حكم الاستراحة بين ركعات التراويح

حكم الاستراحة بين ركعات التراويح، سؤالٌ يتبادر إلى أذهان الكثير من المسلمين، ولا سيما أنَّها قد تصل إلى عشرين ركعةٍ فأكثر، ومن هذا المنطلق سيتمُّ تخصيص هذا المقال لبيان حكم الاستراحة بين ركعاتها عند الأئمة الأربعة، كما سيتمُّ بيان ما ينبغي للمسلم فعله في هذه الاستراحة، وفيما يأتي ذلك:

حكم الاستراحة بين ركعات التراويح

يجوز للمسلم أن يستريح بين ركعات صلاة التراويح، والدليل على ذلك فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: “ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي أربع ركعات في الليل، ثم يتروح، فأطال حتى رحمته، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: أفلا أكون عبداً شكوراً”،[1] كما أنَّه منقولٌ عن الصحابة والسلف أنَّهم كانوا يتروحون بين كلِّ ركعتي، من غير أن يستنكر عليهم أحد، وسيتمُّ فيما يأتي ذكر أقوال أئمة المذاهب الأربعة في حكم الاستراحة بين ركعات التراويح:[2]

• الحنفية: ذهب علماء المذهب الحنفي إلى استحباب الاستراحة بين ركعات صلاة التراويح.
• المالكية والشافعية: ذهب علماء المالكية والشافعية إلى جواز الاستراحة بين ركعات التراويح، من غير تنصيصٍ على استحبابها.
• الحنابلة: ذهب علماء الحنابلة إلى جواز الاستراحة بين ركعات التراويح، وجعلوا فعل ذلك أولى من تركه.

شاهد أيضًا: هل صلاة التراويح بدعة

سبب تسمية التراويح بهذا الاسم

يرجع سبب تسمية صلاة التراويح بهذا الاسم إلى ما كان يفعله المسلمون في مكة المكرمة والمدينة من الاستراحة بين ركعاتها، حيث أنَّهم كانوا يطوفون بين في الكعبة المشرفة بعد صلاة أربع ركعات ثمَّ يؤدون أربعةً أخرى، ثمَّ يطوفون مرة أخرى،[3] وقد أورد الإمام ابن حجر العسقلانيّ في شرحه لصحيح البخاري أنّ تسمية صلاة التراويح بهذا الاسم ترجع إلى ما كان من فِعل الصحابة -رضي الله عنهم-؛ إذ كانوا يستريحون في قيام رمضان، وذلك أوّل ما شُرِعت تلك الصلاة.[4]

شاهد أيضًا: صلاة التراويح كم ركعة في البيت

ما يفعله المسلم في استراحته بين ركعات صلاة التراويح

يُمكن للإمام استغلال اجتماع المسلمين وإلقاء كلمة خيرٍ عليهم بين ركعات صلاة التراويح، لكن من غير المداومة على ذلك لئلا يعتقد المسلمون أنَّ ذلك جزءً من الصلاة،[5] كما يُمكن للمصلي استغلال هذه الأوقات بذكر الله -عزَّ وجلَّ- وقراءة القرآن، من غير تخصيص ذكرٍ معين أو عددٍ معين لئلا يقع في البدعة.[6]

شاهد أيضًا: هل صلاة التراويح واجبة

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام مقال حكم الاستراحة بين ركعات التراويح، والذي تمَّ فيه بيان أقوال الأئمة الأربعة في ذلك، وأنَّ الأصل في تسمية هذه الصلاة بالتراويح لما كان يفعله الصحابة والسلف الصالح من الاستراحة بي ركعاتها، وفي الختام تمَّ بيان ما يُمكن للمسلم فعله أثناء هذه الاستراحة.