حكم الشعبنة قبل رمضان

حكم الشعبنة قبل رمضان

حكم الشعبنة قبل رمضان هو حكم من الأحكام الشرعية التي يتساءل عنها كثيرٌ من المسلمين، فعند قدوم شهر شعبان واقتراب شهر رمضان تكثُر ممارسة الشعائر الدينية، ويصبح المسلمون في سعي دائم للإقبال على شهر رمضان بقلب مليء بالإيمان والطاعة، وضمن هذه الممارسات والعادات لابدَّ من وجود بعض الأخطاء الشائعة بين جموع المسلمين، ومن هذه الأخطاء الشائعة عادة الشعبنة، فما هي الشعبنة وما حكمها في الإسلام، وما الفضائل الصحيحة التي وردت في الدين الإسلامي والتي تخصّ شهر شعبان، أسئلة سنجيب عنها ونوضّحها في هذا المقال.

ماهي الشعبنة

الشعبنة هي أحد العادات التي يؤديها بعض المسلمون في شهر شعبان في ليلة النصف منه، فيصومون ليلة النصف من الشعبان ويحيون الليل منها، ويقيمون الاحتفالات والتجمّعات والولائم بهدف إحياء هذه الليلة، ويقومون بأداء بعض العبادات بشكل غير وارد في السنّة النبوية الشريفة، ومن أشهر هذه الشعائر هي الصلاة الألفية التي تؤدّى على شكل عشر ركع في كل صلاة على شكل متتالي، كما قراءة سورة يس، وصلاة الست ركع، وكل هذه الأمور هي من الأمور المغلوطة، والتي لم ترد عن رسولنا الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- ولا عن سلفه الصالح، وهي من البدع المستحدثة في الدين الإسلامي.

شاهد أيضًا: صحة حديث ان الله ليطلع ليلة النصف من شعبان

حكم الشعبنة قبل رمضان

إنَّ حكم الشعبنة قبل رمضان هو من الأمور المحرّمة والبدع التي لم ترد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ولا في سنّته الشريفة أو الأحاديث النبوية، وهي من الضلالات التي انتشرت بعد عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وسلفه الصالح، فكانت من الأمور التي اُستحدثت في الدين الإسلامي، والحديث الوارد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حكم الشعبنة: “إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها ” هو حديث ضعيف منقول عن ضعيف ولا صحّة له، وإنَّ الأصل في دين الإسلام عدم وجود أي احتفال أو شعيرة دينية أو عادة واردة عن رسولنا الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- يجب أن تقام في شهر شعبان، وكل ما يُقام في شهر شعبان من احتفالات وشعائر هو من الأمور المستحدثة في الدين الإسلامي ومن البدع التي تؤدي إلى الضلالة ومصير فاعلها النار، والله أعلم. [1]

حكم إقامة ولائم لاستقبال رمضان

إنَّ من بعض العادات المغلوطة التي تُقام في شهر شعبان هي إقامة الولائم الكبيرة وتداعي الناس فيما بينهم لحضور دعوات الطعام، كما يقوم بعض الناس بتخصيص آخر عشر أيام من شهر شعبان لإقامة الطعام وتحضير الكثير منه وذلك بحجّة توديع أيام الإفطار وتوديع الموائد والولائم قبل قدوم شهر رمضان والصيام، وقد أجمع أهل العلم وشيوخ الإسلام على أنّ هذه العادات تدخل مدخل البدع والضلالات التي لا أساس لها في الدين الإسلامي، والتي لم ترد عن رسولنا الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- ولا عن صحابته وسلفه الصالح، وهي من الأمور المحرّمة والغير جائزة شرعًا.[2

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام في شهر شعبان

فضائل شهر شعبان

سُمي شهر شعبان بهذا الاسم من قبل العرب، وقد اطلقوا عليه اسم شعبان لأنَّ العرب كانوا يتشعبون للبحث عن المياه، وقد اعتاد المسلمون مؤخرًا أداء بعض الأمور المستحدثة في شهر شعبان والتي لم ترد صحّتها في شرائع دين الإسلام، ومن الأمور التي ثبُتت صحتها في شهر شعبان:[3]

  • الإكثار من الصيام: وذلك لما ورد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في قولها عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “كانَ يصومُ حتَّى نَقولَ: قد صامَ، ويفطرُ حتَّى نقولَ قد أفطرَ، ولم يَكُن يصومُ شَهْرًا، أَكْثرَ من شعبانَ كانَ يصومُ شعبانَ إلَّا قليلًا، كانَ يصومُ شعبانَ كُلَّهُ”[4]، فمن الأمور التي يستحب الإكثار منها في شعبان هي الصيام، مع التركيز على عدم تخصيص يوم محدد فيه للصيام.
  • تُرفع الأعمال في شعبان: فإنَّ شهر شعبان شهرٌ ترفع فيه أعمال الناس إلى الله عزَّ وجل، وقد ورد دليل ذلك في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن أسامة بن زيد حين سأله فقال: “يا رسولَ اللَّهِ ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ، قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ”.[5]

شاهد أيضًا: صحة حديث اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان

بهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي كان بعنوان حكم الشعبنة قبل رمضان، والذي وضّح لنا ما هي الشعبنة وما حكمها في الإسلام، وحكم إقامة الولائم في شعبان لاستقبال شهر رمضان، كما بيّن لنا الفضائل الصحيحة التي وردت في شهر شعبان كما وردت في أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , بدعة الشعبانية , 27-3-2021
  2. ^ islamweb.net , حكم إقامة الولائم احتفالا بقدوم رمضان , 27-3-2021
  3. ^ islamqa.info , شهر شعبان , 27-3-2021
  4. ^ صحيح النسائي , عائشة أم المؤمنين، الألباني، 2178، صحيح.
  5. ^ صحيح النسائي , أسامة بن زيد، الألباني، 2356، حسن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *