حكم الاستهزاء بالدين مازحا

حكم الاستهزاء بالدين مازحا

حكم الاستهزاء بالدين مازحا من الأحكام الهامة التي يجب على المسلم معرفتها، فقد كرم الله -سبحانه وتعالى-هذا الدين ورفع شأنه، وجعله الدين الوحيد المنجي من الضلال والموصل إلى جنات الخلد، فلا سبيل للفلاح والنجاة في الدنيا والآخرة إلا باعتناق هذا الدين العظيم، ونبيل رضى الله سبحانه وتعالى، وفي هذا المقال سنبين حكم الاستهزاء بالدين مازحا، كما سنبين عواقبه.

حكم الاستهزاء بالدين مازحا

إن حكم الاستهزاء بالدين يختلف باختلاف نوع الاستهزاء، فمنها ماهو كفر ومخرج من الملة، ومنها ما قد يعد مخرج من الملة وقد يعد فسقًا على التفصيل الآتي:[1]

  • قد يكون كفر ومخرج من الملة: وذلك إذا كان الاستهزاء يمس الله تعالى أو القران الكريم أو الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا الحكم قد أجمع أهل العلم، لقوله تعالى: “وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ”،[2]ولهذا لايجوز لمسلم أن يستهزأ بشيء من الدين، وإن كان مازحًا، فلا مجال للمزاح في ثوابت الدين، والمزح يعد انتقاص وامتهان لدين الله تعالى.
  • قد يعد مخرج من الملة وقد يعد فسقًا: وهو الاستهزاء بمسلم لتدينه، فإذا كان الاستهزاء يقصد به الشرع الذي يلتزم به هذا المسلم فهو كفر مخرج من الملة، وإذا كان الاستهزاء على نفس الشخص وليس الدين لأنه لا يستحق أن يظهر أنه متدين، أو لأنه يطبق شيئًا على نحو صارم من السنة لم تدل عليه النصوص، فهذا يعد فسقًا؛ لأنه استهزاء بشخص وليس بذات الدين.

أما الاستهزاء بالناس وأفعالهم الدنيوية  فهو فسق، ولا يخرج من الملة لقوله -تعالى-: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ”.[3]

اقرأ أيضاً: حكم الصلاة في المقبرة

كيفية التوبة من الاستهزاء بالدين

إن الاستهزاء بأمر من أمور الدين، وثوابته التي شرعها الله -سبحانه وتعالى- ينافي توقير هذا الدين وتعظيم شأنه، ويجب على كل من قام بالاستهزاء بالدين ولو كان مازحًا أن يجدد إسلامه، بالنطق بالشهادتين، والتوبة النصوحة إلى الله -عز وجل- مما فعل، والإتيان بالشهادتين في الصلاة يكفي، أو في أي عبادة أخرى، ويجب على من استهزأ بالدين أن يعتقد أنه يتوب من الردة، فآيات الله عز وجل ورسوله أعظم من أن تتخذ هزوا أو مزحا، والواجب على من يحضر مجلس فيه استهزاء بالدين أن يغادر ذلك المجلس وينهى عن فعل هذا المنكر والا يكون قد شاركهم بفعلهم وأثم معهم، وإن أبدى شيئا من الإعجاب أو الرضا بفعلهم وقولهم فإنه مثلهم، قال -تعالى- : “وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ”.[4][5]

إن حكم الاستهزاء بالدين مازحا يعد كفرًا ومخرجًا من ملة الإسلام، إذا قصد به الاستهزاء بالله -تعالى- أو برسوله الكريم أو بالقران العظيم، ويجب على من فعل هذا الفعل أن يعجل بتوبته إلى الله تعالى، وينطق الشهادتين وأن لا يعود لهذا الفعل مجددً.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , حكم الاستهزاء بالدين وأهله , 2020-12-29
  2. ^ سورة التوبة - آية 65-66. , 2020-12-29
  3. ^ سورة الحجرات - آية 11. , 2020-12-29
  4. ^ islamqa.info , الاستهزاء بالدين والتوبة منه , 2020-12-29
  5. ^ سورة الأنعام - آية 68. , 2020-12-29

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *