حكم الاستعانة بالأموات

حكم الاستعانة بالأموات

حكم الاستعانة بالأموات ، هو عنوان هذا المقال، وحيث أنَّ هذا الفعلُ قد كثرَ في الآونةِ الأخيرة، كان لا بدَّ من تخصيص  الحديثِ عنه وبيانَ حكمهِ، وفي هذا المقالِ سيجد القارئُ بيانَ حكمِ الاستعانةِ بالأمواتِ، ومتى يكونُ شركًا أكبرًا ومتى يكونُ شركًا أصغر، كما سيتمُّ ذكر بعض الأدلة التي تبيِّن أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- وحده الضارَّ والنافعَ والمعزَّ والمذلَّ.

حكم الاستعانة بالأموات

يحرم على المسلمِ الاستعانةَ بالأمواتِ، وقد بيَّن الله -عزَّ وجلَّ- في كتابه المجيد ضلالَ من يدعوا غيره، حيث قال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ}،[1] وإنَّ الاستعانةَ بالأمواتِ ودعاءهم منه ما هو شركٌ أكبر ومنه ما هو شركٌ أصغر، وفيما يأتي بيان ذلك:[2]

شاهد أيضًا: حكم دعاء اصحاب القبور وطلب الرزق من الاموات والاستغاثة بهم

الاستعانة بالأموات شرك أكبر

يكون الاستعانةُ بالأمواتِ شركٌ أكبرٌ، إذا دعاهم الإنسان من دون الله، وطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله، وما يدلُّ على أنَّ ذلك يعدُّ شركًا قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}.[3]

شاهد أيضًا: هل الاموات يتقابلون وهل الميت يسمع عند غسله

الاستعانة بالأموات شرك أصغر

ويكون استعانةُ المرءِ بالأمواتِ شركٌ أصغر مفضيًا إلى الشركِ الأكبر، عندما يطلب المرءُ منهم أن يدعوا الله -عزَّ وجلَّ- له ظنًا منه أنَّ دعاءهم مستجابٌ، فمن فعلَ ذلك فقد وقعَ بالشركِ الأصغرِ الذي قد يوصله إلى الشركِ الأكبرِ، مع ضرورة التنبيه إلى أنَّه لا بدَّ أن يخلوَ هذا الطلب من اعتقاد المرءِ أنَّ هذا الميِّت قد ينفع ويضر؛ إذ أنَّه لو اعتقدَ ذلك يكونُ قد وقعَ بالشركِ الأكبر.

شاهد أيضًا: اثر دعاء غير الله على الايمان

الأدلة على أنَّ الله هو النافع والضار

لقد تضافرت النصوص القرآنية التي تدلُّ على أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- بيده وحده النفع والضرَّ، والخفضَ والرفعَ، والعطاءَ والمنعَ، وفي هذه الفقرة من مقال حكم الاستعانة بالأموات، سيتمُّ ذكر بعض هذه الأدلة، وفيما يأتي ذلك:

  • قال الله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.[4]
  • قال الله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.[5]
  • قال الله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.[6]

شاهد أيضًا: هل الميت يشعر بمن يبكي عليه

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان حكم الاستعانة بالأموات ، وفيهِ تمَّ بيان حرمةِ هذا الفعلِ مع بيانِ الدليلِ عليه، كما تمَّ بيان متى يكون شركًا أكبر ومتى يكونُ شركًا أصغر، وفي ختام هذا المقال تمَّ ذكر بعض الأدلة من القرآنِ الكريم التي تبيِّن أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- هو الضار والنافع والمعزَّ والمذل.

المراجع

  1. ^ الأحقاف: 5
  2. ^ islamweb.net , الاستعانة بالأموات في تفريج الكروب ودفع الخطوب , 6/12/2021
  3. ^ الأحقاف: 5-6
  4. ^ يونس: 107
  5. ^ الأنعام: 17
  6. ^ آل عمران: 26

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *