اثر دعاء غير الله على الايمان

اثر دعاء غير الله على الايمان من الأحكام الشرعيّة التي يجب على كُلّ مُسلمٍ ومُسلمةٍ أن يكونوا على بيّنةٍ واضحةٍ منها، وذلك حتى لا يقعوا في ما حرّم الله-تعالى-؛ لأن الوُقُوع في مثل تلك الأمور قد يُدخل المُسلم في إطار الشّرك، والدّعاء قُربةٌ من الله لا من العباد، وفيما يلي سنتعرّف على أثر دعاء غير الله على الإيمان.

تعريف الإيمان

الإيمان هو الاستسلام لله، والانقياد له بالطّاعة، والبراءة من الشّرك وأهله، والإيمان يزيد وينقُص، يزيد بطاعة الله -عزّ وجلّ-، وينقُص بمعصيته، ولا يُسمّى المُسلم مؤمنًا، وإنما قد يُسمّى المؤمن بالمسلم، وذلك لأن الإسلام عام والإيمان أخصّ منه، فكُل مؤمن مُسلم وليس العكس، والإسلام يكمُن في الاعتقاد الظّاهر، وأمّا الإيمان فهو اعتقاد باطنيٌّ قائمٌ على التسليم بكُل الجوارح الظّاهرة والباطنه، ولا يعرف حقيقة إيمان المرء إلا الله-تعالى-؛ لأنه يعلم خائنة الأعيُن، وما تُخفي الصّدور، وهو الذي يقضي بالحقّ، والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيءٍ إن الله هو السّميع البصير.[1]

شاهد أيضًا: لماذا يعتبر الدعاء من أهم العبادات

اثر دعاء غير الله على الايمان

أثر دُعاء غير الله على الإيمان: يُقلّل من إيمان المُسلم، ويُلحقه بالمُنافقين الذين هم في الدّرك الأسفل من النّار، ومن أمثلة ذلك الاستعانة بالأموات في قضاء الحوائج، فقد يذهب الرّجل إلى قبر فلان من الصّالحين، أو يُناجي أحد الصّالحين تبرّكًا به في أن يرفع عنه ما حلّ به، أو يُساعده في القيام بأمر عصى عليه، فهو في هذه الحالة يدخُل في إطار الشّرك الأكبر؛ لأن الّافع والضارّ هو الله، والمُسيطر والمُهيمن إلا الله، وهو وحده من بيده ملكوت كلّ شيءٍ، فمُشاركة أحد عباده له في ما هو مُختصٌّ به إنما هو من الأمور التي تؤدي إلى الشّرك الأكبر، والله-تعالى- لا يغفر أن يُشرك به، ويغفر مادون ذلك لمن يشاء.[2]

شاهد أيضًا: الفائدة من جعل الدعاء بعد قيام الليل

حكم دعاء غير الله عن جهل بالتوحيد

قد يدعو المرء المُسلم غير الله -تعالى- من الأموات ويستعين بهم في إتمام حوائجه، وهذا مما لا شكّ فيه كُفرٌ، ولكن اختلف العُلماء في ما إذا كان هذا الذي دعا غير الله يُكفّر دون أن يُعلم، أو يُعلم أوّلًا ثُم يُكفرّ، فقبل: إنه لا بُد وأن يُعلم أوّلًا؛ لأنّ الأمر قد يكون قد اشتبه عليه، بسبب عالم أوصله مفهوم خاط، أو بسبب عُلماء السُّوء، والقول الثاني: إنّه لا يُعلم لأن الأمر في القُرآن واضح، والحلال بيّن والحرام بيّن، والشّرك واضح.[3]

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على اثر دعاء غير الله على الايمان ، وما هو تعريف الإيمان، وهل الإيمان يزيد وينقص، وبماذا يزيد وبماذا ينقُص، وما حكم دعاء غير الله عن جهل بالتّوحيد، وهل هناك فرق بين الإسلام والإيمان أم أنّهما بمعنى واحد، وما ضابط كلّ منهما.