حكم السفر لبلاد الكفار

حكم السفر لبلاد الكفار
حكم السفر لبلاد الكفار

حكم السفر لبلاد الكفار سيتم بيانه في هذا المقال، فمن المعلوم أن الشريعة الإسلامية جاءت لتراعي كافة مناحي الحياة، حيث وضعت الأحكام التي تناسب الفرد والمجتمع، وذلك واضح في كافة مصادر الشريعة الإسلامية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والإجماع والقياس، والشريعة تناولت هذا الحكم الذي سيتم تفصيله فيما يأتي.

حكم السفر لبلاد الكفار

إن حكم السفر لبلاد الكفار محرم في الشريعة الإسلامية، حيث لا يجوز الذهاب إلى بلاد المشركين، فالسفر إليهم سبب من أسباب الانحراف والاغتراب عن الدين، وسماع شكوكهم وبدعهم وشركهم ضد الإسلام، قد يرى الفتنة الكبرى والشرك والزنا، واللواط، والعديد من الذنوب الأخرى هناك، وقد يتأثر بها وقد يضل قلبه بسبب ذلك، ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين لا تراءى ناراهما”، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من جامع المشرك أو سكن معه فهو مثله”، وعلى المسلم أن يتجنب الذهاب إلى بلاد أهل الشرك والبقاء فيها لا للتجارة أو غير ذلك، ويستثنى من هذا الحكم الذي يعلِّم الناس الخير ويهديهم إلى الصراط المستقيم، وهو نافع هناك لأنه يدعو إلى الله سبحانه وتعالى ويظهر دينه، والله يهدي بين يديه كثيرين.

وأما إذا كان جاهلاً بدينه فعليه الحذر وعدم السفر، من ناحية الصناعة والاختراعات وغيرها من الأشياء التي في أيديهم، ومن بينها الخداع، حيث يكون جاهلًا لا يعرف الإسلام وقواعده ولكنه يعرف بعض المسلمين وبعض المشركين الذين يسيئون الأخلاق، فعندهم أكاذيب وعندهم ربا وعندهم زنا وعندهم شراب مسكر، وليس كل مسلم محافظ لا يتخلى عن ما حرمه الله تعالى عليه، حيث يمكن أن ينخدع ويرى البعض شيئًا من الأخلاق الدنيوية وينخدع بها، فلا بد من ترك السفر إليها والبقاء بالبلد المسلم ذاته، ويلزم المسلم بدينه.[1]

شاهد أيضًا: ما هو حكم السفر للسياحة للدول الاسلامية والغير اسلامية بالتفصيل

حكم السفر لبلاد الكفر للعمل

لا ينبغي للمسلم أن يسافر إلى بلاد الكفر، للدراسة والعمل، حتى يجد مكانًا ليتعلم في غيره، أو يعمل في غيره؛ لأنه في خطر بسبب تدخلهم، ولكن إذا كانت هناك مراكز إسلامية في البلاد ويمكن للمسلمين الانضمام إليها والتعاون معها، فهذا أسهل وأهون مما هو عليه في البلدان التي لا يوجد فيها مسلمون، ولكن إذا كان لديهم المعرفة والحدس، كأن يسافر للدعوة والتعليم لله سبحانه وتعالى فلا حرج عليه، والطالب الذي لا يملك المعرفة لحماية نفسه من شكوكه في خطر، فعليه أن يدرس في بلده أو يبحث عن وطن متين يتعلمه، لا ينبغي له أن يذهب إلى بلاد الكفر هناك ويستمر على هذا النحو من أجل العمل، ولا ينبغي أن يذهب للعمل في بلاد الكفر؛ ولأنه معرض لخطر الانجرار إلى دينهم، فقد ذكر في حديث صحيح في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين”.[2]

السفر لبلاد الكفر يجوز بثلاثة شروط هي

سيتم فيما يأتي بيان شروط السفر لبلاد الكفر:[3]

  • أن يكون عند العبد المسلم هدف نشر الإسلام والعلم الإسلامي في بلاد الكفر.
  • أن يكون عنده وازع ديني وعقيدة مؤسسة؛ لعدم انجراره خلف الشبهات.
  • إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

حكم الهجرة إلى بلاد الكفار لطلب الرزق

أجاز العلماء للمسلمين بالسكن في بلاد الكفار، لحاجة أو ضرورة مهمة، ولا يجوز البقاء معهم بغير ضرورة لعواقب الاستضافة معهم، وشهادة شرهم، والتعامل معهم في المعاملات التي يفرضونها على المسلم والتي تتعارض مع دينه، وهذا من شأنه أن يدفع النفوس الضعيفة إلى مرافقتهم والانجرار وراء شرهم
فذلك حتمًا لا يجوز، والخلاصة أنه لا يجوز السفر لهذه الدولة لطلب الحصول على الرزق، ويمكن أن يبحث المسلم عن القوت في بلاد المسلمين أينما كنت متأكدًا من دينك وشخصيتك، وقال الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله في سورة الطلاق: “ومَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب”.[4]

شاهد أيضًا: حكم قصر الصلاة للمسافر

بينا في هذا المقال حكم السفر لبلاد الكفار وتبيّن أنه لا يجوز في الشريعة الإسلامية السفر إلى بلاد الكفار، ولكن إذا توافرت الشروط فلا بأس من ذلك، والله تعالى أعلم وأحكم.