حكم الاحتفال بالمولد النبوي ابن عثيمين

حكم الاحتفال بالمولد النبوي ابن عثيمين

حكم الاحتفال بالمولد النبوي ابن عثيمين هو الموضوع الّذي سيتحدّث عنه هذا المقال، فقد بُعث النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام بشيراً ونذيراً للناس، و رفع الله تعالى شأن نبيّه الكريم عليه الصّلاة السّلام وأمر النّاس بتوقيره والتّأدّب معه و تعظيمه، كذلك كان أمراً على كلّ مسلمٍ ومؤمنٍ اتّباع الرّسول وطاعته في كلّ أمرٍ ونهيٍ، كما أنّ إيمان الإنسان لا يكون كاملاً تامّاً إلّا إذا كان الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أحبّ إليه من نفسه ومن أمّه وأبيه، فما هو حكم الاحتفال بالمولد النبوي ؟[1]

المولد النبوي

يطلق اسم المولد النبوي على اليوم الّذي ولد فيه الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ألا وهو الثّاني عشر من ربيع الأوّل، و مع إقبال شهر ربيع الأوّل من كلّ سنةٍ يبدأ النّاس بالتّحضير للاحتفالات وإلى إقامة الموالد، حيث تحتفل العديد من الدّول الإسلاميّة بهذا اليوم و تقيم الشّعائر الكبيرة، كما جعلت بعض الدّول العربيّة هذا اليوم عطلةً رسميّةً كما في سوريا و مصر و تونس و الإمارات، أمّا في دولٍ أخرى كالمولد النبوي في المملكة العربيّة السّعوديّة فلم تجعله عطلةً رسميّةً، لكن بعض المناطق كمكّة المكرّمة تحيي هذا اليوم بالتّجمع لقراءة القرآن والذّكر والصّلاة على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم>

و قد بدأ الاحتفال بمولد النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام في العهد الفاطميّ واستمرّ حتّى اليوم حيث كانوا يسيرون في مواكب عظيمةٍ احتفالاً به ويوزّعون الأموال والطّعام والشّراب للفقراء، فكان الخليفة الفاطميّ يسير في موكبه من قصر خلافته حتّى مقام الحسين في القاهرة، وقد كثرت أقوال علماء الإسلام في حكم الاحتفال بالمولد النبوي واختلفت أقوالهم فيه، فمنهم من قال أنّه بدعةٌ باطلةٌ ومنهم من قال يجوز إحياء المولد النبوي بقراءة القرآن والصّلاة على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقال آخرون أنّ إحياء مولد النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أمرٌ يُبتغى منه الخير والنّفع الدّينيّ، والله ورسوله أعلم.[2]

حكم الاحتفال بالمولد النبوي ابن عثيمين

عندما بعث الله تعالى نبيّه الكريم محمّداً صلّى الله عليه وسلّم أرسل معه خيراً كثيراً للإنسانيّة جمعاء، فحقّ على النّاس اتّباعه وتعظيمه عليه أفضل الصّلاة والسّلام، لأنه بتوقير النّبيّ والتّأدّب معه عبادةٌ لله و امتثالٌ لأوامره عزّ وجلّ، أمّا عن الاحتفال بمولده عليه الصّلاة والسّلام عند ابن عثيمين فقال: أنّه لا يجوز ذلك و هي بدعةٌ لأنّها ليست من العبادات المشروعة فلم تُذكر بكتاب الله و لم تذكر في الأحاديث النّبويّة، كما أنّ الصّحابة رضي الله عنهم و أرضاهم لم يحتفلوا بمولد النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام لا في حياته و لا بعد وفاته وهم أشدّ النّاس حباً للرّسول عليه الصّلاة والسّلام وأكثرهم قرباً منه، و كذلك هم أعلم النّاس بما يحبّ الرّسول و ما يكره فلو كان الاحتفال بالمولد النبوي سنّةٌ محبّبةٌ أو عبادةٌ مشروعةٌ لحُفظت في الشّريعة الإسلاميّة>

فحكم الاحتفال بالمواد النبوي عند ابن عثيمين أنّه بدعةٌ و هو غلوٌّ بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم و هذا الغلوّ قد يودي بصاحبه للشّرك الأكبر و الخروج من الملّة والعياذ بالله؛ فالاحتفال بمولد الرسول بدعةٌ ضلالةٌ و هو من الأمور المحدثة بالدّين والشّريعة الإسلاميّة فيجب الكفّ و الابتعاد عنه و تجنّب الوقوع في البدع فهي تودي بفاعلها للنّار، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” إيَّاكُم ومحدَثاتِ الأمورِ فإنَّ شرَّ الأمورِ محدثاتُها وإنَّ كلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ وإنَّ كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ”،[3] والله ورسوله أعلم.[4]

حكم المولد عند الشافعية

بعد الخوض في الحديث عن حكم المولد النبوي ابن عثيمين كان لا بدّ من بيان الحكم عند الشافعيّة، وإنّ الاحتفال بالمولد النبوي هو بدعةٌ ضلالةٌ كما ذُكِر سابقاً بحسب ابن عثيمين، أمّا قول الشافعية في الاحتفال بمولد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فكان الإمام الشّافعيّ رحمه الله قد قسم البدعة إلى بدعةٍ مذمومةٍ وبدعةٍ محمودةٍ فالبدعة المحمودة ما تطابق منها مع الشّريعة الإسلاميّة أو كان لها أصل شرعيّ في الكتاب أو السّنّة أمّا البدعة المذمومة فهي ما لا يتطابق مع الشّرع والسّنّة، والاحتفال بمولد النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام هو بدعةٌ محدثةٌ لأنّ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام لم يحتفل بيوم مولده ولم يأتي بهذا العمل أحدٌ من أصحابه ولا من التّابعين ، فحسب الشافعية حكم المولد بدعةٌ ضلالةٌ لا أصل لها في الشّريعة الإسلاميّة.[5]

حكم التهنئة بالمولد النبوي

إذا أراد أحدٌ ما أن يحتفل بميلاد أحدهم أوبأيّ مناسبة، فأوّل شيءٍ يقوم به هو التّهنئة أو المباركة، فما حكم التهنئة بمولد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كما ذُكِرسابقاً أنّ الاحتفال بمولد النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام من البدع ولا أصل له في الشّريعة الإسلاميّة ولا في السّنّة النّبويّة الشّريفة أمّا بخصوص التّهنئة بمولد النّبيّ فقيل أنّه لامانع من ذلك ولا حرج فيها شرط ألّا تكون نيّة المهنّئ التّعبد فمن النّاس من يحسب أنّ التّهنئة بمولد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم من العبادة فلا يجوز ذلك والله ورسوله أعلم.[6]

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

حكم الاحتفال بالمولد النبوي ابن عثيمين سؤالٌ أجاب عنه هذا المقال، وتحدّث عن المولد النبوي وتاريخه وورد فيه أيضاً حكم المولد عند الشافعية كذلك تحدّث عن حكم التهنئة بالمولد النبوي، وذُكِر فيه وجوب تعظيم النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وتوقيره والتّأدّب معه.

المراجع

  1. ^ saaid.net , حكم الاحتفال بالمولد , 25/10/2020
  2. ^ marefa.org , المولد النبوي , 25/10/2020
  3. ^ بيان الدّليل , ابن تيميّة/عبد الله بن مسعود/173/إسناده جيّد لكن المشهور أنّه موقوفٌ على ابن مسعود , 25/10/2020
  4. ^ saaid.net , حكم الاحتفال بالمولد , 25/10/2020
  5. ^ islamweb.net , شبهات وجوابها حول الاحتفال بالمولد النبوي , 25/10/2020
  6. ^ islamweb.net , التهنئة بالمناسبات المبتدعة وأكل حلاوة المولد , 25/10/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *