة أوثانًا، وقد لعنهم الله تعالى، ونهى المسلمين عن القيام بهذه الأفعال.
  • الإمام البخاري: قال اتخاذ القبور مساجد: أيّ بناء المساجد عليها، وهو أمر منهي عنه، لذا لم يجعل الصحابة قبر النبي في أرض بارزة أو مكشوفة خشيت أن يُبنى عليه مسجد.
  • الحافظ العراقي: قال، فلو بنى مسجدًا بقصد أن يدفن في جهة منه ، فقد دخل في اللعنة، لذا يحرّم الدفن في المسجد، فالمسجد والقبر لا يجتمعان في دين الإسلام.
  • الإمام الشافعي: قال اتخاذ القبور مساجد: أي البناء على القبر مسجد، يُكره أن يُبنى على القبر مسجدًا، وأن يسوّى، أو يُصلّى عليه وهو غير مسوّى، حتى لا يُعظّمه أحد من المسلمين، أيّ يتخذ قبره مسجدًا.

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي مات ولم يدفن

أدلة على تحريم اتخاذ القبور مساجد

هناك عدد من الأحاديث النبويّة الشريفة التي تدل على تحريم اتخاذ المساجد قبور، والأدلة هي:[5]

  • عن أبو سعيد الخدري عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:(نَهى نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن يُبنى على القُبورِ أو يُقعَدَ عليها أو يصلَّى عليها).[6]
  • عن عبدالله بن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا تُصلّوا إلى قبرٍ ، ولا تُصلّوا على قبرٍ).[7]
  • عن عائشة أم المؤمنين عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:(إنَّ أُولئِكَ إذا كان فِيهمْ الرجُلُ الصالِحُ فماتَ ، بَنَوا على قبْرِهِ مسْجِدًا ، و صَوَّرُوا فيه تِلكَ الصُّوَرِ ، أُولئِكَ شِرارُ الخلْقِ عند اللهِ يومَ القيامةِ).[8]
  • عن أبو هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (قاتَلَ اللهُ اليَهودَ والنَّصارى، اتَّخَذوا قُبورَ أنبيائِهم مَساجِدَ).[9]

شاهد أيضًا: حكم زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم

في نهاية مقالنا نكون قد تعرّفنا إلى حكم اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيداً ، ومعنى اتخاذ القبور مساجد، والأدلة على تحريم اتخاذ القبور مساجد.

المراجع

  1. ^ صحيح أبي داوود , أبو هريرة ، الألباني، صحيح أبي داود، 2042 ، صحيح 
  2. ^ islamway.net , هل هذا يعتبر من اتخاذ قبر الرسول عيدا؟ , 2/1/2022
  3. ^ dorar.net , النهي عن اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيدا , 2/1/2022
  4. ^ dora.net , معنى اتخاذ القبور مساجد , 2/1/2022
  5. ^ dora.net , معنى اتخاذ القبور مساجد , 2/1/2022
  6. ^ البناء على القبور , أبو سعيد الخدري، المعلمي، البناء على القبور، 82، رجاله ثقات
  7. ^ السلسلة الصحيح , عبدالله بن عباس، الألباني، السلسلة الصحيحة، 1016، صحيح
  8. ^ صحيح الجامع , عائشة أم المؤمنين، الألباني، صحيح الجامع، 2010، صحيح
  9. ^ تخريج المسند ,  أبو هريرة، شعيب الأرناؤوط، تخريج المسند، 10715، صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *