حكم استعمال انية الذهب والفضة في الاكل والشرب والملبس

حكم استعمال انية الذهب والفضة في الاكل والشرب استفسار ديني هام، حيث أنه ومن المهم للمسلمين التعرف على الاحكام الشرعية لكي يلتزموا بطاعة الله عز وجل ويبتعدو عن نواهيه، ومن الأحكام المهمة التي يجب على المسلمين الإحاطة بها، معرفة حكم استعمال انية الذهب والفضة في الاكل والشرب، وحكم لبس الذهب والفضة للنساء، وحكم لبس الذهب والفضة للرجال، وفي هذا المقال سنتعرف على هذه الأحكام.

حكم استعمال انية الذهب والفضة في الاكل والشرب

 لا يجوز اتخاذ أواني الذهب والفضة، للأكل والشرب فيهما، وهكذا الوضوء والغسل فهي محرمة بالنص والإجماع، وقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (لا تلبَسوا الحريرَ ولا الدِّيباجَ ولا تشربوا في آنيةِ الذَّهبِ والفضَّةِ ولا تأْكلوا في صحافِها فإنَّها لَهم في الدُّنيا ولكُم في الآخرةِ)[1] متفق على صحته، وثبت أيضًا عنه صلى الله عليه وسلم قال:(الَّذي يأكلُ أو يشربُ في آنيةِ الذَّهبِ والفضَّةِ إنَّما يجَرجرُ في بطنهِ نارَ جهنَّمَ)[2]، ولا يجوز أن يتخذ منها ملاعق ولا أكواب للقهوة أو الشاي، كل هذا ممنوع؛ لأنها نوع من الأواني، فيجب على المسلم أن يبتعد عن الإسراف والتبذير، وإن كان الله سبحانه وتعالى قد أغناه من فضله، فيجب عليه أن ينفق ذلك المال على الفقراء والمحتاجين ويبتعد عن مظاهر الترف والبذخ.[3]

حكم لبس الذهب والفضة للنساء

اتفق علماء المذاهب الفقهية الأربعة الشافعية والحنابلة والحنفية والمالكية، على جواز لبس الحلي للمرأة بغرض التزين واستدلوا بقوله تعالى: (أَوَ مَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ)[4]، بأن الحلية من صفات النساء، فهي عامة في الذهب وغيره، وعن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها، قالت:(قدمَتْ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم حليةٌ من عند النجاشيّ ، أهداها له فيها خاتمٌ من ذهبٍ ، فيه فصّ حبشيٌّ ، فأخذهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بعودِ معرضا عنهُ ، أو ببعضِ أصابعهِ ، ثم دعا أُمامةَ ابنةَ أبي العاصِ ابنةَ ابنتهِ زينبَ فقال : تحلَّيْ بهذا يا بنيَّةِ).[5][6]

حكم لبس الذهب والفضة للرجال

لبس الذهب حرام على الرجال سواء كان خاتماً أو أزراراً أو سلسلة يضعها في عنقة أو غير ذلك، فقال عليَّ بنَ أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عنه :(إنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخذ حريرًا، فجعَلَه في يمينِه، وأخذ ذهبًا فجعَلَه في شِمالِه، ثمَّ قال: إنَّ هذينِ حرامٌ على ذُكورِ أمَّتي)[7]، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:(كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَلْبَسُ خاتَمًا مِن ذَهَبٍ، فَنَبَذَهُ فقالَ: لا ألْبَسُهُ أبَدًا فَنَبَذَ النَّاسُ خَواتِيمَهُمْ)[8]،فمن الميوعة ومنافاة الرجولة أن يتحلى الرجال بالذّهب، لأن مقتضى الرجولة أن يكون الرجل كاملاً برجولته، والشريعة تريد إظهار الفرق بين الجنسين وتمييز خصائص كلّ منهما لما في تشبّه الفريقين ببعضهما من الفساد[9]، وأما حكم لبس الفضة للرجال فهو جائز مطلقًا، لقوله تعالى:(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا)[10]،وقوله تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ)[11]، أفادت الآيتانِ أنَّ الأصل هو الحل، فلاينقل عن هذا الأصلِ المَدلولِ عليه بعُمومِ الكِتابِ العزيز إلا ماخصه دليل، ولم يصِحَّ عنه في المنعِ من لباس الفضة والتحلي بها شيءٌ.[12]

وبهذا نكون قد بينا حكم استعمال انية الذهب والفضة في الاكل والشرب ، وأنه لايجوز بإجماع العلماء؛ لأنه من مظاهر البذخ والترف، وبينا حكم لبس الذهب والفضة للنساء، وحكم لبس الذهب والفضة للرجال.